جدل واسع إثر زيارة قائد عسكري إيراني لمحافظة عراقية

01 مارس 2016
التواجد الإيراني بالعراق يثير جدلاً (فرانس برس)
+ الخط -

أعلن مساعد قائد فيلق القدس الإيراني، ايرج مسجدي، اليوم الثلاثاء، عن عزم بلاده تقديم دعم عسكري لمحافظة بابل جنوب العراق، خلال زيارته لمدينة الحلة، عاصمة المحافظة على رأس وفد عسكري إيراني ولقائه بعدد من المسؤولين فيها.

وأثارت الزيارة والإعلان عن تقديم الدعم العسكري امتعاضاً واسعاً بالشارع العراقي بسبب مخالفة القائد العسكري الإيراني الأعراف الدبلوماسية، ودخوله البلاد واللقاء بمسؤولين محليين وبحث ملفات ذات طابع سيادي، تتعلق بالحكومة المركزية في بغداد.

وقال مسجدي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع مسؤولي المحافظة، عقد مساء اليوم، إن "الوفد عقد اليوم اجتماعاً مع الحكومة المحلية في محافظة بابل، وتناول مواضيع مشتركة بين الجانبين، وناقشنا سبل التعاون بيننا وبين المحافظة بشكل أفضل وأرقى".

وكشف مسجدي عن "عزم بلاده بدء مجال عمل مشترك مع محافظة بابل"، مؤكداً "استعداد بلاده لتقديم الخبرات والمساعدات العسكرية للمحافظة والتعاون معها في مجال تدريب القوات الأمنية".

اقرأ أيضاً: القواعد العسكرية الأميركية في العراق... أبعد من ضرب "داعش"

وأشار معاون سليماني، إلى أن "الوفد وجه دعوة رسمية للحكومة المحلية لمحافظة بابل لزيارة إيران للاطلاع على المستوى الذي وصلت إليه الجمهورية بمختلف المجالات".

فيما قال محافظ بابل صادق السلطاني خلال المؤتمر، إن "وفداً من الأمن الوطني الإيراني برئاسة معاون قائد فيلق القدس ايرج مسجدي زار اليوم محافظة بابل وعقد اجتماعاً موسعاً مع إدارة المحافظة بشقيها التنفيذي والتشريعي، تناول بحث الجوانب الأمنية والاقتصادية والثقافية".

وأضاف السلطاني أن "الاجتماع تطرق إلى مناقشة التعاون الأمني بين الحكومة المحلية والأجهزة الأمنية فيها ومجلس الأمن الوطني الإيراني، ووضع آلية مشتركة بينهما".

بدوره قال رئيس مجلس محافظة بابل وحيد الزنبور، إن "لقاء الحكومة المحلية بوفد مجلس الأمن الوطني الإيراني، ناقش جميع المجالات الأمنية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية، من أجل تعزيز الروابط بين الجانبين".

وأثارت الزيارة ردود فعل سلبية بالعراق بسبب ما اعتبر مخالفة للأعراف الدبلوماسية والدولية في بحث قائد عسكري مع مسؤول محلي تعاوناً عسكرياً بمعزل عن بغداد، معتبرين أنه أحد أوجه التغلغل الإيراني بالبلاد.

وقال القيادي بجبهة الحراك الشعبي العراقية، محمد عبد الله، في تصريح صحافي "كيف لنا أن ننظر للأمر عندما يدخل قائد عسكري إيراني بكامل بزته العسكرية ويتوجه لمحافظة عراقية، ويعقد مباحثات ويعلن عزم بلاده مساعدة هذه المحافظة أو تلك".

اقرأ أيضاً: ضغوط إيرانية على العبادي تزجّ بـ"الحشد" في معركة الموصل

وتساءل قائلاً "هل الأمر سيكون نفسه لو قام بذلك السفير السعودي أو الكويتي مع الأنبار أو صلاح الدين؟ وما الفرق بين زيارة وزير الخارجية التركي آنذاك لكردستان، عندما شن قادة التحالف حملة ضده وطالبوا تركيا بالاعتذار عام 2012، وبين زيارة مسجدي لبابل اليوم؟".

فيما أكد عضو بالبرلمان العراقي لـ"العربي الجديد" أن "زيارة مسجدي تمت دون مراجعة وزارة الخارجية في بغداد، ودخل بدون تأشيرة كحال المسؤولين والقادة الإيرانيين الذين لا يجدون حرجاً في التصرف داخل العراق بمنتهى الحرية".

وأضاف البرلماني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "مسجدي ومن قبله سليماني يدخلون العراق وكأنه محافظة إيرانية وجميع من في الحكومة يحرصون على عدم إزعاجهم".

وزعمت وكالة "فارس" الإيرانية، نقلاً عن مسؤولين إيرانيين في وقت سابق، أن قائد فيلق القدس قاسم سليماني هو القائد الفعلي للقوات التي تقاتل "داعش" في العراق.

اقرأ أيضاً: الحرس الثوري الإيراني: التواجد بسورية للدفاع عن المعتقدات

المساهمون