قال محافظ شبوة اليمنية محمد صالح بن عديو، الاثنين، إن "كافة المليشيات، التي تعبث في اليمن، مدعومة من إيران وإمارة أبوظبي"، في إشارة إلى عناصر جماعة الحوثي والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وذكر المحافظ بن عديو، في كلمة خلال تشييع قائد اللواء 153 الذي قتل في معارك أبين مع الانفصاليين اليومين الماضيين، أن "البلد ابتلي بهذه المليشيات التي أردات أن يكون اليمن تابعا لإيران أو إمارة أبوظبي، وليس الوطن الكبير الذي يريده الشعب".
وتدعم الإمارات قوات المجلس الانتقالي الذي قام بالانقلاب على الشرعية في عدن وأبين، فيما تتهم الشرعية إيران بدعم مليشيا الحوثي بالانقلاب على السلطة واجتياح صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014.
وتقّدم المحافظ بن عديو، ومعه قائد محور بيحان الموالي للشرعية اللواء مفرح بحيبح، موكب تشييع العميد العقيلي، في مسقط رأسه في مديرية عين بمحافظة شبوة، فيما كانت وسائل إعلام المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا تروّج أنه ينحدر من محافظات شمالية، حيث دأبت على وصف القوات القادمة من مأرب والبيضاء بـ"الغازية"، فيما تلتزم الصمت حيال القوات المنحدرة من محافظات جنوبية.
وجاء تشييع القائد العسكري، بالتزامن مع خروقات متبادلة بين القوات الحكومية والانفصاليين في محافظة أبين، مع دخول الهدنة الإنسانية التي قادها زعماء قبليون يومها الثاني.
وأشار المصدر، إلى أن حركة سير المركبات القادمة من حضرموت وشبوة إلى عدن، توقفت بشكل تام مع تجدد المعارك.
وكان زعماء قبليون قد نجحوا في إبرام هدنة إنسانية بين القوات الحكومية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي في أبين، لمدة 3 أيام من أجل السماح بتنقل الناس خلال إجازة عيد الفطر المبارك.
"مباحثات مباشرة" بين "الانتقالي" والسعودية
وتتزامن الهدنة مع استدعاء السعودية لقادة المجلس الانتقالي إلى الرياض، من أجل نزع فتيل التوتر بأبين واحتواء تمرد الانفصاليين بالعاصمة المؤقتة عدن.
وكشف المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا عن مباحثات مباشرة يجريها مع القيادة السعودية في الرياض، لليوم السادس على التوالي، وذلك لمناقشة الاضطرابات جنوبي اليمن.
وكانت السعودية، قد استدعت، الأربعاء الماضي، قادة المجلس الانتقالي، من أبوظبي إلى الرياض، في مسعى منها لاحتواء تمرد الانفصاليين على الحكومة الشرعية في عدن والاستيلاء على مؤسسات الدولة.
وبعد 6 أيام من التزام الصمت، وتجاهل وسائل الإعلام السعودية الرسمية للزيارة، أعلن المجلس الانتقالي، في بيان نشر على موقعه الإلكتروني، أن وفده برئاسة عيدروس الزُبيدي، يجري مباحثات مباشرة مع القيادة السعودية، من دون التطرق إلى الحكومة الشرعية.
ولم يكشف البيان، عن طبيعة تلك النقاشات وما إذا كان المجلس سيتراجع عن خطواته الانقلابية المتمثلة بإعلان ما يسمى بـ"الإدارة الذاتية"، واكتفى بتوجيه شكر للقيادة السعودية "على الرعاية التي يحظى بها وفد الانتقالي"، ودعم الرياض للملف الإنساني، باعتماد منحة مشتقات نفطية إسعافية لمدينة عدن.
وفيما أكد على ما وصفه بـ"الدور المحوري" للتحالف بقيادة السعودية في صناعة السلام باليمن، أشار المجلس الانتقالي إلى "استمرار بحثه لإيجاد حلول عاجلة للملف الخدماتي والإنساني في عدن والمدن الجنوبية لليمن".
كما أكد المجلس الانتقالي أن النقاشات مستمرة حول الملفات الأخرى، السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، بما يخدم الجنوب وقضيته العادلة وتطلعات أبنائه المشروعة"، وفقاً للبيان.
وكان مصدر حكومي قد أكد لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، أن السعودية تسعى لطرح آلية جديدة لتنفيذ اتفاق الرياض المتعثر منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وذلك بتقديم الشق السياسي المتمثل بتعيين محافظ لعدن وتشكيل حكومة شراكة بين المحافظات الشمالية والجنوبية اليمنية.