ليبيا: ضغط دولي لتشكيل الحكومة... وتلويح بـ"خطط تدخل ممكنة"

29 يناير 2016
بينوتي تقول إن "داعش" قد يجعل ليبيا جبهة جديدة(Getty)
+ الخط -


مع تناقص المهلة التي منحها برلمان طبرق، يوم الإثنين الماضي، لرئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، لتشكيل حكومة جديدة مصغرة خلال عشرة أيام، يزيد الغرب ضغوطه للتسريع في تشكيل الحكومة، متذرعاً بالمخاوف من خطر انتشار تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في ليبيا وضرورة وجود سلطة مدعومة من المجتمع الدولي للتصدي للتنظيم. كما تواصل مجموعة من الدول الغربية، المؤيدة للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا، التلويح بهذا الخيار كلما تعثرت جهود حل الأزمة السياسية.

أحدث التصريحات الغربية في هذا السياق، صدرت عن وزيرة الدفاع الإيطالية، روبرتا بينوتي، والتي حذرت من أن التدخل الدولي في ليبيا "لا يمكن أن ينتظر حلول فصل الربيع"، مشددة على ضرورة تنسيق الجهود الدولية في هذا الصدد. وقالت بينوتي، في تصريح للتلفزيون الإيطالي الرسمي نشرته وكالة "الأناضول"، أمس الخميس، إنه "لا يمكننا أن نتصور انتظار حلول فصل الربيع مع الوضع الليبي الذي لا يزال جامداً. لقد عملنا بشكل وثيق مع الأميركيين، والبريطانيين، والفرنسيين، الشهر الماضي، ونحن جميعاً متفقون على ضرورة تجنب الإجراءات غير المنسقة، والتي لم تسفر في الماضي عن نتائج جيدة". وتابعت: "لهذا نعمل الآن بشكل أكبر وملموس، عبر جمع المعلومات، وصياغة خطط التدخّل الممكنة، على أساس المخاطر المتوقعة". وأشارت الوزيرة الإيطالية إلى أنها كانت قد تحدثت في الاجتماع الأخير الذي عُقد في العاصمة الفرنسية باريس، لوزراء دفاع دول التحالف الدولي ضد "داعش"، حول ليبيا، مشيرة إلى أنه كان هناك إجماع على ضرورة وجود حكومة فاعلة هناك لتجنّب سيناريوهات مثل ما حدث في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين. وأعربت عن اعتقادها في أن "بعض الهزائم التي مُني بها داعش في العراق، قد يدفع التنظيم لجعل ليبيا جبهة جديدة، من خلال محاولة المضي قدماً نحو مناطق جديدة انطلاقاً من سرت، ولهذا فإن الوقت يضيق".

اقرأ أيضاً: المبعوث الأممي إلى ليبيا: عدم حسم الخلافات يخدم "داعش"

أما الولايات المتحدة الأميركية، فلا تزال تدرس إمكانية القيام بحملة جديدة لعمل عسكري في ليبيا ضد "داعش"، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قبل يومين. وقال المتحدث الصحافي باسم البنتاغون، بيتر كوك، إن الولايات المتحدة "تبحث في الخيارات العسكرية" للتدخّل في ليبيا، "في حال أصبح تنظيم داعش أكثر تهديداً مما هو عليه اليوم".

ورجح مسؤولون أن تشمل الخيارات المحتملة غارات جوية منسّقة ضد مواقع وقوافل "داعش"، مع احتمال تنفيذ عمليات مجموعات من القوات الخاصة لعمليات نوعية وسريعة على الأرض.

وتتذرع العواصم الغربية عند الحديث عن احتمالات التدخل العسكري في لبيبا بالمخاوف من تفاقم الأوضاع الأمنية في ليبيا بعد تصاعد نشاط "داعش" وتواتر التقارير التي تشير إلى تدفق المئات من مقاتلي التنظيم إلى ليبيا، بعد الصعوبات التي باتت تعترض تنقلاتهم إلى الأراضي السورية.

ومع ذلك، لا يخفي المسؤولون الغربيون قلقهم من انعكاس سلبي لأي تدخل عسكري خارجي جديد بذريعة محاربة "داعش" على العملية السياسية الرامية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة في ليبيا، وهو تماماً ما أشار إليه قبل أيام الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، عندما أكد أن الولايات المتحدة "تبحث القيام بعمل عسكري حاسم ضد "داعش" بالتزامن مع العملية السياسية في ليبيا".

أما الأمر الأخير الذي تخشاه الإدارة الأميركية من أي تدخل عسكري مباشر في ليبيا فهو إثارة هذا الخيار لردود فعل تُؤثر سلباً في الحملة الانتخابية الرئاسية للحزب الديمقراطي، بما يعيد للذاكرة الانتقادات التي أثارتها مختلف الأوساط السياسية والإعلامية ضد تدخل الولايات المتحدة في ليبيا في عام 2011، وما نجم عن ذلك من انهيار لمؤسسات الدولة والمجتمع لا تزال انعكاساتها مستمرة إلى اليوم.

ووسط تصاعد الحديث عن التدخّل العسكري، جاءت زيارة قائد الجيش الليبي التابع لبرلمان طبرق خليفة حفتر إلى القاهرة، أمس الخميس. ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصدر أمني في مطار القاهرة الدولي أن حفتر وصل القاهرة على متن طائرة خاصة من ليبيا، في زيارة يبحث خلالها مع عدد من المسؤولين المصريين، آخر الأوضاع الحاصلة على الساحة في بلاده. وتزامن وصول حفتر مع مغادرة رئيس حكومة "الوفاق الوطني" فائز السراج، مطار القاهرة، متوجهاً إلى تونس، بعد زيارة لمصر استغرقت 6 أيام، بحسب المصدر نفسه.

اقرأ أيضاً: ليبيا: عقوبات أوروبية لتشكيل حكومة وفاق

المساهمون