الآلاف يشيّعون جثمان حلاوة بنابلس وعائلته: رسالتنا وصلت للسلطة

28 اغسطس 2016
الآلاف شاركوا في التشييع (العربي الجديد)
+ الخط -

شيّع الآلاف من مدينة نابلس، اليوم الأحد، ضابط الأمن الفلسطيني، أحمد عز حلاوة، والذي قتل بالضرب المبرح على يد العشرات من عناصر الأمن الفلسطيني الأسبوع الماضي، بعد اعتقاله وتقييده في مركز قوات الأمن في سجن الجنيد بالمدينة.

وشارك الآلاف في تشييع "أبو العز" حلاوة، من بينهم شخصيات اعتبارية ووطنية، وقد انطلق موكب التشييع من أمام مستشفى رفيديا الحكومي، باتجاه ميدان الشهداء، وأدى المشيعون صلاة الجنازة وسط مدينة نابلس، ومن ثم نقلوا الجثمان إلى مثواه الأخير في المقبرة الشرقية للمدينة، وسط انسحاب كامل لأجهزة الأمن الفلسطينية من مركز المدينة وكل مسار الشوارع التي سلكها الموكب.

وأكد محامي العائلة، محمد حلاوة، لـ"العربي الجديد"، أن "انسحاب الأمن جاء بعد مناشدات متواصلة من المحامي عبر مختلف الإذاعات الفلسطينية لإخلاء الأمن من مركز المدينة، لتفادي أي احتكاك بين المشيعيين ورجال الأمن".

وقال حلاوة: "توصلنا إلى جنازة من دون أي مضايقات أو تواجد عسكري وسط المدينة، لأننا كنا متأكدين مما حصل اليوم، وهو أن الآلاف سيشاركون في استفتاء شعبي حول من هو أبو العز حلاوة".

وتابع: "الخارج عن القانون لن تخرج الآلاف لتشييعه والهتاف باسمه، والعائلة لم تطلب ولم تحشد للجنازة، لم نقم بحشد المدارس والموظفين الرسميين في الجنازة، بل شارك المواطنون من كل الأعمار والفئات".

وشدّد على أنّ الحشود المشيّعة "أعادت لنا الكرامة التي سلبت بسبب ما قيل عنا، ورسالة العائلة وصلت للسلطة وأجهزتها الأمنية عبر آلاف المشيعيين الذين هتفوا باسم الشهيد أبوالعز، والذي لم يكن خارجاً عن القانون يوماً ما".


وحول قرار العائلة بتشييع أبو العز، قال المحامي حلاوة: "رغم تعنت السلطة الفلسطينية ورفضها لجميع مطالبنا، إلا أن ممثلين عن العائلة كانوا أمس في المستشفى واستفسروا من الأطباء حول حالة الجثمان ووضعه، حيث أكد الأطباء أن هناك حالة ملحة لدفن الجثمان بعد خمسة أيام على وصوله إلى ثلاجة المستشفى، واستجبنا لما قاله الأطباء، وقبلهم رأي الدين بأن إكرام الميت دفنه، وحتى نستطيع أن نكمل قضيتنا العادلة بتشكيل لجنة تحقيق في ظروف مقتله ومن يقف وراء الأمر، والاهتمام بالموقوفين من شبان العائلة، فضلاً عن أمر آخر، وهو العمل على إرجاع نحو 70 فرداً من العائلة إلى منازلهم في البلدة القديمة".

ووجه حلاوة مناشدة عبر "العربي الجديد" إلى جميع المؤسسات الحقوقية والإنسانية بـ"التدخل لإعادة عائلات حلاوة إلى بيوتها المدمرة في حي العقبة في البلدة القديمة"، حيث يرفض الأمن الفلسطيني عودتهم إلى منازلهم على الرغم من تدميرها وتخريبها منذ يوم الخميس 18 آب/أغسطس الجاري.

وقال: "جميع هذه العائلات لجأت إلى بيوت أصدقاء وأنسباء لإيوائهم، وجلهم من الأطفال والنساء والعمال الذين يرفض الأمن رجوعهم إلى منازلهم، وجلهم يعتاشون من فرنين تم إحراقهما خلال مداهمتمها من قبل الأمن".

وكانت الجنازة التي شارك فيه الآلاف اليوم، قد خلت من أي مظاهر مسلحة، وذلك على العكس تماماً من تشييع رجلي أمن نهاية حزيران/يونيو الماضي، عندما شارك في الجنازة عشرات المسلحين.

وهتف المشيعيون: "قولوا قولوا الله.. وأبو العز مش حايلة"، و"اسمع اسمع يا رجوب.. أبو العز هالمحبوب"، في إشارة إلى محافظ نابلس، أكرم الرجوب، فضلاً عن هتافات أخرى ذمّت السلطة.

وفي نهاية التشييع، حدث احتكاك ما بين الشبان والأجهزة الأمنية، إذ أطلقت الأخيرة الرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين، كما أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، والتي أدت إلى إصابة عدد من المتظاهرين بالاختناق.