لا يزال من غير الواضح الهدف من الزيارة المرتقبة لوفد منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" إلى قطاع غزة، المتوقعة نهاية هذا الأسبوع، الذي أعلن عنها الرئيس محمود عباس في خطابه الذي تلا إطلاق الرئيس الأميركي دونالد ترامب لـ"صفقة القرن".
وبالنسبة للتسريبات الواردة من رام الله، فإنّ الهدف الرئيسي للزيارة يتعلق بتمكين الحكومة الفلسطينية من العمل في القطاع، واستعادة الوحدة الوطنية وما يسمى "إعادة غزة لحضن الشرعية". لكن في المقابل، وضعت "حماس" ما بدا أنه شرط للتعاطي مع الزيارة، بتأكيد عضو مكتبها السياسي، صلاح البردويل، ترحيب حركته بالوفد لبحث "مواجهة صفقة القرن".
وكانت الاتصالات بين السلطة و"حركة فتح" من جانب وبين "حماس" من جانب آخر مقطوعة تماماً، قبل أن يُجري رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، إسماعيل هنية، اتصالاً بعباس قبل ساعات من إطلاق "صفقة القرن" ودعوته إلى لقاء فوري مع أبو مازن.
وردّ عباس على ذلك بشكل علني، حينما قال إنّ هنية دعاه إلى زيارة غزة والالتقاء هناك، بتأكيده إرسال وفد من "فتح" ومنظمة التحرير إلى القطاع. ونجحت التفسيرات المختلفة لنوايا الأطراف المنقسمة في أوقات سابقة، في إنهاء جولات حوار كادت تؤدي إلى نتائج إيجابية في ملف طي صفحة الانقسام الداخلي.
ولم يحدد بعد موعد قدوم وفد منظمة التحرير من الضفة إلى غزة، وفق الناطق باسم حركة "حماس"، عبد اللطيف القانوع، الذي قال لـ"العربي الجديد"، إنّ حركته "جاهزة لاستقبال الوفد والانخراط في أي لقاء وطني مع الفصائل الفلسطينية المختلفة، بما في ذلك حركة فتح، مع أهمية أن تتبع اللقاءات خطوات عملية على الأرض تترجم الموقف الرافض لصفقة القرن".
وأشار القانوع إلى أن "الموقف الوطني الموحد المجمع على رفض صفقة القرن يجب أن تتبعه خطوات عملية على الأرض تتمثل في وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وسحب الاعتراف به، والعمل بقرارات المجلس الوطني والمركزي لمنظمة التحرير".
ووفقاً للقانوع، فإن الشعب الفلسطيني "ينتظر حالياً من فصائله أن تتخذ خطوات سياسية تساهم في التأثير على الاحتلال الإسرائيلي، وتحديداً التنصل من الاتفاقيات المبرمة معه، واتخاذ قرارات تقطع الطريق على صفقة القرن بمشاركة الكل الفلسطيني".
من جهته، أشار القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، داود شهاب، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى "ضرورة أن يكون هناك بحث حقيقي في كيفية مواجهة خطة ترامب وعدم العودة للعناوين السابقة التي كانت سبباً رئيسياً في استمرار حالة الانقسام حتى اللحظة".
وقال شهاب إن "ما يمكن أن يوحد الشعب الفلسطيني هو الموقف الرافض لصفقة ترامب والمستعد لمواجهتها بكل السبل والوسائل"، مشدداً على أهمية أن يكون ذلك محور الاجتماعات واللقاءات بحضور الوفد القادم من الضفة.
وعن التعويل على قرارات حاسمة يتخذها الاجتماع، رأى أن المسألة تحتاج إلى وجود صدق في النوايا وجدول أعمال يستجيب لمطالب الشعب الفلسطيني، ويستجيب لحالة الإجماع الشعبي والوطني الرافضة للصفقة الأميركية.
ولفت إلى ضرورة أن تكون الاجتماعات التي ستعقد مع أعضاء وفد منظمة التحرير والتي ستضم قيادات من حركة "فتح"، تحضيرية لوضع جدول أعمال لاجتماع الإطار القيادي المؤقت الذي يضم الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، كونه مطلبا من كل القوى.