"التهدئة" تنهار في الحسيمة المغربية

08 يوليو 2017
عادت المظاهرات لشوارع الحسيمة مساء الجمعة (فرانس برس)
+ الخط -
انهارت "التهدئة" التي سادت في الأيام القليلة الماضية في مدينة الحسيمة، والتي تشكّل قلب منطقة الريف المغربي، بعد تدخل رجال الأمن، مساء الجمعة، في ساحة الشهداء، لتفريق وقفة احتجاجية، كذلك تم تنفيذ اعتقالات وسط نشطاء الاحتجاجات.


وكانت الحكومة قد أرسلت إشارات عدة تفيد بإرساء "هدنة" أو "تهدئة" مع المتظاهرين في مدينة الحسيمة، خاصة لجهة قرار سحب القوات الأمنية من عدد من ساحات وفضاءات المدينة، وهو ما كان يطالب به المحتجون ويسمونه "عسكرة الريف".


وعاشت الحسيمة في الأيام القليلة الماضية نوعاً من "السلم الاجتماعي الحذر"، إذ كفّ النشطاء والسكان عن الخروج إلى الشارع، استجابة لإشارات السلطة والحكومة التي دعا رئيسها سعد الدين العثماني سكان الحسيمة إلى التهدئة من أجل تنفيذ مشاريع التنمية على الأرض.


وعزا نشطاء تنظيم الوقفة الاحتجاجية التي تم إجهاضها من طرف قوات الأمن، إلى الأحكام القضائية بسجن عدد من المعتقلين باليومين الأخيرين، وهو ما اعتبروه مناقضاً لجو التهدئة المنشود.


وفيما يقول المحتجون عن وقفتهم مساء الجمعة إنها كانت سلمية، وتروم تجديد مطلب إطلاق سراح المعتقلين، تؤكد مصادر أمنية أن الوقفة غير مرخصة، وتعرقل السير العام، ما استدعى تفريقها وفق ضوابط القانون.


وكانت رسالة منسوبة إلى قائد "حراك الريف" في المغرب، الناشط ناصر الزفزافي، المعتقل في سجن عكاشة بالدار البيضاء، يوصي فيها المحتجين بالسلمية، ويتهم الأحزاب السياسية بالجبن، قد أثارت سجالاً كبيراً في البلاد.



ونشر المحامي محمد زيان، عضو هيئة الدفاع عن الزفزافي، رسالة قال إنها بخط يد هذا الأخير، الأمر الذي دفع مديرية السجون إلى إصدار بيان عاجل تنفي فيه أن تكون الرسالة عائدة للزفزافي، فيما أكد والد الناشط أن الرسالة صحيحة.



وأفاد والد الناشط المعتقل على ذمة الأحداث التي شهدتها مدينة الحسيمة، بأنه قابل ابنه يوم الأربعاء، وبأنه وجده بمعنويات عالية، مبرزاً أن الرسالة المنشورة تعود لابنه ناصر.



وفي الوقت الذي صرّح فيه المحامي زيان، وهو وزير سابق لحقوق الإنسان، بأن رسالة الزفزافي خرجت من سجن الدار البيضاء، وبأنها بمثابة صك براءة لباقي المعتقلين، نفت إدارة السجون بشدة هذه المعطيات.