دراسة إسرائيلية: التعاون الروسي الإيراني سيتعاظم بعد الضربة الثلاثية

16 ابريل 2018
تعاون روسي إيراني رغم "الخلافات" السورية(ميخائيل سفلتوف/Getty)
+ الخط -
توقعت دراسةٌ صادرة عن "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، أن تفضي الضربة التي وجهتها كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لمرافق تابعة لنظام بشار الأسد، إلى إحداث تحولٍ في السياسات الروسية، بشكل يقلص هامش المناورة المتاح أمام تل أبيب لتحقيق خارطة مصالحها الإستراتيجية.

وبحسب الدراسة، التي صدرت اليوم الإثنين، فإن موسكو يمكن أن تردّ على الضربة الغربية الثلاثية بتمكين نظام الأسد من السيطرة على ما تبقى من الأرض السورية، من خلال تقديم دعم عسكري ولوجستي وغطاء جوي كثيف.

وأشارت الدراسة، التي أعدّها كل من الجنرال أودي ديكل، الذي تولى قسم التخطيط الإستراتيجي في شعبة التخطيط في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، والباحثة كرميت فلنسي، إلى أن أحد التحولات التي يمكن أن تنجم عن التوجهات الروسية المحتملة بعد الضربة، والتي ستؤثر على خارطة المصالح الإسرائيلية، تتمثل في مساعدة نظام الأسد على إعادة احتلال منطقة الجنوب والجولان، محذرة من أن الروس يمكن أن يُسهموا في تقليص هامش المناورة أمام الجيش الإسرائيلي، والمسّ بقدرته على مواصلة العمل في العمق السوري، من خلال تزويد جيش الأسد بمنظومة المضادات الجوية من طراز "إس 300"، كما أشارت وزارة الدفاع الروسية.


ولم تستبعد الدراسة أن تحاول روسيا بعد الضربة إغراء تركيا بمزيد من التقارب معها والابتعاد عن الغرب، من خلال مساعدتها على السيطرة على شمال شرق سورية.

ورأت الدراسة أن الضربة يمكن أن تقنع موسكو بتعزيز التعاون الإستراتيجي مع إيران، لا سيما في حال أقدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الانسحاب من الاتفاق النووي الذي تمّ التوصل إليه بين طهران و"مجموعة 5+1" في 2015.

وأوضح معدا الدراسة أن الانسحاب الأميركي من الاتفاق يمكن أن يقنع موسكو بتزويد طهران بمنظومات دفاع جوية أكثر تطوراً، من أجل تقليص فرص تعرض المنشآت النووية الإيرانية للهجوم، مشددين على ضرورة أن تتحوط إسرائيل لمواجهة تداعيات تعزيز وحدة الصف والترابط بين المحور الروسي - الإيراني، على الرغم من حدّة الخلافات التي تفصل بين موسكو وطهران بشأن مستقبل سورية.

لكن في المقابل، فإن معدي الدراسة ينطلقان من افتراضٍ مفاده أن الضربة الثلاثية لن تؤدي إلى زيادة دافعية طهران لمواجهة إسرائيل.

وبحسب ديكل وفلنسي، فإن القيادة الإيرانية لا تبدو متحمسة لمواجهة تل أبيب، لإدراكها أن إسرائيل هي الوحيدة القادرة على توظيف قدراتها العسكرية للمسّ باستقرار نظام الأسد، إلى جانب تمتعها بالأدوات التي تؤهلها لمواصلة تقليص قدرة طهران على التمركز في سورية، من خلال توجيه الضربات المتتالية.

وحسب الدراسة فإن إيران تبدي تجلدا إزاء الضربات الإسرائيلية التي تطاول أهدافها في سورية أيضا خشية أن تفضي ردة الفعل الإيرانية إلى عدول ترامب عن قراره الانسحاب من سورية، منوها إلى أن الإيرانيين معنيون بالانسحاب الأميركي لضمان إنجاز هدف تحقيق التواصل الإقليمي من العراق إلى لبنان مرورا بسورية.

وأوضحت الدراسة أن إيران غير معنية بتغيير قواعد المواجهة مع إسرائيل في سورية حاليا عشية القرار الذي سيتخذه ترامب بشأن مستقبل الاتفاق النووي، إلى جانب أن القادة الإيرانيين يدركون أن هناك استقطابا داخليا بشأن كلفة التدخل في سورية.

وحسب تقدير معدي الدراسة، فإن حزب الله لا يبدو متحمسا لخوض مواجهة مع إسرائيل، لاسيما عشية الانتخابات البرلمانية في لبنان.

وقدرت الدراسة أن الضربة الغربية كانت الحد الأدنى الذي كان بإمكان الدول الثلاث فعله معتبرة أن هذه الضربة كانت فقط مجرد خطوة تهدف للتدليل على التزام واشنطن وباريس ولندن بعدم السماح باستخدام السلاح الكيميائي.

وأشار معدا الدراسة إلى أن الضربة لا تعكس تحولا عن السياسات الأميركية تجاه سورية، منوهين إلى أن مساعدي ترامب حرصوا على التأكيد على ذلك.

وخلصت الدراسة أن إحدى نتائج الضربة تمثلت في أنها دللت على أن إسرائيل تركت لوحدها في مواجهة التحديات المنبثقة من سورية، لاسيما في مواجهة تعاظم النفوذ الإيراني وتعزز ثقل التأثير الروسي هناك.

ونوهت الدراسة إلى أن الضربة الغربية كانت محدودة لدرجة أنها لن تردع نظام الأسد عن مواصلة تجاوز القوانين الدولية التي تحكم التعاطي مع المدنيين زمن الحروب، منوهة إلى أن الدول الثلاث لم تكشف عن خطة متكاملة لمنع نظام الأسد من معاودة استخدام السلاح الكيميائي.