الكونغرس الأميركي قلق بشأن قرار الانسحاب من سورية: روسيا وإيران سيحددان مستقبلها

18 ابريل 2018
غراهام: لا استراتيجية للتعامل مع تأثير إيران وروسيا(تشيب سوموديفيلا/Getty)
+ الخط -

أبدى نواب جمهوريون وديمقراطيون، على حد سواء، قلقاً في الكونغرس الأميركي، بشأن القرار الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب، حول الانسحاب من سورية، محذرين من أنّ ذلك يعني ترك الساحة لنفوذ إيران وروسيا، وسط غياب استراتيجية بديلة من قبل واشنطن.

وحذر بوب كوركر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، الثلاثاء، من أنّ خطة الجيش الأميركي القائمة على أن "تنفض" واشنطن يديها من سورية، تعني تركها لنفوذ روسيا وإيران.

وجاءت تصريحات السناتور كوركر، بعدما أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أنّ القوات الأميركية رصدت "عودة" تنظيم "داعش" الإرهابي، إلى بعض المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات النظام السوري.

وقال كوركر، بحسب ما أوردت "فرانس برس"، إنّ موسكو وطهران "لديهما نفوذ كبير" في البلد الذي تمزقه الحرب نظراً لدورهما الممتد فيه، فيما تحدّث ترامب عن إمكانية الانسحاب من سورية.

ولم يرد بشكل واضح، على سؤال عما إذا كان يؤيّد نشر قوات أكبر للتأثير على مجرى الأحداث في سورية. وقال "أعتقد أنّ خطط الإدارة هي أن تكمل جهود محاربة داعش، وليس أن تكون ضالعة فيها".

وكان كوركر الذي بدا مستاء، يتحدّث بعد عرض في جلسة مغلقة قدّمه وزير الدفاع جيمس ماتيس وضباط كبار، شرحوا خلاله استراتيجية البنتاغون لأعضاء من الكونغرس، بعد الضربات التي شاركت الولايات المتحدة في توجيهها إلى مواقع للنظام في سورية.

وقال "إنّ سورية باتت في يد روسيا وإيران الآن. هم سيحدّدون مستقبلها"، مضيفاً "قد نكون حول الطاولة، لكن عندما نتكلم ولا نفعل شيئاً مؤثراً على الأرض، يكون كل ما نقوم به هو مجرد كلام".

كوركر: سورية باتت في يد روسيا وإيران (تشيب سوموديفيلا/getty) 


بدوره، أعرب السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، عن قلق مماثل، إزاء نقص الالتزام الأميركي في سورية. وقال "كل شيء في هذا العرض زاد من قلقي ولم يخففه".

وأضاف "ليست هناك استراتيجية مطروحة للتعامل مع التأثير الخبيث لإيران وروسيا". 

وأعلن ترامب، في 30 مارس/آذار المنصرم، في تصريح مفاجئ، خلال تجمّع في ولاية أوهايو، أن قوات بلاده ستنسحب قريباً جداً من سورية، داعياً الأطراف الأخرى إلى أن تهتم بالأمر هناك.

وذكر البيت الأبيض، حينها، أنّ "المهمة العسكرية" للقضاء على تنظيم "داعش" في سورية "تقترب من الانتهاء"، لكنّه لم يشر إلى أي جدول زمني محتمل لانسحاب القوات الأميركية، مستبعداً الانسحاب "في آجال قصيرة المدى".

"تغريدات لا أفعال"

 وبعد الضربات الأميركية البريطانية الفرنسية التي أعلنها ترامب، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قال غراهام "أعتقد أنّ الأسد يتصوّر أنّ الأمر مجرد تغريدات وليس أفعالاً".


وشارك الديمقراطيون في توجيه الانتقادات بشأن طريقة تعامل الإدارة الأميركية، مع الملف السوري.

وحذّر السناتور كريس كونز، من أنّ إدارة ترامب "أخفقت في تقديم خطة متماسكة" في سورية. وأضاف "إذا انسحبنا بالكامل لن يكون لنا أي ثقل في أي قرار دبلوماسي، أو في إعادة الإعمار، وأي أمل في سورية ما بعد الأسد".

كونز: ترامب لم يقدّم خطة متماسكة لسورية (مارك ويلسون/getty) 


وأمس الثلاثاء، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أنّ الولايات المتحدة الأميركية، تسعى لسحب قواتها العسكرية من سورية، وتعويضها بوحدات عسكرية من البلدان العربية، ودفع بلدان خليجية لإعادة إعمار منطقة شمالي سورية بعد القضاء على تنظيم "داعش"، لكن تلك المساعي تواجه عدة عقبات، وفق مسؤولين أميركيين.

وقالت الصحيفة، إنّ إدارة ترامب تسعى لتشكيل قوة عربية لتعويض الوحدات الأميركية الموجودة في سورية.

عودة "داعش"

من جهته، قال الكولونيل راين ديلون الناطق باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة "داعش" في العراق وسورية، إنّ نظام بشار الأسد، وحليفته روسيا، لم يتمكّنا من الاحتفاظ بكل المناطق التي استعاداها من تنظيم "داعش".

وأضاف ديلون "عندما ننظر إلى داعش في المناطق التي لا نعمل فيها وحيث لا نقدّم الدعم لشركائنا على الأرض، نرى عناصر من داعش تمكّنوا من العودة والسيطرة على مناطق (بما في ذلك) في أحياء في جنوب دمشق".

وتابع "لقد رأينا داعش يظهر مجدداً في مناطق إلى الغرب من نهر الفرات".

ووفق البنتاغون، فإنّ القوات الأميركية تراقب عن كثب تنظيم "داعش" في العراق وسورية، حيث خسر التنظيم 98 بالمئة من الأراضي التي سيطر عليها في الماضي.

ومع ذلك فإنّه لم يتم إحراز أي تقدّم ضد تنظيم "داعش"، في الأسابيع الأخيرة، في المناطق التي تقاتل فيها القوات الأميركية من خلال مليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، وذلك وسط العملية العسكرية التركية في شمال سورية.

وبدأت أنقرة، في يناير/كانون الثاني، عملية "غصن الزيتون"، طردت خلالها المقاتلين الأكراد، من مدينة عفرين شمالي سورية. وترك العديد من المقاتلين الأكراد الذين كانوا يشاركون في العمليات ضد "داعش" القتال لمساندة نظرائهم في عفرين.


وقال ديلون إنّه لم يتم تحقيق أي مكاسب تذكر منذ مغادرة الأكراد في "قوات سورية الديمقراطية".


(فرانس برس, العربي الجديد)