مصر مستمرّة بالمشاركة في "العاصفة"... رغم الحياد الباكستاني

11 ابريل 2015
البرلمان الباكستاني اتفق على حماية الأراضي السعودية (فرانس برس)
+ الخط -

يبدو أن الضغوط الإيرانية نجحت في ثني باكستان عن المشاركة في عمليات "عاصفة الحزم"، إذ قرر البرلمان الباكستاني، بعد خمسة أيام من النقاشات، عدم المشاركة في الحملة التي يقودها التحالف العشري في اليمن، مع تأكيده أن القوات الباكستانية ستدافع عن أمن السعودية واستقرارها إذا تطلّب الأمر.

لكن القرار الباكستاني لن يؤثر على المشاركة المصرية في عملية "عاصفة الحزم"، كما أكد مصدر دبلوماسي مصري، لـ"العربي الجديد"، مع إقراره بأن "هذا القرار يشكّل ضربة سياسية إقليمية للعملية ضد الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح".

وأضاف المصدر أن المعلومات المتوافرة لدى مصر تؤكد تردد باكستان منذ البداية في المشاركة بالعملية، ورغبتها في أن تكون مشاركتها رمزية دعماً للجيش السعودي، وأن الرؤية المصرية ليست جزءاً ممّا يُروَّج له إعلامياً عن صراع سنّي ـ شيعي في المنطقة، بل إنها تعبّر عن قلق مصري تجاه وضعية "شاذة" تهدد الإقليم استراتيجياً واقتصادياً وليس على المستوى السياسي فقط.

وأشار إلى أن "مشاركة مصر في العملية لا تتناقض مع ما تراه من ضرورة عودة الأطراف اليمنية المتصارعة إلى طاولة المفاوضات من دون قيد أو شرط، مع محاسبة مرتكبي الجرائم"، مؤكداً أن "مصر مستعدة للعب دور سياسي، والأطراف اليمنية تعلم ذلك جيداً، على الرغم من أن هذه الأطراف لم تُبدِ على مدار الأسبوعين الماضيين المرونة الكافية في هذا السياق".

وتتضمن تصريحات المصدر إشارة إلى دور الوساطة المصرية الذي لمّحت إليه بعض القوى السياسية، والذي يعتبره محللون السبب في هدوء وتيرة تصريحات الحوثيين إزاء مصر.

وعلى الرغم من ذلك، عاد المصدر للتأكيد أن "هذه الرؤية لا تتناقض مع مشاركة مصر في "عاصفة الحزم" ارتباطاً بوجود خطر استراتيجي حقيقي على قناة السويس، ووجود خطر يهدد دول الخليج العربي التي تلتزم مصر بحمايتها وفقاً لمعاهدات وتفاهمات سياسية راسخة"، على حد تعبيره.

ورداً على سؤال عن مدى قبول السعودية لهذه الرؤية المصرية التي تُلخّص في "التفاوض إلى جانب القوة"، أجاب المصدر: "الرياض لها رؤية مختلفة، يجب علينا احترامها انطلاقاً من وضع اهتماماتها الخاصة في الاعتبار، وهناك دول أخرى في الشرق الأوسط تشاركنا الرؤية التفاوضية".

اقرأ أيضاً: الحرب الدبلوماسية: توعّد إيراني للسعودية... والحوثيون يغيّرون استراتيجيّتهم

وفي السياق ذاته، أكد مصدر حكومي مصري، لـ"العربي الجديد"، أن "مصر تؤيد المشروع الخليجي المعروض أمام مجلس الأمن" مشيراً إلى أن "القيادة العسكرية المصرية على تواصل مع القيادة السعودية لعملية "عاصفة الحزم" والتي يمثّل مصر فيها عدد من الضباط أركان الحرب".

وعن مدى اقتراب سيناريو التدخل البري في اليمن، أوضح المصدر أن "مصر تؤيد أي موقف دولي أو إقليمي يحقن الدماء ويغني القوات المتحالفة عن هذه الخطوة غير محددة الوقت حتى الآن"، مرجحاً أن "يؤدي جمود الموقف اليمني وعدم استجابة الأطراف المتصارعة لنداءات التفاوض، إضافة إلى جمود الموقف الدولي، إلى تدخل بري محدود خلال الأسبوع الحالي".

وبالعودة إلى القرار الباكستاني، فهو جاء بعد زيارة قام بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى إسلام آباد، التقى خلالها رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف ومسؤولين باكستانيين آخرين.

وكان المسؤولون الإيرانيون رفعوا أخيراً من حدة انتقاداتهم لعمليات "العاصفة" في اليمن، إلى حد تشبيه المرشد الإيراني، علي خامنئي، الخطوة السعودية بـ"أفعال الكيان الصهيوني في غزة"، معتبراً أنه "يجب محاسبة هذا البلد على جرائمه".

وأعلن البرلمان الباكستاني، أمس الخميس، أن جميع أعضائه اتفقوا على حماية الأراضي السعودية والوقوف أمام أي تحدٍ أمني يستهدف أمن واستقرار المملكة، ولكنه أوضح أن "باكستان ستقوم في الأزمة اليمنية بدور الوساطة مع دول المنطقة، لإعادة الشرعية إليها، والقضاء على الوضع الراهن، الذي يضر المنطقة بأسرها".

وأشار إلى أن باكستان تدعو إلى دعم الشرعية في اليمن، وتدين أعمال جميع الجماعات القتالية التي تسببت في إسقاط الشرعية وخلق الفوضى في اليمين، مضيفاً أن استمرار الوضع الحالي في اليمن قد يتسبب في إرباك المنطقة بأسرها، لذا لا بد من التصدي له.

ويرى المراقبون أن الحكومة الباكستانية كانت ترغب في الانضمام إلى عملية "عاصفة الحزم"، الأمر طلبته السعودية عند زيارة وفد باكستاني إلى الرياض الأسبوع الماضي، ولكن بسبب الضغوطات المتزايدة عليها من إيران ومن قبل بعض الأحزاب السياسية والدينية، لجأت الحكومة إلى دعوة البرلمان لمناقشة الموضوع واتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن.

اقرأ أيضاً: ظريف يدعو من إسلام آباد لإيقاف "عاصفة الحزم"

المساهمون