العراق: لوبي المالكي ينجح في خلق أزمة سياسيّة

13 ابريل 2016
دفع المالكي نواب كتلته للاحتجاج داخل البرلمان (Getty)
+ الخط -


يبدو أنّ رئيس الحكومة العراقيّة السابق، نوري المالكي، ينجح في استغلال الأزمة السياسيّة في العراق للدفع باتجاه الإطاحة بالرئاسات الثلاث، ليثأر لنفسه من الجهات التي تعاونت على الإطاحة به ودعم حيدر العبادي لرئاسة الحكومة.

وفي السياق، قال مصدر سياسي مطّلع، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المالكي استطاع استغلال غضب الشارع العراقي المطالب بالتغيير وتوجه العبادي لتشكيل كابينة وزاريّة جديدة، من خلال تحشيد الكتل السياسيّة المطالبة بحقها بأن ترشّح أسماء الوزراء الجدد بدلا من القائمة التي اختارها العبادي منفردا ومتجاوزا الكتل السياسيّة".

وأضاف، أنّ "المالكي نجح بإقناع الكتل، التي أرغمت العبادي على القبول بقائمة تكرّس الطائفيّة والحزبيّة، وهي القائمة الثانية التي قدّمت خلال جلسة الأمس إلى البرلمان"، مبيّنا أنّه "دفع نواب كتلته (دولة القانون) للاحتجاج داخل البرلمان على القائمة باعتبارها قائمة طائفيّة وحزبيّة، الأمر الذي أثّر في الكتل الأخرى ومنها كتلة الصدر التي انجرّت إلى الاعتصام، بالإضافة إلى أنصار المالكي من الكتلة السنيّة كالنواب أحمد الجبوري وقتيبة الجبوري وعبد الرحمن اللويزي، الذين طالبوا بإقالة الرئاسات الثلاث".

وأشار إلى أنّ "المالكي نجح بتشكيل لوبي برلماني يقوده نواب ائتلافه المقرّبون منه جدّا، وهم عالية نصيّف وعبد السلام المالكي وكاظم الصيّادي، وانضم لهم نواب كتلة الصدر ونواب من كتل أخرى وأنصار المالكي من الكتل السنيّة"، مبيّنا أنّ "كل ذلك محاولة من المالكي للثأر من الرؤساء الثلاثة وسحب البساط من تحتهم".

من جهته، رأى الخبير السياسي، عبد الله المعيني، أنّ "مؤامرة المالكي انطلت على الكثير من الجهات والقادة السياسيين".

وأوضح المعيني خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "المالكي نجح في مؤامرته، وأوصل البلد إلى حافة أزمة ما تزال خطيرة للغاية"، مشيرا إلى أنّ "تحرّك الجبوري وتوجهه لحل البرلمان سيكشف زيف النواب المعتصمين، والذين سينسحبون خوفا من حل البرلمان وخسارتهم امتيازاتهم".

ورجّح أنّ "يتمكّن الجبوري ورئيس الجمهورية من الاتفاق على تجاوز هذه الأزمة، والرجوع إلى قائمة العبادي الأولى مع بعض التعديلات البسيطة".

وكان نائب في التحالف الوطني، قد كشف مطلع إبريل/نيسان الحالي لـ"العربي الجديد"، عن مساع للمالكي لتشكيل لوبي داخل البرلمان لعرقلة مشروع العبادي في التغيير الوزاري والإطاحة بحكومته.

وشهد البرلمان، أمس الثلاثاء واليوم، فوضى عارمة ومشادات كلامية واشتباكا بالأيدي، على خلفية تقديم العبادي، تشكيلة حكومية وُصفت بـ"الطائفية"، كما قرر أكثر من 115 برلمانياً الاعتصام داخل قبة البرلمان لحين تغيير التشكيلة الجديدة، وتظاهر آلاف العراقيين، اليوم الأربعاء، في مناطق مختلفة من البلاد، تأييداً للاعتصام الذي نظمه أكثر من مائة برلماني، احتجاجاً على التشكيلة الحكومية الجديدة، التي قدمها العبادي، فيما وصف برلمانيون الاعتصام بـ"الانتفاضة".