شمال سورية: "تحرير الشام" تغلق الطرقات مع مناطق المعارضة

30 يناير 2019
تدّعي "تحرير الشام" أنّ إغلاق الطرقات "لأسباب أمنية"(عمرحاج قدور/Getty)
+ الخط -

أغلقت "هيئة تحرير الشام"، جميع الطرقات والممرّات التي تربط مناطق سيطرتها في محافظة إدلب شمال سورية، بمناطق سيطرة المعارضة في ريفَي حلب الشمالي والشرقي.

وتأتي الخطوة، بعد يومين فقط من إغلاق "تحرير الشام" المعابر الحدودية التي تربط المناطق ذاتها بعضها ببعض.

وقال مراسل "العربي الجديد" في إدلب، اليوم الأربعاء، إنّ "تحرير الشام لجأت، ليل الثلاثاء، إلى سد جميع الطرقات التي تربط مناطقها بمناطق المعارضة، عبر وضع سواتر ترابية ودشم مرتفعة فيها".

وأفاد المراسل بأنّه "تم إغلاق طريق الغزاوية - دير سمعان، المعروف بطريق دارة غزة الواقع بريف حلب الشرقي، كما تم إغلاق طريق دير بلوط – أطمة".

وبرّرت حسابات عبر "تلغرام" مقرّبة من "تحرير الشام"، قطع الطرقات، بأنّه "جاء لأسباب أمنية بحتة" دون أن تأتي على أي تفاصيل أخرى.

وكانت "هيئة تحرير الشام"، قد أغلقت، الإثنين، معبري دير البلوط والغزاوية الواصلين بين ريفي حلب الغربي والشمالي، واللذين يربطان محافظة إدلب بمناطق المعارضة المسلّحة في مدينة عفرين بريف حلب، ومنعت الداخلين إلى مناطقها في الريف الغربي من المغادرة، وطالبتهم بالبقاء في أماكنهم "لأسباب أمنية".

ونقلت وكالة "إباء" الناطقة باسم "هيئة تحرير الشام"، عن المتحدّث باسم الجهاز الأمني في الهيئة عبيدة صالح، قوله: "وصلت إلينا معلومات من عدة مصادر تفيد بتدفق دفعات من تنظيم الدولة متوجهة إلى إدلب من مناطق "قسد" (قوات سورية الديمقراطية) ومنها إلى غصن الزيتون قاصدة المناطق المحررة".

وأضاف أنّ "المعلومات دفعت إلى إغلاق معبري الغزاوية ودير بلوط"، مؤكداً أنّ "حركة المرور من إدلب إلى عفرين مستمرة، والمنع اقتصر على الاتجاه العكسي".

وبعد إغلاق "تحرير الشام" معابرها، الإثنين، تعرّض مبنى "حكومة الإنقاذ" المقرّبة من "هيئة تحرير الشام" لتفجير انتحاري، ما أسفر عن إصابة تسعة أشخاص، في حادثة هي الأولى من نوعها تستهدف مقر الحكومة.

وشكّك ناشطون في صحّة التفجير، إذ اتهم بعضهم "تحرير الشام" بأنّها تحاول من خلال هذا التفجير إثبات روايتها بشأن "التخوّفات الأمنية" لإغلاق المعابر.


وجاء إغلاق جميع الطرقات مع مناطق سيطرة المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي، بالتزامن مع وصول "قوات نخبوية" من الجيش التركي إلى معبر باب السلامة الحدودي الواقع في ريف حلب الشمالي.

وبحسب وكالة "الأناضول" التركية، فإنّ "وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي وصلت إلى ولاية كلس جنوب البلاد، وذلك في إطار التعزيزات العسكرية إلى الحدود مع سورية".

وأضافت الوكالة أنّ "الرتل العسكري الذي يضم عربات مدرعة تقدّم نحو معبر أونجو بينار الحدودي، المقابل لمعبر باب السلامة في الجانب السوري".

وعلى الرغم من أن "تحرير الشام" تتحدّث عن تخوّف من تسلّل عناصر "داعش" من ريف حلب الشمالي، إلّا أنّ هذه المناطق لا تحتوي على أي من عناصر التنظيم، حيث تم طردهم بالكامل من قبل قوات "الجيش السوري الحر" المتحالف مع تركيا.