واصل الجيش التركي استقدام التعزيزات العسكرية إلى محافظة إدلب، شمال غربي سورية، فيما قصفت قوات النظام قرى وبلدات في جبل الزاوية، وسط غياب المشاركة الروسية عن الدوريات على طريق حلب- اللاذقية (إم 4).
وقال مراسل "العربي الجديد" إن رتلاً تركياً مؤلفاً من عشرات الآليات العسكرية والدبابات وصل إلى طريق "إم 4" واتجه غرباً نحو مدينة جسر الشغور، واستقر قربها في قرية المشيرفة.
وأوضح أن حجم الآليات والعتاد يشير إلى أن الجيش التركي ينوي إقامة نقطة عسكرية جديدة في المنطقة، في إطار تعزيز تواجده حول الطريق الذي اتفقت أنقرة وروسيا على تسيير دوريات مشتركة عليه، لكنّ معتصمين أعاقوا مشاركة الآليات الروسية.
وكان الجيش التركي أنشأ قبل يومين نقطة عسكرية جديدة، بالقرب من قرية بسنقول، غرب مدينة إدلب، ليصل عدد نقاط المراقبة والانتشار في أرياف إدلب وحماة وحلب إلى نحو 44.
ومنذ 15 مارس/آذار الجاري وهو التاريخ الذي اتفق الطرفان على بدء تسيير الدوريات فيه، سيّرت تركيا ثلاث دوريات دون مشاركة روسية، كان آخرها مساء أمس السبت.
وعلى الرغم من عدم إعلان أي من روسيا أو تركيا عن فشل وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه في موسكو مطلع مارس الجاري، قصفت قوات النظام قرى وبلدات في منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب.
وقال مراسل "العربي الجديد" إن، قوات النظام قصفت ليلاً قريتي الفطيرة وسفوهن، إضافة إلى تلتي الحدادة والخضر بريف اللاذقية الشمالي.
ويتخّوف أهالي إدلب من عودة التصعيد في المنطقة، وسط أنباء عن استقدام النظام تعزيزات عسكرية إلى محيط مدينتي معرة النعمان وسراقب، خاصة أن روسيا وتركيا لم تنجحا في تسيير دوريات مشتركة على طريق "إم 4".
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت في بيان أنه، "تم منح وقت إضافي للجانب التركي لاتخاذ إجراءات خاصة بتحييد من وصفتها بـ"التنظيمات الإرهابية"، وضمان أمن الدوريات المشتركة على الطريق إم 4".
وأعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين توصلهما إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب اعتباراً من السادس من مارس وتسيير دوريات على طريق "إم 4" في الـ15 من ذات الشهر.
وجاء الاتفاق على خلفية المستجدات في إدلب إثر التصعيد الأخير الذي شهدته المنطقة، والذي بلغ ذروته بمقتل 33 جندياً تركياً أواخر فبراير/شباط الماضي جراء قصف جوي لقوات النظام السوري على منطقة "خفض التصعيد".