وقال رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس جبهة التغيير، عبد المجيد مناصرة، وبحضور عدد كبير من إطارات الحزبين، إن "الجزائر تستحق أن نتوحد ونوحد جهودنا السياسية، ولأجل أن نستكمل رسالة مؤسس الحركة الراحل محفوظ نحناح".
وشدد مقري أن الوحدة بين أبناء المدرسة السياسية الواحدة، هو السبيل الكفيل بمواجهة التحديات السياسية التي تواجهها الجزائر.
واعتبر رئيس جبهة التغيير وزير الصناعة الأسبق، عبد المجيد مناصرة، أن هذه الخطوة من شأنها أن تزيل كل العوائق والخلافات التي كانت تحول دون تحقيق الوحدة بين أبناء المدرسة السياسية الواحدة.
ووقع مناصرة ومقري في الخامس من يناير/كانون الثاني على اتفاق الوحدة الذي يقضي بعودة كتلة حزب التغيير إلى الحزب الأم، حركة مجتمع السلم، بعد تسع سنوات من الانشقاق السياسي بين الحزبين منذ عام 2008.
وتأتي هذه الوحدة تمهيدا للانتخابات البرلمانية المقررة قبل العاشر من مايو/أيار المقبل، ما سيساهم في ترميم الكتلة الناخبة لإخوان الجزائر بعد قرار المشاركة في الانتخابات المقبلة بقوائم موحدة بين الحزبين، تنفيذا لروح الوحدة والاندماج.
وستعقد حركة مجتمع السلم مؤتمرا استثنائيا نهاية السنة الجارية، كإطار قانوني لإعادة إدماج كوادر وكتلة جبهة التغيير في الحركة، قبل عقد المؤتمر العادي للحركة نهاية 2018.
وكانت كتلة من كوادر حركة مجتمع السلم بقيادة وزير الصناعة السابق عبد المجيد مناصرة، قد انشقت في عام 2008، بسبب خلافات سياسية حادة مع رئيس الحركة حينها أبو جرة سلطاني، لكن جبهة التغيير لم تلبث أن انقسمت على نفسها، حين أعلنت كتلة ثانية الانشقاق وتأسيس حزب سياسي جديد باسم حركة البناء.
ومنذ ثلاث سنوات أطلقت حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير مساعي للوحدة وإعادة توحيد الحركة التي تمثل تيار الإخوان المسلمين في الجزائر، والعودة إلى ما قبل عام 2008، لكن هذه المساعي تعطلت في كثير من الأحيان بسبب خلافات أو ظروف سياسية تخص الحزبين والبلاد.
وفي عام 2012 شهدت حركة مجتمع السلم انشقاقا ثانيا، بعد إعلان الحركة الانسحاب وعدم المشاركة في الحكومة، حين انشقت كتلة بقيادة وزير الأشغال العمومية حينها، عمار غول، لتقوم بتأسيس حزب سياسي باسم تجمع أمل الجزائر.
وأدت الانشقاقات السياسية المتتالية إلى إضعاف الدور السياسي لحركة مجتمع السلم في المشهد السياسي في البلاد، بعدما كانت ثالث أكبر قوة سياسية مؤثرة.