وغادر الوفدان الليبيان مبنى الخارجية الروسية من دون توقيع اتفاق. وأوضح لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود جاووش أوغلو، بعد انتهاء المفاوضات حول وقف إطلاق النار في ليبيا، أنّ ممثلَي الوفدين طلبا إدراج معطيات أخرى على الوثيقة التي عرضت عليهما.
وأشار لافروف إلى أن المفاوضات تركزت على النظر في وثيقة تعزز نظام وقف إطلاق النار في ليبيا وتحدّد شروطه، لافتاً إلى أن السراج ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، وقعا عليها، بينما طلب حفتر ورئيس مجلس النواب الليبي في طبرق عقيلة صالح، مهلة لدراسة مسودة الاتفاق تنتهي صباح الثلاثاء.
وقال: "جرت منذ صباح اليوم الاثنين مشاورات مكثفة بمشاركة الطرفين الليبيين بدعم من وزراء الخارجية والدفاع للجمهورية التركية والاتحاد الروسي، وتم خلالها النظر في وثيقة تسمح بتحديد المسائل المتعلقة بنظام وقف إطلاق النار، الذي تم إعلانه في منتصف ليل 12 يناير/كانون الثاني، استجابة لدعوة من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، يتضمنها بيانهما المشترك عقب اللقاء بينهما يوم 8 يناير في إسطنبول".
من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو إنّ وفد حفتر طلب مهلة حتى صباح غد من أجل التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا. وأضاف:"أعددنا نص مسودة تتضمن كيفية وقف إطلاق نار محتمل في ليبيا".
ووفق "رويترز"، فإنّ مسودة الاتفاق تقول إن الجانبين يعتزمان اتخاذ خطوات لاستقرار الوضع في طرابلس ومدن أخرى.
وبدأت محادثات في موسكو، اليوم الاثنين، حول هدنة في ليبيا بين وزراء الخارجية والدفاع في كلّ من روسيا وتركيا، مع كلّ من السراج وحفتر، وانتهت من دون التوصل إلى توقيع اتفاق.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد في وقت سابق، اليوم الاثنين، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، أنّ تركيا تعمل على أن يكون وقف إطلاق النار في ليبيا دائماً، في وقت أمل المسؤول الإيطالي في أن يشكل وقف إطلاق النار أرضية ملائمة لبدء مسار السلام في ليبيا.
ومع الدقيقة الأولى من أمس الأحد، بدأ وقف لإطلاق النار بين حكومة "الوفاق الوطني" الليبية، المعترف بها دولياً، وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وذلك استجابة للمبادرة التركية الروسية التي دعت الأطراف الليبية إلى وقف إطلاق النار اعتباراً من هذا التوقيت.
وأعلنت قوات حفتر، وقف إطلاق النار في جميع محاور المنطقة الغربية بليبيا، وعلى رأسها العاصمة طرابلس ومحيطها، اعتباراً من أمس الأحد 12 يناير/ كانون الثاني 2020.
وقالت مليشيات حفتر، في بيان لها، إنها "ستواجه بكل حسم أي خرق من الجانب الآخر"، قاصدة بذلك قوات حكومة الوفاق.
وتأتي الاستجابة لمبادرة وقف إطلاق النار بعد ساعات من إدلاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصريحات خلال لقائه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في موسكو، بشأن العمل المشترك للتوصل إلى اتفاق سياسي في ليبيا، والتأكيد على دعوة وقف إطلاق النار التي أطلقها مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء الماضي.
وكان السراج قد أعلن السبت، أن حكومته ترحب بالمبادرة الروسية التركية لوقف إطلاق النار في ليبيا، شرط انسحاب القوات المعتدية التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، مؤكداً كذلك التمسك بعقد مؤتمر وطني جامع يفضي إلى انتخابات كحلّ للأزمة في بلاده.