"فاينانشال تايمز": حلم الأكراد بإنشاء دولتهم يتبخر

31 اغسطس 2016
تحركات الأكراد تستفز تركيا (انصار اوزديمير/ الأناضول)
+ الخط -
يبدو أن حلم الأكراد بتأسيس دولتهم بات في الوقت الراهن أمراً صعب المنال، في ظل التطورات المتلاحقة بسورية، وشروع تركيا في شن عملية "درع الفرات" العسكرية داخل سورية، وكذا سعي روسيا إلى تعزيز تحالفها مع إيران. ووفق مقال لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية فإن هذه التطورات التي يمكن أن تغير قواعد اللعبة بداخل سورية، قد تمثل نقطة تحول بالنسبة للأكراد بالمنطقة.


وعدد مقال الصحيفة الأسباب التي جعلت الأكراد يطمحون أكثر من أي وقت مضى إلى إقامة دولتهم القومية، موضحا في هذا الصدد أنه خلال العامين المنصرمين تقوت شوكتهم بعدما تمكنوا من فك الحصار الذي كان يفرضه تنظيم "الدولة الإسلامية" على مدينة عين العرب (كوباني)، واستطاعوا كذلك استعادة أراض كان سيطر عليها التنظيم بسورية والعراق.

كما استفاد الأكراد من الوضع بالعراق، لاسيما بعد الغزو الأميركي للبلاد في 2003، وإقرار الحكم الفيدرالي، وهو ما أحيا الآمال لدى أبناء القومية الكردية، المتواجدين بعدة بلدان بالمنطقة، بإقامة دولة خاصة بهم. "فاينانشال تايمز" أوردت أن هذه المطامح بدأت تتبخر، بعدما تمادى الأكراد في الجري وراء تحقيق أهدافهم.

وبحسب الصحيفة، فإن الانهيار التدريجي للدولة بسورية مكن المليشيات الكردية المنضوية ضمن حزب الاتحاد الديمقراطي من السيطرة على أراضي شمالي شرق البلاد. كما أن انهيار الدولة الموحدة بالعراق منح حكومة إقليم كردستان، التي تتمتع بالحكم الذاتي، العديد من ملامح الدولة المستقلة. وبتركيا، يضيف المقال، تمكن الساسة الأكراد، من خلال هدنة بين القوات الأمنية وحزب العمال الكردستاني، من الحصول على نوع من الاستقلال الذاتي جنوبي شرق البلاد.

واعتبر المقال أن مجموعة من التحركات التي قادها الأكراد داخل تركيا استفزت أنقرة بشكل كبير، لاسيما بعد محاولتهم فرض الحكم الكردي بعدد من المدن جنوبي شرق تركيا، على شاكلة ما تم بداخل سورية. كما أن قياديي حزب العمال الكردستاني المتواجدين شمالي العراق استغلوا الهدنة مع قوات الأمن التركية لتدريب الميليشيات على خوض حروب عصابات بداخل المدن.

غير أن الخطوة التي أغضبت واستفزت تركيا بشكل كبير، يوضح المقال، كانت عندما قام أكراد سورية بنقل قواتهم إلى غرب نهر الفرات لمواجهة تنظيم "داعش"، في محاولة منهم للربط بين المناطق الشرقية التي يسيطرون عليها والمناطق الغربية المحادية للشريط الحدودي بين تركيا وسورية.

أدى هذا التطور، وفق ما تنقله الصحيفة، إلى شروع تركيا في عملية "درع الفرات" العسكرية بمشاركة الجيش السوري الحر لمواجهة "داعش"، وهو ما تكلل بطرد التنظيم من مدينة جرابلس، وتوجيه واشنطن أوامر لحلفائها الأكراد بسورية بالتراجع إلى شرق نهر الفرات.

وخلص المقال إلى أن هذه التطورات تدفع في اتجاه عدم تمكن الأكراد من تحقيق حلمهم بإقامة دولتهم، حتى في ظل الفوضى التي تعرفها المنطقة، التي عززت أطماعهم في الاستقلال الذاتي.

المساهمون