انشقاق أكثر من مائة جندي فنزويلي.. بومبيو يؤكد: أيّام مادورو "معدودة"

24 فبراير 2019
واشنطن تواصل ضغوطها على مادورو (جوهان آيزل/ فرانس برس)
+ الخط -

انشقّ أكثر من 100 جندي فنزويلي وعبروا الحدود إلى كولومبيا، بحسب ما ذكرت سلطات الهجرة في بوغوتا الأحد، فيما يتزايد التوتر بين البلدين الجارين بسبب المساعدات الإنسانية

وأعلنت سلطات الهجرة في بوغوتا أنها استقبلت حتى الآن "أكثر بقليل من مائة عنصر في القوات المسلّحة الفنزويلية غادروا بلادهم هرباً من دكتاتورية (الرئيس الفنزويلي نيكولاس) مادورو".

ولم توضح السلطات رتب العسكريين المنشقّين، مشيرة إلى أنّ غالبيتهم عبروا إلى إقليم نورتي دي سانتاندر الكولومبي المحاذي لولاية تاتشيرا الفنزويلية.

ويأتي هذا الانشقاق بعد أن دعا زعيم المعارضة في فنزويلا خوان غوايدو الجيش إلى التخلّي عن الرئيس نيكولاس مادورو ومساعدته على إدخال المساعدات لتخفيف النقص في الأغذية والأدوية.

وكان غوايدو، الذي نصّب نفسه "رئيساً بالوكالة" واعترفت به نحو خمسين دولة، وعد بمنح عفو لعناصر قوات الأمن الذين ينشقّون عن مادورو.

وسجّل أول الانشقاقات صباح السبت، قبيل إعلان غوايدو من كوكوتا عاصمة إقليم نورتي دي سانتاندر انطلاق قافلة المساعدات الإنسانية إلى فنزويلا.

ومساء السبت، لجأ عسكريان فنزويليان إلى البرازيل، بحسب ما صرّح لوكالة "فرانس برس" الكولونيل البرازيلي جورج فارس كنعان، المسؤول في عملية "أوبيراسيون أكوجيدا" التي تستقبل المهاجرين القادمين من فنزويلا على الحدود بين البلدين.

وقال الضابط البرازيلي: "كنا هنا عند مركز المراقبة التابع لعملية استقبال" في باكارايما على حدود فنزويلا "عندما جاء اثنان من أفراد الحرس الوطني الفنزويلي ليطلبا اللجوء".

بومبيو: أيام مادورو معدودة
وعلى صعيد متصل، أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم الأحد، عن ثقته بأنّ أيام الرئيس الفنزويلي "معدودة"، وسط الأزمة العالقة. 

وصرّح بومبيو لشبكة "سي إن إن" بأنّ "التوقّعات صعبة. وتحديد الأيام صعب... وأنا واثق من أنّ الشعب الفنزويلي سيضمن أن تكون أيام مادورو معدودة". 

وألقى بومبيو باللوم على أنصار مادورو في معظم أعمال العنف التي شهدتها المواقع الحدودية. وقال "نأمل في أن يستعيد الجيش دوره في حماية مواطنيه من هذه المآسي. وإذا حدث ذلك، أعتقد أن أموراً جيدة ستحدث". 

وذكر أن الولايات المتحدة، التي اعترفت بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيساً مؤقتاً للبلاد، لا تزال ملتزمة بإدخال المساعدات. وأضاف "نحن نهدف لتحقيق مهمّة واحدة وهي ضمان حصول الشعب الفنزويلي على الديمقراطية التي يستحقها بحقّ، وأن يختفي النفوذ الكوبي والروسي الذي جرّ هذه البلاد إلى الحضيض لسنوات طويلة". 

ودان وزير الخارجية الأميركي، في وقت سابق يوم الأحد، أعمال العنف التي ترتكبها ما وصفها بـ"عصابات مادورو"، وذلك بعد إطلاق قوات الأمن الفنزويلية النار على متظاهرين، ما أدى إلى مقتل شخصين وجرح أكثر من 300 آخرين.

وقال بومبيو على حسابه في "تويتر": "تدين الولايات المتحدة الهجمات على المدنيين في فنزويلا التي ترتكبها عصابات مادورو. هذه الهجمات تسببت بحصول وفيات وإصابات".

وأضاف: "نعرب عن تعاطفنا العميق مع عائلات الذين قتلوا بسبب هذه الأعمال الإجرامية، ونشاركهم مطالبتهم بالعدالة".

كذلك، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن نائب الرئيس مايك بنس سيعلن عن "خطوات ملموسة" و"تحركات واضحة" لمواجهة الأزمة الفنزويلية عندما يلتقي يوم الاثنين مع عدد من قادة دول المنطقة في العاصمة الكولومبية بوغوتا، لكنه أحجم عن كشف تفاصيل.

وذكر المسؤول يوم الأحد، في تصريح للصحافيين، طالبا عدم نشر اسمه: "ما حدث أمس لن يردعنا عن السعي لإدخال مساعدات إنسانية إلى فنزويلا".


الاتحاد الأوروبي: يجب السماح بدخول المساعدات

وفي ما يرتبط بأزمة المساعدات الإنسانية، حث الاتحاد الأوروبي السلطات الفنزويلية على السماح بدخولها إلى البلاد، مجددا الدعوة إلى إعادة الانتخابات الرئاسية لحل الأزمة السياسية.

وقالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، في بيان، إن الظروف المعيشية تتدهور في فنزويلا، ويتسبب رفض الحكومة قبول المساعدات الإنسانية في زيادة حدة التوتر في البلاد.

وأضافت: "ندعو بشدة قوات الأمن للسماح بدخول المساعدات الإنسانية، والتحلّي بضبط النفس، وتجنب استخدام القوة"، واعتبرت أن أسباب الأزمة في فنزويلا "سياسية".

وأكدت أن الأزمة يمكن أن تحل بالوسائل السياسية فقط، وجددت دعوة الاتحاد الأوروبي إلى إجراء انتخابات شفافة وحرة ونزيهة في فنزويلا.

وتأتي هذه التطورات في أعقاب منع الجيش الفنزويلي، الذي يواصل دعم الرئيس نيكولاس مادورو، قوافل مساعدات إنسانية أميركية من عبور الحدود أمس السبت، إذ عادت شاحنتان على الأقل كانتا تحملان مواد غذائية وأدوية لفنزويلا إلى المخازن في كولومبيا.


(العربي الجديد)