"العمال البريطاني": سنغير اتجاه السياسة الخارجية بعيداً عن واشنطن

12 مايو 2017
عرض كوربين الخطوط العريضة ببرنامج الحزب الانتخابي(كارل كورت/Getty)
+ الخط -
قال زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، جيريمي كوربين، اليوم الجمعة، إن نهج "القنبلة أولاً والحوار لاحقاً" في السياسة الخارجية قد فشل، وإن حزب العمال، في حال فوزه بالانتخابات المقبلة، سينهج سياسة دفاعٍ مستقلة عن الولايات المتحدة ورئيسها "الفوضوي"، في إشارة إلى الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب.

واتهم كوربين رئيسة الوزراء البريطانية، وزعيمة حزب المحافظين الحاكم، تيريزا ماي بـ"التواطؤ" مع إدارة ترامب التي أمرت الشهر الماضي بإطلاق 59 صاروخ "توماهوك" ضد مطار الشعيرات في سورية.

وعرض كوربين الخطوط العريضة للسياسة الخارجية في برنامج حزب العمال الانتخابي، موضحاً أنه يوافق على أن العمل العسكري بموجب القانون الدولي، كملاذ أخير "ضروري في بعض الظروف".

غير أن كوربين، الذي كان معارضاً قوياً لحرب العراق خلال فترة رئاسة توني بلير، يرى أن "الحرب على الإرهاب" التي تلت هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، والتدخلات الانفرادية فشلت، وأدت إلى زعزعة الاستقرار والدمار في العالم.

وفي معرض تعليقه على السياسة الخارجية للحكومة البريطانية الحالية، انتقد كوربين ما وصفه بسياسة "الانتظار لمعرفة الطريقة التي تهب بها الرياح في واشنطن"، واعتبر ذلك "قيادة ليست قوية"، مشيراً إلى أنّ" التواطؤ مع إدارة ترامب الفوضوية لن يحقق الاستقرار".

وقال كوربين "إن بريطانيا تستحق أفضل من مجرد تسخير أمن بلدنا وازدهاره لأهواء ترامب والبيت الأبيض". وأكد أن حزب العمال، وفي حال حقق نصراً كاسحاً في الانتخابات العامة التي ستجري في الثامن من الشهر المقبل، "سيشكل حكومة عمالية تنهج سياسة خارجية قوية ومستقلة".

من جانب آخر، قالت وزيرة الخارجية في حكومة الظل العمالية، اميلي ثورنبيري، إن حزب العمال سيعيد التزامه بـ"سياسة خارجية أخلاقية" مع إجراء إصلاحات جذرية في أولويات وزارة الخارجية.

وأضافت ثورنبيري في مقال لصحيفة "ذا غارديان" أن حكومة العمال المقبلة ستوقف بيع الأسلحة إلى السعودية، وستراجع جميع عقود التسليح البريطانية مع الأنظمة القمعية، وستقف للدفاع عن حقوق الإنسان في بلدان مثل الصين وتركيا ومصر.

ويؤكد البرنامج الانتخابي لحزب العمال الذي تم تسريبه الى وسائل الإعلام قبل يومين أن الحزب سيضع "السلام والحقوق العالمية والقانون الدولي" فى قلب السياسة الخارجية، مع الالتزام بواجبات بريطانيا في ميزانية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتي تعادل 2 في المائة من إجمالي الناتج المحلي.

وكانت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، قد دعت منتصف الشهر الماضي إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة يوم 8 يونيو/حزيران المقبل، قالت إنها ضرورية قبل الشروع في مفاوضات "بريكست" مع الاتحاد الأوروبي.


دلالات