وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت أمس، الأربعاء، "أن وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، تخلى عن جنسيته الأميركية" في الربع الأخير من العام 2016. ومع أن رئيس الدبلوماسية البريطانية بوريس جونسون، وُلد في نيويورك لأبوين إنكليزيين، إلا أنه ينحدر من أصول تركية، وجده الأكبر، علي كمال "كان وزيرا في الدولة التركية، وقتل في العام 1922 بعد إثارته غضب مصطفى أتاتورك، مؤسس الدولة التركية الحديثة".
وتلقى بوريس جونسون تعليمه الابتدائي في مدرسة "بريمروز هيل" في لندن، ثم المدرسة الأوروبية فى بروكسل، وانتقل لتلقي تعليمه الثانوي والجامعي في كلية "إيتون" البريطانية، وجامعة أكسفورد، حيث زامل نخبة من الطلبة الذين رافقهم لاحقا في العمل السياسي، ومنهم رئيس الوزراء البريطاني السابق، ديفيد كاميرون، ووزير الخارجية الأسبق، وليم هيغ.
بعد انتهائه من الدراسة الجامعية، اتجه جونسون للعمل الصحافي، والتحق في نهاية العام 1987 صحفيا مُتدربا في صحيفة "التايمز"، ثم انتقل للعمل في مكتب صحيفة "الديلي تليغراف"، في بروكسل، مراسلا لشؤون الاتحاد الأوروبي، ودخل الساحة السياسية بانتخابه عمدة للعاصمة لندن عام 2008، وأعيد انتخابه مرة أخرى للمنصب لفترة ثانية، وظل في المنصب حتى العام 2016.
وسبق لجونسون الحديث عن نيته التخلي عن جنسيته الأميركية لإثبات "التزامه تجاه بريطانيا"، عندما قال في العام 2015 لصحيفة "صنداي تايمز"، إن هذه الجنسية كانت "صدفة ولادة تركتني بهذا الشيء، ينبغي أن أجد وسيلة لتسوية الأمر"، وقال يومها "أعتقد أنني سأقوم على الأرجح بهذا التغيير، لأن التزامي كان على الدوام وسيبقى دوما تجاه بريطانيا"، وفي عام 2012، قال جونسون في برنامج حواري أميركي إن بوسعه "من الناحية الفنية" أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة لأن تلك الدولة تلزم مرشحي الرئاسة أن يكونوا مولودين هناك.
ويُفسر البعض تخلي جونسون عن الجنسية الأميركية، برغبته في التخلص من دفع ضرائب في الولايات المتحدة، لأن القانون الأميركي يجبر كل المواطنين، حتى من لا يقيمون منهم في الولايات المتحدة، على التصريح عن مداخيلهم لدائرة الضرائب الأميركية.