مؤتمر باريس للسلام يبدأ اليوم: تطلع فلسطيني لحل الدولتين

15 يناير 2017
توقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية عام 2014(كاميل زهين أولو/فرانس برس)
+ الخط -


يبدأ في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الأحد، مؤتمر السلام في الشرق الأوسط، بمشاركة 70 دولة، في جو يسوده التوتر من الجانب الإسرائيلي، بعد وصف رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، المؤتمر بالخدعة، بينما يأمل الفلسطينيون بأن يحمل المؤتمر قراراً جديداً بشأن تنفيذ حل الدولتين.

ويأمل المنظمون الفرنسيون أن يبعث مؤتمر اليوم برسالة قوية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، بأن جزءا كبيرا من العالم يريد حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي طال أمده.

وقال نتنياهو إن المؤتمر يشكل "مؤامرة" ضد إسرائيل، كما لا تشارك فيه إدارة ترامب. وسيتواجد هناك وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، للدفاع عن المصالح الأميركية في آخر جولة دبلوماسية كبيرة له قبل أن يترك منصبه.

ويخشى دبلوماسيون فرنسيون أن يطلق ترامب العنان لتوترات جديدة في المنطقة من خلال التغاضي عن بناء المستوطنات على أراض يطالب بها الفلسطينيون، واحتمال نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

ووفقا لمسودة البيان التي حصلت عليها "أسوشييتد برس"، سيحث المؤتمر إسرائيل وفلسطين "على إعادة التأكيد رسمياً بالتزامهم بحل الدولتين".

كما سيؤكد على أن المجتمع الدولي "لن يعترف" بالتغييرات في حدود إسرائيل ما قبل عام 1967 دون التوصل إلى اتفاق بين الجانبين.

وسعت الحكومة الفرنسية على مدى سنوات إلى إحياء عملية صنع السلام، مشيرة إلى النجاحات الدبلوماسية، مثل اتفاق المناخ بباريس عام 2015، وتحسن علاقاتها مع إسرائيل خلال العقد الماضي.

ولكن مع رفض نتنياهو حضور المؤتمر وتحفظات إدارة ترامب حول هذه القضية، وفقا لدبلوماسي فرنسي، يبدو مؤتمر اليوم الأحد أشبه بمحاولة لعزل إسرائيل، لا لدفعها للجلوس إلى طاولة المفاوضات.

البيان الختامي قد يحذر ترامب من نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهي الخطوة التي يمكن أن ينظر إليها باعتبارها اعترافا بالقدس عاصمة لإسرائيل بعد عقود من الإصرار على ضرورة تحديد وضع المدينة عبر المفاوضات المباشرة.

وتشارك في المؤتمر اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط (الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والأمم المتحدة)، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ويندرج في إطار مبادرة فرنسية أطلقت قبل عام لتعبئة الأسرة الدولية من جديد، وحث الإسرائيليين والفلسطينيين على استئناف المفاوضات المتوقفة منذ سنتين.

وبحسب "فرانس برس"، فإن المؤتمر يرتدي طابعاً رمزياً مع تراجع آفاق حل الدولتين، بسبب الوضع على الأرض، الذي يشهد استمرارا للاستيطان الإسرائيلي.

وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن فرنسا تهدف من المؤتمر أيضاً إلى توجيه رسالة قوية لترامب، المثير للجدل بتصريحاته حول قضية الشرق الأوسط، للفت انتباهه من خلال مؤتمر دولي بهذا الخصوص. 

ويشارك وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، باسم بلاده في المؤتمر، الذي سيكون المؤتمر الأخير له قبل انتهاء فترة مهامه. 

وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أول أمس الأحد، أن سفير روسيا لدى باريس سيمثل بلاده في المؤتمر، مشيرا في الوقت ذاته إلى استعداد موسكو لاستضافة عباس ونتنياهو. 

وبدا واضحاً الغضب الإسرائيلي من المؤتمر قبيل انعقاده، عندما جدد نتنياهو، مهاجمته للمؤتمر، معتبرًا أنه "يعيد عجلة السلام إلى الوراء"، ووصفه بأنه "عبارة عن خدعة فلسطينية برعاية فرنسية، تهدف إلى اعتماد مواقف أخرى معادية لإسرائيل". 

على الجانب الآخر، يتطلع الفلسطينيون إلى أن يكون المؤتمر فرصة لتنفيذ حل الدولتين، حيث قال عباس أمس، إنه "قد يكون مؤتمر باريس للسلام الفرصة الأخيرة للتوصل إلى حل الدولتين". 

ووفقا للرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، فإن الهدف من مؤتمر السلام، هو "تأكيد دعم المجتمع الدولي لحلّ الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، والعمل بطريقة تجعل من هذا الحل نقطة مرجعية، إلى جانب ذلك فإن السلام سيحققه الإسرائيليون والفلسطينيون معا، وليس أحدا آخر، المفاوضات الثنائية وحدها تستطيع حل المشكلة".

ويأتي المؤتمر بعد مؤتمر وزاري برعاية فرنسا وعدد من الدول، عقد بالعاصمة الفرنسية في 3 يونيو/حزيران الماضي، حول عملية السلام.

والأهم أنه يأتي بعد أسابيع من تبني مجلس الأمن، نهاية العام الماضي، القرار (2334) الذي يدين عمليات الاستيطان الإسرائيلية، وخطاب وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في نهاية العام الماضي أيضا، الذي رسم طريقا لمواجهة تعثر السلام وسط ترحيب عربي حذر. 

وكان وزير الخارجية الفرنسي السابق، لوران فابيوس، قد أعلن أن تبني بلاده مبادرة لعقد مؤتمر دولي في باريس قبل نهاية عام 2016، قبل أن يؤجل لمطلع العام الجاري، بهدف الدفع باتجاه استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، محذرًا من أنه "في حال عرقلة بدء المفاوضات، فإنه من الممكن لباريس الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين".

وتوقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، نهاية أبريل/نيسان 2014، دون تحقيق أية نتائج تذكر، بعد 9 شهور من المباحثات برعاية أميركية وأوروبية؛ بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان، وقبول حدود 1967 كأساس للمفاوضات، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين قدماء في سجونها.