مشهد فلسطيني حاشد في غزّة: عائدون

غزة

يوسف أبو وطفة

avata
يوسف أبو وطفة
30 مارس 2018
0F65280D-AD03-45E9-9CF7-E258FD6A605E
+ الخط -
التحم أهالي قطاع غزّة المحاصر، اليوم الجمعة، في مشهد واحد ضمن مسيرات العودة الكبرى، على الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة. لم تخِفهُم تهديدات جنود الاحتلال واستنفاره، وهتفت الحشود بأعلى أصواتها بحلم العودة إلى أرض الأجداد والآباء.

وتحدث أحد المشاركين مع أبنائه خلال سيرهم للوصول إلى أقرب نقطة ممكنة من الحدود، عن مدينة عسقلان، وآخر عن قرية نعليا، وآخر عن الجورة، وآخر عن مدينة يافا، وجميعها مدن وقرى احتلتها إسرائيل عام 1948 وهجر أصحابها إما إلى قطاع غزة أو الضفة الغربية والخارج.

وشهدت التظاهرات والمناطق الحدودية تجمع العوائل المشاركة في التظاهرة الضخمة مع بعضها البعض وتبادل أطراف الحديث عن ذكرى يوم الأرض ومسيرة العودة وحلم الوصول إلى هذه المدن والقرى التي هجر منها الآباء والأجداد قبل نحو 70 عاماً على يد الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم إطلاق الاحتلال للرصاص الحي بشكل مباشر على المتظاهرين الذين حاولوا الوصول إلى السياج الفاصل، إلا أن الأسر الفلسطينية المشاركة بقيت تشاهد وتراقب عن كثب البلدات القريبة التي تسهل رؤيتها بالعين المجردة من داخل القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ 12 عاما.

الفلسطيني محمد الهبيل، الذي حرص على المشاركة في مسيرة العودة الكبرى، جلس مع عائلته وأبنائه وهو يمسك بالعلم الفلسطيني، محدثاً إياهم عن قرية الجورة المحتلة عام 1948 وعن أهم ما تشتهر به وكيف تعرض أجداده للتهجير منها على يد العصابات الإسرائيلية.

وقال الهبيل لـ"العربي الجديد"، إنه حرص على المشاركة مع عائلته في مسيرة العودة من أجل التصدي لأي مشاريع تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وإحياء ذكرى يوم الأرض الذي يوافق 30 مارس/آذار من كل عام، ومن أجل توعية الأجيال المتلاحقة وتعريفهم بأراضيهم المحتلة.



ويرى المواطن الفلسطيني أن مسيرة العودة نجحت وحققت الأهداف المرجوة عبر حجم الحشود التي شاركت بها من مختلف الأعمار والفئات، ورغم كل التحذيرات التي أطلقها الاحتلال خلال الأيام الماضية من أجل إرهاب الفلسطينيين ومنعهم من الخروج والوصول إلى المناطق الحدودية.

وشهدت مسيرة العودة مشاركة مختلف الفئات من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال الذين حمل مجملهم الأعلام الفلسطينية ووصلوا إلى نقاط التماس القريبة من الأراضي المحتلة عام 1948، منذ ساعات الصباح الباكرة، اليوم الجمعة.

أما الفلسطيني أحمد أبو هربيد، فشارك هو الآخر مع عائلته في مسيرة العودة الكبرى، وأكد لـ"العربي الجديد"، أنه على الرغم من كون بلدته الأصلية هي مدينة بيت حانون بقطاع غزة، إلا أن مشاركته جاءت كجزء من هويته الوطنية الفلسطينية ومن أجل الوقوف في وجه الاحتلال.

وأشار أبو هربيد إلى أن الكثير من الفلسطينيين شاركوا في هذه التظاهرة على اختلاف مدنهم وقراهم الأصلية من أجل التصدي لكل المشاريع الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل وتمرير مشاريع تهدف إلى فرض واقع جديد، كمخطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب.



أما الحاجة أم محمد، فلم يمنعها واقعها الصحي وانحناء ظهرها من مشاركة ابنتها وحفيداتها فرصة المشاركة في مسيرة العودة الكبرى وارتداء الثوب الفلسطيني الخاص بمدينة المجدل (عسقلان)، والحديث معهن عن بعض الذكريات التي عايشتها قبيل النكبة عام 1948.

تقول أم محمد السبعينية لـ"العربي الجديد"، إنها طيلة السنوات الماضية كانت تعيش على أمل العودة إلى بلدتها الأصلية، إلا أن هذه التظاهرة ورغم رمزيتها شكلت حافزاً بالنسبة لها وللكثير من الفلسطينيين من أجل العودة مجدداً وإنهاء الاحتلال بشكل كامل.

ذات صلة

الصورة
تظاهرة أمام مقر إقامة نتنياهو بواشنطن 22 يوليو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر ناشطون في واشنطن، أمام فندق ووترغيت مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يوجد بالعاصمة بعد دعوته لإلقاء كلمة بالكونغرس
الصورة
محكمة العدل الدولية تستمع لطلب جنوب أفريقيا، 16 مايو 2024 (الأناضول)

سياسة

بدأت محكمة العدل الدولية في لاهاي، اليوم الجمعة، جلسة لإعلان رأيها الاستشاري بشأن التبعات القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
الصورة
مشهد من دير البلح وسط قطاع غزة - يوليو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

أفاد رئيس بلدية دير البلح في وسط قطاع غزة ذياب الجرو "العربي الجديد"، بأنّ المدينة التي ادّعى الاحتلال أنّها آمنة تتعرّض مناطق فيها لاستهداف عسكري متواصل.
الصورة

مجتمع

اضطرت عائلة في غزة مبتورة الأطراف إلى النزوح باتجاه مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بعد تدمير منزلها في مدينة رفح (جنوب) رغم صعوبة الأوضاع والحركة