وشهدت مدينة خراطة بولاية بجاية شرقي الجزائر، منذ صباح اليوم السبت، أضخم وقفة احتجاجية منذ إعلان ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، الأحد الماضي، شارك فيها المئات من المتظاهرين الذين رفعوا أعلاماً سوداء، تعبر عن الحزن والأسى لإصرار بوتفليقة على الترشح لولاية خامسة.
ورفعت في التظاهرة لافتة كبيرة كتب عليها باللغة الفرنسية "لا لاهانة، ولا للولاية الرئاسية الخامسة". كما ردد المتظاهرون شعار "السلطة مجرمة" و"الشعب يريد إسكات النظام".
كذلك، شهدت مدينة برج بوعريريج، أمس، مسيرة غاضبة توجّهت من وسط المدينة إلى مقر الحزب الحاكم (جبهة التحرير الوطني). هتف خلالها المشاركون بشعارات مناوئة للعهدة الرئاسية الخامسة، بينما شهدت مدينة وهران وقفة احتجاج، ردد خلالها الشبان شعارات مناوئة لترشح بوتفليقة.
وشهدت مدينة تيزي وزو، الليلة الماضية، أيضاً وقفة احتجاج ضد قرار ترشح بوتفليقة.
وكان طلبة جامعة باب الزوار في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، قد تظاهروا، الأحد الماضي مباشرة، بعد إعلان بوتفليقة الترشح لولاية رئاسية خامسة، ضد هذا الإعلان، بسبب وضع بوتفليقة الصحّي.
على خط موازٍ، تتداول مواقع التواصل الاجتماعي دعوات للتظاهر في 22 فبراير الجاري في كل الولايات ضد ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، كما دعت تنظيمات بينها تكتل حركة "مواطنة" التي تضم أحزاباً وشخصيات سياسية إلى التظاهر في 24 فبراير، تزامناً مع ذكرى تأميم المحروقات، داعية في بيان إلى التعبير عن الموقف الرافض "لاغتصاب الإرادة الشعبية".
وفسر الناشط الحقوقي والقيادي في تكتل "مواطنة"، عبد الغني بادي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، تنامي الاحتقان وبروز التظاهرات المناوئة لترشح بوتفليقة لولاية خامسة بما وصفها "بحالة من الشعور بالظلم والتسلط والاحتقار، التي انتابت الشارع الجزائري بعد إعلان خبر ترشح بوتفليقة، الذي لا يمكن وصفه إلا بالمساس بكرامة الجزائري في الداخل والخارج".
وأضاف بادي: "أعتقد أن شريحة واسعة تفكر في طريقة ناجعة للتعبير عن رفضها، بالنسبة للكثيرين خيار الشارع والاحتجاج والتعبير عن الرفض هو عن طريق التظاهر السلمي لدفع السلطة إلى التراجع عن خيار العهدة الخامسة".
ويرى أن "السلطات الجزائرية تضع منذ فترة في الحسبان احتمال خروج تظاهرات مناوئة للولاية الرئاسية الخامسة لبوتفليقة"، قائلاً: "أعتقد أن سلطة الأمر الواقع، فكرت وخططت للاحتمال والرد على من سيختارون الشارع وسيلة للتعبير عن رفضهم، لا أعتقد أن النظام سيتردد في مواجهتهم بكل وسائل القمع المتاحة، من الاعتداء والاعتقال وحتى المحاكمات والسجن، وقد تبادر لهذه الوسائل مع أول من يفكر في خيار الشارع حتى تغلق ملف المواجهة الميدانية وتحسمها، من خلال تخويف ردعي يدفع الناس إلى التراجع وتقبل سياسة الأمر الواقع".
وكان رئيس الحكومة أحمد أويحيى، قد أعلن في مؤتمر صحافي عقده في الثاني من فبراير/ شباط الماضي، أنّ "السلطة ستردّ بقوة على أي حراك في الشارع"، مضيفاً أن "السلطات العمومية أثبتت للجميع في محاولات سابقة قدرتها على التحكم في الشارع".
واستدرك قائلاً: "سيكون فقط أمام المعارضين إمكانية استغلال القاعات المغلقة للتعبير عن موقفهم".
ويعترض قطاع واسع من الجزائريين على ترشح الرئيس بوتفليقة، ولا سيما بسبب وضعه الصحّي المتردي، إذ يعاني من آثار وعكة صحّية وجلطة دماغية ألمّت به منذ إبريل 2013.
ولم يدل بوتفليقة بأي خطاب للشعب منذ الثامن من مايو/ أيار 2012، كما لم يشارك منذ تلك الفترة في أي محفل دولي، ونادراً ما يقوم بأنشطة رسمية أو يظهر على التلفزيون.
وبدا الرئيس الجزائري في آخر ظهور له في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بمناسبة عيد ثورة الجزائر، في وضع صحّي صعب، حيث بدا شارد الذهن، وربطت ساقاه إلى الكرسيّ المتحرك بشريط أحمر.