العراق: الصدر يجمّد مليشياته في البصرة مؤقتاً

27 يونيو 2018
لا يعد قرار الصدر بتجميد عمل "سرايا السلام" الأول(Getty)
+ الخط -


أمر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بتجميد عمل مليشيا "سرايا السلام" التابعة له، في مدينة البصرة (جنوب البلاد) لمدة سنتين، فيما أوعز بطرد مسؤولين في المليشيا هناك.

وذكر الصدر في بيان أورده مكتبه الإعلامي، واطلع عليه "العربي الجديد"، أنه "حسب توجيهات الصدر تقرر تجميد عمل سرايا السلام في محافظة البصرة لمدة سنتين من تاريخ هذا البيان"، مشيراً إلى "طرد مسؤول سرايا السلام في محافظة البصرة سمير محمد لعيبي، وتجميد عمل مسؤول سرايا السلام في جنوب العراق حيدر مصطفى (أبو آية) لمدة سنتين".

وأضاف البيان أن الصدر "أرسل وفداً يمثله إلى محافظة البصرة لدعم الأجهزة الأمنية، وعدم التدخل بشؤونها المهنية والوظيفية الخاصة"، مشدداً بحسب البيان على أنه "يمنع منعاً باتاً تدخل سرايا السلام في أي عمل غير العمل الجهادي. ومن يتدخل سوف يعرض نفسه للعقوبة". وأكد على "حصر التعاون مع الجهات السياسية والأمنية في المحافظة بالأخوة السياسيين وبعض ممثلي الصدر بشكل خاص".

ولا يعد قرار الصدر بتجميد عمل "سرايا السلام" هو الأول، فقد جمدّ قواته السابقة "جيش المهدي"، في أغسطس/آب من عام 2007، بعد اشتباكات عديدة حصلت بين "جيش المهدي" والقوات الأميركية، عقب الغزو في 2003، وشملت مدن الديوانية ثم انتقلت إلى العمارة والبصرة والناصرية والسماوة والكوت وغيرها من المدن، وقد كان آخر هذه الأحداث اشتباكات كربلاء، على إثرها اعتقلت القوات الأميركية العديد من رموز جيش المهدي، وأبرزهم قيس الخزعلي، وأودعوا في سجن بوكا الشهير، بمحافظة البصرة.

في السياق، قال قيادي بارز في التيار الصدري لـ"العربي الجديد"، إن "المسؤول عن سرايا السلام في البصرة، كانت قد أثيرت حوله العديد من ملفات الفساد والاحتيال في المدينة، لكن الصدر كان يريد التأكد بنفسه، وما أن تأكد حتى أعلن تجميد عمل سرايا السلام، وطرد المسؤول".

وأشار القيادي إلى أن "خطة نزع السلاح عن الفصائل المسلحة والمليشيات في مناطق العراق، هي ضمن أهداف الصدر في المرحلة العراقية الجديدة، فهو يهدف إلى تقوية الجيش العراقي والقوات النظامية، ومنع حالات الابتزاز والخطف والسلب والقتل الذي تمارسه بعض العصابات التي تدعي الانتماء إلى الحشد الشعبي وفصائل المقاومة الاسلامية".

وأضاف أن "الحكومة العراقية ستحظى بدعم الصدر، من أجل حصر السلاح بيد الدولة، وسحبه تدريجياً من الفصائل، وكذلك العشائر. الصدر يريد أن يبقى السلاح داخل حدود الدولة، وأن يكون محظوراً على المواطنين إلا من يحق له الامتلاك".


وتأسست مليشيا "سرايا السلام"، في يونيو/حزيران 2014، عقب دعوة المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني، إلى "الجهاد الكفائي"، لمحاربة تنظيم "داعش"، الذي كان قد بسط سيطرته على مدينة الموصل، وتوسعت رقعة سيطرته الجغرافية إلى مدن عدة وصولاً إلى مناطق أطراف العاصمة بغداد.

وشاركت المليشيا في معارك عديدة بالبلاد، في سامراء وديالى وآمرلي وجرف الصخر والإسحاقي، وأغلب عناصر وقيادات "سرايا السلام" كانوا مقاتلين سابقين في "جيش المهدي" أو "لواء اليوم الموعود".