لليوم الثاني على التوالي، تستمر جولة قائد "فيلق القدس" الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، على المناطق الحدودية العراقية السورية، برفقة العشرات من عناصر الحرس الثوري، بعد سيطرة مليشيات "الحشد الشعبي"، مدعومة بالطيران الحكومي العراقي، على عدة قرى حدودية، أبرزها قرية أم جريص، التي تمثل أولى مضارب عشيرة شمر العربية في العراق، الممتدة على طول البادية الغربية والشمالية، وتتصل مع مناطق شرق سورية وغرب الأردن، وشمال السعودية، وصولاً إلى شبه الجزيرة العربية.
وتسيطر مليشيات "الحشد" حالياً على خمس قرى فقط تبعد نحو 6 كم عن أولى المدن السورية المأهولة بالسكان، ضمن محافظة الحسكة، التي توجد فيها وحدات كردية مقربة من نظام بشار الأسد وإيران، بينما توجد قوات البشمركة الكردية ووحدات أميركية صغيرة في المنطقة المجاورة من الحدود، حيث مثلث فيش خابور، الواقع 30 كم على أول نقاط وجود "الحشد".
وقال مسؤولون في الجيش العراقي في محافظة نينوى، شمال البلاد، إن قائد "فيلق القدس" دخل العراق قبل أيام عبر السليمانية، وتوجه بشكل مباشر إلى الحدود من دون المرور ببغداد.
ووفقا لمسؤول في الجيش العراقي، فإن العشرات من أفراد الحرس الثوري يرافقون سليماني في جولته، التي التقى خلالها بقيادات مليشيات "الحشد" وزعامات من حزب "العمال الكردستاني"، فضلا عن ممثلين عن فصائل كردية معارضة، متخذا من منزل أحد زعماء العشائر مقرا له بعد فرار السكان من القرى.
خلال ذلك، قال القيادي في مليشيا "الحشد"، فالح الموسوي، إن "سليماني وصل في زيارة تفقدية"، وفقا لوصفه، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد".
وأضاف الموسوي: "من الحرام أن يسيطر "داعش" على أرض جميلة خضراء كهذه، ومضارب شمر جميلة". هذا أبرز ما تم تناقله عن سليماني عقب وصوله، ولا صحة لأي تصريحات سياسية أو عنصرية قومية أطلقها انتشرت في الساعات الماضية في الشارع العراقي"، وفقا لزعمه.
ونشر موقع إيراني مقرّب من الحرس الثوري صورا قال إنها لسليماني على الحدود مع سورية.
ووفقا لموقع "شهداء إيران"، فإن الصور التُقطت، أمس الأربعاء، على الحدود العراقية السورية، المعروفة تاريخيا باسم طريق حلب ــ الموصل، وظهر فيها الجنرال الإيراني واقفاً مع عدد من مقاتلي "الحشد الشعبي" والحرس الثوري الإيراني.
وأحجمت الحكومة العراقية عن الإدلاء بأي تعليق على الصور أو الإعلان عن وصول سليماني إلى الحدود الدولية للعراق مع سورية من دون المرور ببغداد أو التنسيق معها، رغم النفي المتكرر من رئيس الحكومة، حيدر العبادي، وجود قوات إيرانية تقاتل إلى جانب قوات بلاده.
في السياق ذاته، نفى المتحدث باسم مليشيات "الحشد" ما تناقلته وسائل إعلام محلية وعربية قالت إن المليشيات دخلت إلى سورية.
وقال المتحدث باسم المليشيا التي تديرها إيران، أحمد الأسدي، في بيان صحافي له، إن "الأنباء التي أفادت بدخول "الحشد" إلى مناطق سورية عارية عن الصحة تماما".
وأوضح الأسدي أن "أي مشاركة أو دخول لقوات عراقية من "الحشد" أو غيرها إلى داخل الأراضي السورية لابد أن يكون من خلال التنسيق بين الحكومتين العراقية والسورية، ووفقا للأطر القانونية والموافقات الرسمية"، على حد زعمه.
من جهته، ذكر نائب رئيس مليشيات "الحشد"، أبو مهدي المهندس، في بيان ثان صدر الخميس، أن مليشياته ستعمل على "تسليم مهام أمن الحدود إلى قوات شرطة الحدود بعد تحريرها بالكامل"، في إعلان فُسّر على أنه استباق لأي ردة فعل أميركية.