مشروع الصدر لإصلاح الانتخابات يتقدّم على "تسوية" الحكيم

16 يناير 2017
مشروع الصدر أصبح المشروع البديل (حيدر حمداني/فرانس برس)
+ الخط -

في وقت ينتظر فيه زعيم "التحالف الوطني"، عمّار الحكيم، حلحلة "التسوية السياسية" في العراق من خلال تجديد حراكه على عدة قوى سياسية، جاء مشروع زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، المتضمن إصلاح قانون الانتخابات، وإشراف دول محايدة على عملية الاقتراع، ليخطف موقف الكتل السياسية بين مرحّب بشدة، أو موافق على بعض فقراته.

وتعكس حالة تكرار المشاريع السياسية والمبادرات داخل كتل "التحالف الوطني"، حدة الانقسام الداخلي في أكبر تكتل سياسي يمسك بزمام السلطة في العراق، منذ الغزو الأميركي عام 2003، ويحظى بدعم إيراني مباشر، سياسياً ودينياً.

ولاقت مبادرة الصدر المعروفة بـ"مشروع إصلاح الانتخابات"، والتي قُدمت بشكل رسمي إلى البرلمان العراقي بهدف عرضها بقراءة أولى للنقاش قبل عرضها على التصويت، ترحيباً من كتل سياسية سنية ومسيحية وكردية ومدنية أخرى. غير أنّها واجهت رفضاً من كتل أخرى، أبرزها "المجلس الأعلى" بزعامة عمار الحكيم، و"ائتلاف دولة القانون" بزعامة نوري المالكي.

وقد تؤدي جلسة البرلمان، الأسبوع المقبل، والتي من المرجّح أن تتم فيها قراءة أولية لمشروع إصلاح الانتخابات من قبل الصدر، إلى أزمة جديدة، بالتزامن مع مشادات وشتائم حصلت قبل أيام بين نواب كتلة المالكي، وآخرين عن كتلة الصدر، زادت من حدة الأزمة الداخلية في التحالف.

ويأتي ذلك في وقت يشهد فيه التحالف، مقاطعة من قبل من يُعرف بـ"الأب الروحي"، المرجع علي السيستاني، ولعامين متتالين، بعد رفضه لقاء قادة التحالف، بسبب ما وصفته تقارير محلية، نقلاً عن مقربين من السيستاني، "فشل التحالف في تحقيق وعوده الانتخابية للعراقيين".

وأكد مصدر قريب من تحالف القوى، لـ"العربي الجديد"، أنّ "التحالف يدرس مبادرة الصدر الانتخابية، الأمر الذي أرجأ تقديم ورقته الخاصة بتسوية الحكيم".

ووصف المصدر، المشروع الانتخابي الذي قدّمه الصدر بأنّه "مهم" بالنسبة لتحالف القوى، معتبراً أنّه "يلبّي طموحات التحالف أكثر من تسوية الحكيم"، كاشفاً أنّ "التحالف بدأ بدراسة المشروع، وسيقدّم ملاحظاته عليه، لكي يحظى بالقبول".

كما كشف المصدر عن "وجود تقارب بين الصدر وتحالف القوى في الكثير من وجهات النظر، على العكس مع الحكيم، الأمر الذي سيؤثر سلباً على تسوية الأخير من قبل تحالف القوى"، لافتاً إلى أنّ "تحالف القوى كان قد قبِل بدراسة التسوية قبل فترة، لحاجته إلى مشروع سياسي وسط عدم وجود بديل آنذاك".

واستدرك المصدر بالقول "أما اليوم، فإنّ مشروع الصدر أصبح المشروع البديل لدى التحالف، وقد ضرب كل فرص القبول بالتسوية"، مرجّحاً "حصول توافق بين تحالف القوى والصدر على مشروعه".


من جهته، قال النائب عن "التحالف الوطني"، خالد المفرجي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "نواب تحالف القوى اجتمعوا وبحثوا ورقة تسوية الحكيم التي قدّمها لهم قبل فترة"، مبيناً أنّ "التحالف لم يتخذ بعدُ أي قرار بشأنها، ولم يُصِغ بعد ورقته وشروطه التي سيقدّمها".

وأوضح أنّ "صياغة ورقتنا تحتاج إلى المزيد من الوقت، لا سيما أنّ الظروف الحالية التي يمرّ بها العراق متردية سياسياً وأمنياً"، مؤكداً "سننتظر انفراج الوضع قبل تقديمها".

وأكد القيادي في التحالف الكردستاني، حمة أمين، لـ"العربي الجديد"، الترحيب المبدئي بمشروع الصدر القاضي بإصلاح الانتخابات، موضحاً أنّ "المشروع يضمن، إلى حد بعيد، عدم حدوث تزوير وتلاعب بأصوات الناخبين، كما في كل مرة، والمتهم الأبرز فيها هو نوري المالكي وحزبه".

في السياق، قال القيادي عن التيار المدني العراقي، وائل عيسى، لـ"العربي الجديد"، إنّ "السباق الانتخابي سينطلق مبكراً، لذلك يجب الإسراع في إقرار مشروع الصدر"، مضيفاً أنّ "هناك كتلاً ستحاول عرقلته أو إدخال إيران على الخط لإفشاله، لذا سنكون أول من يتصدّى لذلك".

وكان الصدر قد قدّم، مطلع الشهر الجاري، مشروعاً لإصلاحات الانتخابات في البلاد، وهو مشروع يتضمّن إجراء انتخابات شاملة، في جميع أنحاء العراق، تحت إشراف دولي.