اعتقال ناشطين واستنفار أمني في الجزائر تحسباً لتظاهرات الجمعة ضد ترشح بوتفليقة

22 فبراير 2019
نشر أعداد كبيرة من قوات الأمن (العربي الجديد)
+ الخط -
اعتقلت السلطات الجزائرية، صباح اليوم الجمعة، عدداً من الناشطين الداعين إلى تظاهرات بعد صلاة الجمعة ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة في الانتخابات المقررة في 18 إبريل/ نيسان المقبل.

وأعلن الناشط عبد الوكيل بلام، أبرز نشطاء التظاهرات، أنه تم اعتقاله رفقة الناشط سفيان حجاج، وأنه جرى اقتيادهما بالقوة إلى مكان غير معلوم، يرجح أن يكون مركزاً للأمن.

ودعا بلام، في تدوينة نشرها حال اعتقاله، الناشطين إلى "الاستمرار في الموقف وعدم التراجع". 

ونشر الناشط سفيان حجاج بدوره صورة له مع الناشط بلام وكتب عليها "هذا آخر سيلفي قبل الاعتقال. الوجهة أين؟ لا أدري".

ومنذ صباح الجمعة، بدأ أعوان الأمن بالزي المدني في ملاحقة الناشطين وتتبعهم، قبل أن يتقرر اعتقال بعضهم لمنعهم من التوجه إلى المساجد، ومنها إلى ساحة التظاهرة المقررة في "أول مايو" وسط العاصمة الجزائرية.

وقال الناشط الحقوقي عبد الغني بادي، لـ"العربي الجديد"، إن "السلطات بادرت باعتقالات استباقية في حق عدد من الناشطين والشباب، وما يقوم به النظام البوليسي خرق للدستور والحريات".

ونشرت السلطات الجزائرية أعداداً كبيرة واستثنائية من قوات الشرطة في الساحات والمحاور الكبرى في العاصمة الجزائرية والمدن الكبرى في البلاد، كوهران غرباً، وقسنطينة وبجاية وعنابة شرقاً، تحسباً لمظاهرات مرتقبة اليوم بعد صلاة الجمعة.

وتمركزت قوات الأمن في ساحة أول مايو، وساحة أودان والبريد المركزي، وساحة الشهداء وسط العاصمة الجزائرية، لمنع تجمع المتظاهرين، وحماية للممتلكات العامة والخاصة من أي تخريب محتمل.

وشوهد تمركز حشود أمنية كبيرة عند المداخل الشرقية والغربية للعاصمة الجزائية، تحسبا لـ"التدخل عند الضرورة"، وفي انتظار خطة انتشار في حال تطور الأوضاع. 

وتمنع السلطات الجزائرية التظاهر في العاصمة الجزائرية منذ مسيرة الأمازيغ في 14 يونيو/ حزيران 2001.

وقررت السلطات، قبل منتصف اليوم، وقف خدمة النقل بالترامواي ومترو الأنفاق في العاصمة الجزائرية، لمنع وصول المتظاهرين إلى الساحات المقرر التظاهر فيها وسط العاصمة.

وكانت 18 شخصية سياسية معارضة في الجزائر، هم قادة أحزاب سياسية ومرشحون للرئاسة ومستقلون، قد حذروا، مساء الأربعاء الماضي، السلطة من قمع المظاهرات المرتقبة الجمعة، وحملوها مسؤولية أي انزلاق يحدث، كما أعلنت مساندتها للتحركات الشعبية السلمية المناوئة لترشح بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة

 

إلى ذلك، لم تنتظر عدد من المدن الموعد المقرر للتظاهر بعد صلاة الجمعة، إذ شهدت سطيف وعنابة شرقي البلاد، وغليزان وتيارت غرباً، تظاهرات مناوئة لترشح بوتفليقة.

وفي مدينة عنابة، تجمع المئات في ساحة وسط المدينة ورفعوا الأعلام الوطنية، وأعلنوا رفضهم ترشح بوتفليقة.

واتسعت حالة الرفض الشعبي إلى مدن الجنوب الجزائري، حيث تظاهر عشرات المواطنين في مدينة تقرت جنوبي البلاد ضد ترشح بوتفليقة.

وقد كان لافتاً أن قوات الشرطة لم تتدخل لفض هذه التظاهرات.