وستلقي العائلة النظرة الأخيرة على ابنها الشهيد عبر شاشة فضائية "الأقصى"، المحسوبة على حركة "حماس"، اليوم السبت، وستتبع ذلك صلاة الغائب على روحه وجنازة رمزية في مدينة طوباس، بالضفة الغربية، مسقط رأسه.
وأكّد والد الشهيد، محمد فقهاء، لـ"العربي الجديد"، أنّ "قيادة حماس أبلغته رسمياً باغتيال ابنه، أمس الجمعة، بكاتم صوت، في غزة".
وتمكن والدا الشهيد من رؤيته مرة واحدة في قطاع غزة بعدما سمح لهم الاحتلال بالوصول، قبل ست سنوات، ثم عاد ومنعهما من السفر، لتكون تلك المرة الأولى والأخيرة التي يجتمع فيها الوالدان مع ابنهما منذ أن بدأت مطاردة الاحتلال له عام 2002.
واعتقل مازن لاحقاً لمدة سبع سنوات ونصف، قبل أن يتم التوصل لصفقة "وفاء الأحرار" وإبعاده إلى قطاع غزة، ليبقى التواصل منذ ذلك الحين عبر الهاتف.
من جهته، أكّد صديق الشهيد فازع صوافطة، لـ"العربي الجديد"، أنه "خلال العام والنصف الماضية اقتحم جهاز المخابرات الإسرائيلي منزل عائلة الشهيد فقهاء نحو ثلاث مرات، وهددوا باغتيال مازن، وطلبوا من والده المسن أن يتحدث معه ويطلب منه أن يتوقف عن تجنيد الخلايا المسلحة في الضفة الغربية".
وقال صوافطة: "لقد هدّد ضابط المخابرات والد الشهيد قائلاً له حرفياً: قل له أن يتوقف عن تجنيد الخلايا المسلحة في الضفة الغربية وإلا فإن يدنا طويلة وسوف نصله حيث هو".
وأضاف أن "آخر مرة اقتحم جهاز المخابرات الإسرائيلي منزل العائلة قبل خمسة أشهر، وطلبوا من والده أن يطلب مازن على هاتفه الخاص، وحينها تحدث الضابط معه وهدده مباشرة، قائلاً له: إذا استمريت بما تقوم به سنصلك ونغتالك، وأجابه مازن: هذه طريقي ومن حقنا مقاومة الاحتلال، وابتعد عن والديّ لأنهما مسنان وليس لهما علاقة بما يجري".
وتحدث الشهيد فقهاء مع عائلته قبل استشهاده بيومين، وكانت المكالمة الأخيرة.
ومن المخطط أن تنطلق، ظهر اليوم، مسيرة من أمام بلدية طوباس باتجاه منزل الشهيد، ومن ثم يصار إلى إقامة صلاة الجنازة على الشهيد الغائب، في المسجد القريب من البيت.
وتسود حالة من الغضب والحداد مدينة طوباس، شرق الضفة الغربية، بعد الإعلان عن اغتيال مازن فقهاء (39 عاماً)، أحد قادة حركة "حماس".
وحسب المعلومات التي نشرتها حركة "حماس"، فإن فقهاء ولد في مدينة طوباس، وتلقى تعليمه الأساسي فيها، وبدأ حفظ القرآن الكريم صغيراً في مساجدها حيث لم يكن يتجاوز الثماني سنوات.
وأكمل فقهاء تعليمه الثانوي في طوباس ثم التحق بجامعة النجاح الوطنية في نابلس، ودرس في كلية الاقتصاد.
انضم مازن إلى صفوف الكتلة الإسلامية ومجلس الطلبة في الجامعة وأصبح أحد أفراد حركة "حماس"، ورافق الشهيد قيس عدوان، أحد قادة الذراع العسكرية للحركة، وحينها كان قيس رئيساً لمجلس الطلبة في الجامعة. وكذلك كان مازن رفيقاً لأيمن حلاوه وعز الدين المصري والكثير من الشهداء من كوادر حركة "حماس".
التحق فقهاء بالجناح العسكري للحركة، وهو في سنته الجامعية الثالثة، وأكمل الدراسة وتخرج وهو مطارد من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وحسب ما نشرت مواقع "حماس"، فإن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية اعتقلت فقهاء ثلاث مرات. وعام 2002 أصبح مطلوباً من قبل إسرائيل.
اعتقل مازن في 5 أغسطس/آب من العام 2002، بعد حصار دام 6 ساعات، وحكم بالسجن تسعة مؤبدات وخمسين عاماً إضافية، بتهم الإعداد لعملية استشهادية في مدينة صفد نفذها الاستشهادي جهاد حمادة، التي جاءت رداً على اغتيال القيادي الحمساوي صلاح شحادة.
أمضى في المعتقل 7 سنوات ونصف سنة، قبل أن يتم التوصل لصفقة "وفاء الأحرار" وإبعاده إلى قطاع غزة عام 2011.