وبحسب الصحيفة، فإن الحرب التي تخوضها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ضد المتمردين الحوثيين الذين يحتلون أجزاء من البلد، بما فيها العاصمة صنعاء، لن تستمر فحسب بل ستتصاعد، لأنّ كل معسكر يتصوّر نفسه قادراً على الحسم.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي تصوره أن الحرب تتحوّل إلى "صراع آخر لا ينتهي، يشبه حروب أفغانستان والعراق، خصوصاً بعدما تأكّدت صعوبة الحسم العسكري لمصلحة واحد من الأطراف المتنازعة. وعليه، يبقى لفرنسا تقدير المخاطر المتأتية عليها من استمرارية الحرب التي أطلقها السعوديون في مارس/ آذار 2015"، وقاموا فيها مع حلفائهم الإماراتيين بقصف مدن ومناطق وجود المتمرّدين.
وتحدّثت الصحيفة عن الدعم الغربي للسعودية والإمارات، فأشارت إلى أن "البنتاغون منح الطيران السعودي، بموافقة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما منذ بداية الحرب، القنابل والصواريخ الضرورية، بينما قامت فرنسا، بموافقة الرئيس السابق فرانسوا هولاند، بتسليم الإمارات طائرات ميراج 2000 وصواريخ نوعية"، معتبرة أن "هذه الأريحية الأميركية والفرنسية لم تتوقف منذ ثلاث سنوات"، وأن السعوديين والإماراتيين "استفادوا من معلومات حصلت عليها أقمار صناعية وطائرات بلا طيار أميركية، أطلقت في بعض الأحيان بعض الصواريخ على منزل أو موكب زعيم المتمردين". وسألت "هل ما زالت هناك حاجة للإشارة إلى انخراط الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا العظمى في هذا الصراع؟".
كذلك رأت "لوكنار أونشينه" أن فرنسا معنية بأمور ثلاثة: أولاً، أن زبونين مميّزين من أصدقاء فرنسا منخرطان في هذه الحرب. ثانيّاً، أن تنظيم "القاعدة" استفاد من فوضى الحرب فطوّر وجوده وتأثيره في اليمن واستطاع تجنيد مقاتلين، إذ ينسب إليه بعضهم مسؤولية الإعداد للاعتداء الذي تعرّض له مسرح باتاكلان في باريس. وثالثاً، أن ولي العهد محمد بن سلمان، الذي بادر إلى إطلاق هذه الحرب، تربطه علاقات ممتازة بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأكدت الصحيفة أنه في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي زار مسؤولان أمميان السعودية واليمن، في إطار البحث عن مخرج سلمي من خلال التفاوض، وتحدّثا عن "الأزمة الإنسانية الرهيبة" التي يعيشها نحو 28 مليون يمني، إضافة إلى تدمير المستشفيات والمدارس، مشيرين إلى "أن بلدين نفطيين ثريين يقودان حرباً قاسية ضد واحد من أفقر بلدان الكرة الأرضية (10 آلاف قتيل، وأكثر من 50 ألف جريح، و2200 من ضحايا الكوليرا، بحسب تقديرات الأمم المتحدة)".
ولكي تبرئ الإدارة الأميركية ساحتها من مسؤوليتها في الحرب اليمنية، تشير الصحيفة إلى تنظيم البنتاغون "معرضاً صغيراً في 14 ديسمبر/ كانون الأول الماضي في قاعدة أناكوستيا ـ بولينغ، بالقرب من واشنطن، استعرض فيه وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أمام عسكريين أجانب، الأسلحة التي تقدمها إيران للحوثيين، ومنها صاروخان أخطأ أحدهما العاصمة الرياض، إضافة إلى حطام ثلاثة أنواع من الأسلحة عليها حروف فارسية".
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب والبنتاغون يريدان من خلال اتهامهما إيران صرف النظر عن مسؤولية الولايات المتحدة، ومسؤولية فرنسا بشكل ثانوي، عن الغارات الجوية التي تقتل مدنيين أكثر من المتمردين.