النظام السوري يحاول تقطيع الغوطة ..والمعارضة: معركة مصيرية

29 مارس 2016
المعارضة شكلت غرفة عمليات موحدة (الأناضول)
+ الخط -
استعادت فصائل من المعارضة السورية المسلحة، مساء أمس الإثنين، عدة مواقع خسرتها لصالح قوات النظام والمسلحين الموالين لها، في جبهة بالا بالغوطة الشرقية المحاصرة، شرق العاصمة دمشق، بعد شنها هجوماً عكسياً، سقط خلاله عددٌ من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين.

وقال المتحدّث الرسمي باسم فيلق الرحمن، وائل علوان، لـ"العربي الجديد"، إن مسلحي "الفيلق وجيش الإسلام وفصائل أخرى، استعادوا معظم كتيبة بالا الاستراتيجية، وكتلة مزارع بمحيطها، بعد أن شنوا هجوماً مضاداً على مواقع تمركز قوات النظام فيها، فتمكنوا من اقتحامها، عقب مواجهاتٍ عنيفةً جداً، قتلوا خلالها نحو خمسة عشر عنصراً، من النظام ومليشيا حزب الله اللبناني، ومليشيا أبو الفضل العباس العراقية، بينما قدمنا تسعة قتلى، إضافةً إلى عددٍ من الجرحى"، مشيراً إلى أن عدد قتلى النظام والمسلحين الموالين له في اليومين الماضيين، قارب الخمسين قتيلاً، إلى جانب تدمير المعارضة دبابةً وناقلة جندٍ مدرعةً.

وبيّن، أن قوات النظام استجمعت قواها على الفور، وحاولت استرجاع ما خسرته، لكنها لم تتمكن من ذلك، رغم القصف الجوي من الطائرات الروسية، والقصف الصاروخي العنيف الذي استهدف المنطقة، من مواقع تمركز القوات في إدارة المركبات بحرستا وطريق المطار.
 
ولفت المتحدث الرسمي إلى، أنّ "قوات النظام استهدفت بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ أيضاً، منازل المدنيين في بلدات زبدين ودير العصافير وحتيتة التركمان، ما أسفرعن سقوط عشرة قتلى وعددٍ من الجرحى".
 
اقرأ أيضاً غارات بريف دمشق ووفد أممي يصل حي الوعر بحمص

وتعمل قوات النظام والمليشيات المساندة لها، منذ أكثر من شهر، على التقدم في الغوطة الشرقية المحاصرة، بالرغم من دخول قرار وقف العمليات العدائية حيز التنفيذ، في السابع والعشرين من شهر فبراير/ شباط الماضي، مستغلةً مشاركة ما تبقى من الطائرات الروسية، وانشغال العالم بمعارك مدينة تدمر، وسط سورية، في محاولةٍ منها فصل المنطقة إلى قسمين: جنوبيٍ وشماليٍ، وإحكام الحصار على نحو عشر بلداتٍ وقرىً بشكلٍ تامٍ، وإجبار أهلها على الاستسلام تلقائياً، وقد حذّر المكتب الإغاثي الموحد في الغوطة الشرقية سابقاً، من مغبة هذا الفعل، الذي يهدد حياة أكثر من 2500 عائلة في المنطقة.
 
كما تهدف العملية إلى قطع شريان الغوطة الشرقية الوحيد المتبقي، وحرمانها من مناطق زراعيةٍ واقتصاديةٍ هامةٍ، اعتمدت عليها في السنوات الأربع الماضية بتأمين الغذاء لنسبة كبيرة من المحاصرين، حيث أن الغوطة الشرقية تعتبر أكبر منطقةٍ محاصرةٍ في سورية وربما في العالم.

في المقابل، تدرك المعارضة الخطر القادم في حال نجحت قوات النظام في تنفيذ مخططاتها، لذلك، اجتمعت معظم الفصائل العسكرية في المنطقة لتشكل غرفة عملياتٍ واحدةً لمواجهة هذا المشروع، وزجت بأغلب مقاتليها في تلك النقطة الساخنة، خاصةً في ظل البرود الذي تشهده باقي الجبهات، وشاركتها في استشعار الخطر كافة المنظمات المدنية العاملة شرقي دمشق، فقد تم تشكيل خلايا لمواجهة الأزمة، من الدفاع المدني والشرطة المدنية، إلى جانب المكاتب الإغاثية والطبية.​

اقرأ أيضاً النظام السوري يتقدم شرق دمشق والمعارضة تكبده خسائر بشرية