"منتدى الخليج" يناقش "إشكالية الهوية" في ختام دورته الخامسة

03 ديسمبر 2018
تواصلت جلسات المنتدى على مدى يومين(العربي الجديد)
+ الخط -


اختتمت الدورة الخامسة لـ"منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية"، مساء أمس الأحد، بجلسة حوارية ناقشت مسألة "إشكالية الهوية والقيم في دول الخليج العربية"، وشارك فيها أربعة باحثين، من الكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين، كما شهدت مداخلات عدة من الحضور.

ورأت الباحثة العُمانية المتخصصة في دراسات المرأة، شريفة اليحيائية، أن أزمة الهوية لم تعد عمانية أو قطرية أو خليجية، بل عربية، لافتة إلى أنها ظهرت في الخليج قبل نحو 10 سنوات، عندما بدأت الثقافات العربية والآسيوية تدخل باندفاع لسوق العمل في المنطقة، ما أظهر الشعور بضرورة التركيز على الهوية الخليجية، والخوف من التداخل الثقافي على المستوى الاجتماعي، وليس فقط المستويين الاقتصادي أو السياسي، مؤكدة أن انفتاح المنطقة كلها على ثقافات ولغات، ودخول عمالة وافدة منزلية، هو ما دفع بأزمة الهوية الخليجية.

واعتبرت الباحثة العمانية أن الحديث عن الهوية "ينطلق من أوهام، كمفهوم المواطنة ومفهوم القيم والأنساق"، مضيفةً أنه "نحن كخليجيين، لا نشعر أن لنا هوية خليجية محددة، أسميها منطلقا ثقافياً وليس هوية، نحن لا نختلف عن العالمين العربي والإسلامي".

بدوره، قال الرئيس التنفيذي لـ"البيت الخليجي للدراسات والنشر"، البحريني محمد مطر، إن "الهوية هي كيف ننظر نحن إلى أنفسنا، كيف ينظر الخليجي إلى نفسه، وهل هناك مخيال خليجي عربي"، مشيراً إلى أنه "لا توجد هوية خليجية، وأن الإشكال الأكبر هو عدم وجود هوية وطنية، وحيال ذلك، فالأنجع أن نلجأ إلى هوية أمة عربية".

وذهب مطر إلى أبعد من ذلك، معتبراً أن "الخليجي اليوم هو متخيل غربي"، ومتسائلاً "هل هذه هي دول الخليج العربي فقط، لماذا العراق، الذي يملك حدوداً على الخليج العربي، ليس ضمن منظومة الخليج؟".

وخلص مطر إلى أن المواطن "ليست لديه روايات رسمية تسرد هويته كخليجي، بل يعتمد على كيفية تشكيل الغرب جغرافيته، وأيضاً تاريخه وربما هويته".

أما مدير "مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية" في جامعة الكويت، محمد غانم الرميحي، فاستهل مداخلته بالقول: "عندما أسمع وأتكلم عن الهوية الخليجية، يتولد لدي شعور بأن مجموعة من العميان يصفون الفيل، وبالتالي أعتقد أن الفكرة مفتعلة، وأنا كمواطن أشعر بأني مسلم وكويتي وعربي وخليجي وعولمي، وأشعر بتعاطف شديد مع السوريين الذين قتلوا في مدن سورية، وكذلك مع أهل اليمن، وأيضاً مع المشكلات الدولية إن حدثت".

ورأى الرميحي أن الهوية "تعتمد على قضيتين، الوعي للإشكاليات التي تواجهني، ومصالحي الذاتية، وكلما كبرت المصالح وقلّ الوعي، صارت الهوية المحلية مضخمة والعكس صحيح".

وأوضح الرميحي أن الدولة الخليجية "عمّقت الهوية القبلية"، ضارباً مثلاً من الكويت عندما قال أحد طلابه "إذا ترشح شخص جيد وواع وكفوء لمجلس النواب، وترشح أحد أبناء العم، فينتخب الطالب ابن العم، وبالتالي فهذه هي مصالح، كما أنها قضية مظهرية".

وبيّن أنه "كلما زاد الوعي الناجم عن نوعية التعليم وتوسعت شبكة المصالح الاقتصادية بين دول الخليج العربية، ترسخت الهوية العربية الخليجية الوطنية، وحينها تصبح أزمة الهوية مسألة أقل أهمية".

وقدم أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة قطر، ماجد الأنصاري، ثلاثة مستويات للهوية، "الهويات الوطنية، وهي معروفة وفيها إشكالية كبيرة في الخليج، وهويات ما دون الوطنية، مثل القبيلة، وهويات ما فوق الوطنية، أي الهوية الخليجية والعربية والهوية الإسلامية والهوية العالمية".

وأشار الأنصاري إلى أن أزمة الهوية في الخليج "ليست حالة استثنائية"، معتبراً العالم كله "في أزمة هوية، فالعودة للشعوبية أزمة هوية، والأميركي يتحدث عن أزمة هوية، وفي أوروبا الحديث عن المهاجرين أزمة هوية".

وتساءل الأنصاري "لماذا لدينا هوية خليجية؟"، مرجعاً الأمر لسببين وهما "تطابق النموذج السياسي بين هذه الدول، وهذا يفسر عزل العراق واليمن، والنمو غير الطبيعي للدولة في الحالة الخليجية".

وأشار إلى أن حجم الهجرة الذي تحقق في الخليج، هو أكبر بكثير مما تحملته المجموعات الوطنية الصغيرة، وبالتالي أصبحت الأقلية من المواطنين، والأكثرية من الوافدين في معظم دول الخليج.

يذكر أن جلسات المنتدى في دورته الخامسة، والتي تواصلت على مدى يومين، تمحورت حول "التحولات الاجتماعية في دول الخليج العربية: إشكالية الهوية والقيم"، و"العلاقات الخليجية – الأميركية".

دلالات