أوليغ سمولينكوف... حرب الجواسيس حيّة تُرزَق

11 سبتمبر 2019
نفى لافروف معرفته بسمولينكوف (أليكسي نيكولسكي/Getty)
+ الخط -
في عودة لـ"حرب الجواسيس" بين الولايات المتحدة وروسيا، أفادت مصادر مطلعة في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لقناة "سي أن أن"، أن الولايات المتحدة نجحت في استخراج واحد من أعلى مصادرها السرية في الحكومة الروسية من داخل روسيا، وذلك في مهمة سرية لم يتم الكشف عنها من قبل. بدورها، ذكرت قناة "أن بي سي" الأميركية أن "الجاسوس الأميركي" الذي كان يعمل سابقاً في موسكو، يعيش حالياً باسمه الحقيقي وتحت حماية الحكومة الأميركية بالقرب من واشنطن. وأضافت أنها لا تكشف عن اسم "الجاسوس" لأسباب أمنية. غير أن وسائل إعلام روسية تكهّنت بأنه "ربما يدعى أوليغ سمولينكوف".

في السياق، كشف أحد الأشخاص المشاركين في المناقشات، أن إبعاد الجاسوس الأميركي في الحكومة الروسية، كان مدفوعاً بمخاوف من أن ترامب وإدارته تعاملوا بشكل متكرر مع المخابرات السرية، ويمكن أن يساهم في كشف المصدر السري في الحكومة الروسية. وجاء قرار الاستخراج بعد وقت قصير من اجتماع في مايو/أيار 2017 في البيت الأبيض، ناقش فيه ترامب معلومات استخبارية سرية للغاية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والسفير الروسي آنذاك لدى الولايات المتحدة سيرغي كيسلياك. وقالت المصادر، إن المعلومات المخابراتية قدمتها إسرائيل وكانت تتعلق بتنظيم "داعش" في سورية.

ودفع كشف الرئيس الأميركي لتلك المعلومات، على الرغم من عدم الكشف عن هوية الجاسوس في روسيا، مسؤولي الاستخبارات إلى تجديد المناقشات السابقة حول الخطر المحتمل الذي قد يتعرض له الجاسوس الأميركي في روسيا، وفقاً للمصدر المشارك مباشرة في الأمر. وبحسب المصادر، فإن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية آنذاك مايك بومبيو، أخبر مسؤولين في إدارة ترامب، أن هناك الكثير من المعلومات التي ظهرت فيما يتعلق بالمصدر السري والمعروف باسم "الأصل".

وتعد عملية "الاستخراج" التي يشار إليها من قبل مسؤولي المخابرات، بمثابة علاج استثنائي عندما تعتقد المخابرات المركزية أن المصدر في خطر فوري. وقال مسؤول أميركي إنه كانت هناك تكهنات إعلامية حول وجود مثل هذا المصدر السري، قبل إقرار العملية السرية، وأن مثل هذه التكهنات تشكل خطراً على سلامة أي شخص قد تشتبه فيه أي حكومة أجنبية. ولم يحدد هذا المسؤول أي تقارير إعلامية تضمنت تلك التكهنات وقت اتخاذ هذا القرار.

من جهتها، قالت مديرة العلاقات العامة بوكالة الاستخبارات المركزية، بريتاني براميل، لـ "سي أن أن"، تعليقاً على التقرير، إن "حديث سي أن أن بأن وكالة الاستخبارات المركزية تتخذ قرارات بشأن الحياة أو الموت بناء على أي شيء آخر غير التحليل الموضوعي وجمع المعلومات هو مجرد خطأ. التكهنات المضللة بشأن تعامل الرئيس مع أكثر المعلومات الاستخباراتية الخاصة بأمتنا حساسية، والتي يتعامل معها يومياً، إلى عملية مزعومة غير دقيقة". ورفض متحدث باسم وزير الخارجية مايك بومبيو التعليق على الموضوع، فيما قالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، ستيفاني غريشام: "إن تقارير سي أن أن ليست صحيحة فحسب، بل إنها قد تتسبب في تعرّض أرواح للخطر".

في موسكو، أكدت وسائل إعلام روسية أن مسؤولاً روسياً سابقاً كان يعمل في الرئاسة الروسية لكنه لم يكن على تواصل مباشر مع الرئيس فلاديمير بوتين. وذكرت صحيفة "كومرسانت"، أمس، أن "هذا المسؤول ربما يُدعى أوليغ سمولينكوف". ووردت تقارير عن اختفائه مع زوجته وأطفاله الثلاثة أثناء عطلة بالجبل الأسود في عام 2017، وترددت أنباء عن أنه يقيم الآن في الولايات المتحدة. ونشرت الصحيفة صورة لمنزل في فرجينيا قالت إن شخصاً يدعى سمولينكوف اشتراه في 2018. كما أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الأنباء بقوله إن سمولينكوف كان يعمل في الرئاسة الروسية لكنه أقيل بين عامي 2016 و2017. ولم يوضح بيسكوف إن كان سمولينكوف عميلاً، لكنه قال إن التقارير الإعلامية الأميركية تبدو "كالقصص الخيالية".

ورداً على سؤال بهذا الخصوص، قال بيسكوف: "حقاً كان سمولينكوف يعمل في إدارة الرئيس، لكن تمت إقالته بأمر داخلي منذ سنوات عدة، ولم يكن يشغل أياً من المناصب الكبيرة فلا يتم تعيين الأشخاص في هذه المناصب إلا بأمر من الرئيس. هذا الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله، ولا تتوفر لدي أي معلومات أخرى. وكل ما تتداوله وسائل الإعلام الأميركية حول من الذي قام بسحب أحد بشكل سريع ومن الذي كان ينقذه وممن، وإلى آخره من هذا النوع من الكلام، كما تعلمون.

بدوره، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، أنه لم يلتق قط بأوليغ سمولينكوف، ولم يره خلال عمله بإدارة الكرملين في موسكو. وقال الوزير الروسي خلال لقائه بنظيره الإثيوبي جيدو أندارجاشيو: "بالنسبة لهذا المواطن، كان هناك تعليق من المكتب الصحافي بالكرملين، لم أره أبداً، ولم أقابله أبداً، ولم أتابع مسيرته أو تحركاته ولا أريد التعليق على هذه الشائعات".
(العربي الجديد، رويترز)


المساهمون