كوشنر رتب صفقة أسلحة بـ100 مليار دولار سيعرضها ترامب على السعودية

20 مايو 2017
كوشنر يرافق ترامب بزيارته الحالية للسعودية (مانديل نغان/فرانس برس)
+ الخط -
بعيد ظهر الأول من مايو/أيار، استقبل جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفداً سعودياً رفيع المستوى، ودعاه إلى غرفة استقبال مذهبة، بجانب المكتب البيضاوي، قائلاً على عجلة "دعونا ننهي هذا، اليوم".

وتبيّن، بحسب ما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز"، يوم الخميس الماضي، أنّ كوشنر كان يقصد، صفقة أسلحة بقيمة 100 مليار دولار، تأمل الإدارة الأميركية إبرامها مع السعودية، واختارت لذلك توقيتاً مناسباً، وهو خلال زيارة ترامب اليوم وغداً الأحد، إلى المملكة.

وتكشف الصحيفة، أنّ كوشنر والوفد السعودي، ناقشا "لائحة تسوق" تضمّنت طائرات وسفناً وقنابل دقيقة التوجيه، بينما اقترح مسؤول أميركي على الجانب السعودي، فكرة شراء نظام رادار متطوّر، مصمّم لإسقاط الصواريخ البالستية.

وجرى خلال الاجتماع، استشعار أنّ التكلفة قد تكون عائقاً، فعمد كوشنر حينها إلى رفع سماعة الهاتف، والاتصال بمارلين هيوسون، وهي رئيسة شركة "لوكهيد مارتن" المصّنعة لنظام الرادار، وسؤالها عن إمكانية تخفيض الأسعار، بحسب ما نقلت "نيويورك تايمز"، عن عدة مسؤولين في الإدارة.

وبينما كان ضيوفه يراقبون، أخبرت هيوسون كوشنر، أنّها ستنظر في أمر تخفيض الأسعار، بحسب المسؤولين.

ويمثّل تدخّل كوشنر الشخصي، في مسألة بيع الأسلحة هذه، دليلاً آخر، على استعداد إدارة الرئيس ترامب، للاستغناء عن العرف، لصالح طرق غير رسمية، لإبرام صفقات.

كما يصوّر هذا التدخّل، رغبة الإدارة الأميركية، بتغيير موقفها في الشرق الأوسط، عبر تعزيز مراكز القوة، والمساومة على الدبلوماسية التقليدية.
ورفض كل من البيت الأبيض وشركة "لوكهيد مارتن"، التعليق للصحيفة، على أمر المكالمة بين كوشنر وهيوسون، أو على مسألة بيع الأسلحة على نطاق واسع.
كوشنر الذي يرافق ترامب في زيارته الحالية إلى السعودية، كان بدأ، بحسب ما يفيد مسؤولون في البيت الأبيض، "نيويورك تايمز"، بناء علاقات مع أفراد العائلة المالكة في المملكة، خلال المرحلة الانتقالية، بين إدارتي أوباما وترامب.

وتشير الصحيفة إلى أنّ كوشنر كان حاضراً على الطاولة، عندما استضاف حماه ترامب، نائب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على مأدبة غداء، في غرفة الطعام الحكومية، في مارس/ آذار، وقدّم عرضاً استراتيجياً للعلاقات السعودية الأميركية خلال اجتماع هذا الشهر.

كوشنر كان حاضراً باستضافة ترامب الأمير محمد (جابين بوتسفورد/getty) 





وتبدو صفقة الأسلحة التي من المتوقع إبرامها مع السعودية، بقيمة حوالي 110 مليارات دولار على مدى 10 سنوات، نموذجاً رمزياً لتجديد أميركا التزامها بالأمن في الخليج العربي.

وفي الوقت عينه، لفت عدة مسؤولين سابقين، للصحيفة، إلى أنّ الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، والذي بلغ مجموع قيمة صفقاته مع السعودية 115 مليار دولار، كان وافق مسبقاً على بيع العديد من الأسلحة، في رزمة الصفقة الحالية.

ويقول ديريك شوليه، الذي شغل منصب مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي تحت إدارة الرئيس أوباما، للصحيفة، إنّه "لدى الجانبين الأميركي والسعودي، حافز لبداية عهد جديد في التعاون الخليجي"، مضيفاً "أرى أن هذا استمرارية لطبيعة العلاقات إلى حد كبير".

إلا أنّ ما تغيّر، بحسب شوليه، أنّ "آل سعود يتعاملون حالياً بشكل مباشر مع عائلة ترامب"، مشيراً إلى أنّه "أصبح عادياً الآن أن يجلسوا مع صهر الرئيس لعقد صفقة"، مضيفاً أنّ "ذلك أمر عادي لهم أكثر من أي إدارة سابقة".

ودور كوشنر الذي لعبه من أجل إبرام صفقة الأسلحة، هو جزء من جهد حكومي واسع يشمل وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي، وفق ما يؤكد المسؤولون لـ"نيويورك تايمز".

وستشكّل صفقة الأسلحة، محطة على جدول الأعمال الحافل لترامب، خلال زيارته على مدى يومين للسعودية، والذي يشمل أيضاً اجتماعاً مع الملك سلمان، وقمة مع الحلفاء بالخليج العربي، واجتماع قمة أوسع مع قادة بلدان عربية إسلامية، فضلاً عن زيارة مركز جديد مكرّس لمكافحة الإرهاب والتطرف.

المساهمون