"الرئاسي" الليبي يقصف "داعش" بسرت ويؤكد قرب نهاية المعركة

29 مايو 2016
الشايب منسق عمليات "داعش" بشمال أفريقيا (Getty)
+ الخط -

أعلنت غرفة عمليات "البنيان المرصوص"، التابعة للمجلس الرئاسي الليبي، أن سلاح الجو التابع لها يقصف، في الوقت الحالي، مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) داخل سرت، في سياق استمرار العمليات القتالية التي يخوضها ضد مقاتلي التنظيم بالمدينة، في الوقت الذي قال الناطق الرسمي باسمها، العميد محمد الغصري، إن عملية تحرير المدينة من سيطرة التنظيم وصلت إلى مراحلها الأخيرة.

وأفاد المركز الإعلامي للغرفة، في بيانه على صفحته الرسمية، أن قوات المجلس الرئاسي تقدمت، مساء أمس السبت، إلى منطقة الظهير، أولى أجزاء سرت من الناحية الغربية، واشتبكت مع مقاتلي "داعش" لعدة ساعات، قبل أن تعود لمراكز سيطرتها على بعد 20 كيلومتراً غرب المدينة.

وتمكن سلاح الجو من تدمير موقعين مهمين لـ"داعش" داخل المدينة، مساء أمس، بواسطة الطيران، مستهدفاً مخزناً للذخيرة في إحدى المزارع بمنطقة الظهير، بالإضافة إلى ضرب مركز لمقاتلي التنظيم على ساحل المدينة، وقتل خلال العملية عدداً من عناصره ودمر العديد من آلياتهم.

كما كشف المصدر ذاته، اليوم، عن مقتل قائد عمليات التنظيم في شمال أفريقيا، خالد الشايب.

وأوضح المركز أن الشايب قُتل في اشتباك ليلة البارحة في مفرق البغلة، جنوب سرت، قبل أن يُعثر على جثته التي تم نقلها والتعرف عليها من مختصين.

وكشف البيان أن جثة الشايب عُرضت على عدة جهات، من بينها عناصر من "داعش" معتقلون لدى "قوة الردع الخاصة" بطرابلس، والذين أكدوا هويته.

واشتهر الشايب بقيادته عدة عمليات قتالية لـ"داعش"، من أشهرها اعتداء متحف باردو في العاصمة التونسية في 18 مارس/ آذار الماضي، بالإضافة لتوليه قيادة عدة مجموعات مسلحة تابعة للتنظيم عُرفت باسم "جند الخلافة في الجزائر"، و"كتائب عقبة بن نافع في تونس"، قبل أن يعلن التنظيم توليته تنسيق عمليات "الجهاد في إمارات الولايات في ليبيا".

وخلال الساعات القليلة الماضية، تواصلت الاشتباكات على حدود المدينة، حيث اقتربت القوات لنحو 17 كيلومتراً من مركز المدينة.

وفي السياق ذاته، سيطرت قوات غرفة العمليات المشتركة على بوابة الخمسين، ظهر أمس، ثم بوابة الثلاثين، كما سيطرت على المحطة البخارية. 

وفي بنغازي، وبعدما عاد الهدوء بشكل كامل إلى محاور القتال في الصابري والقوارشة وسيدي اخريبيش، عقب قتال شهدته هذه المناطق، يوم الجمعة والخميس الماضيين، استهدفت قذائف عشوائية مركز بنغازي الطبي، أمس وصباح اليوم الأحد، ما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة آخرين، بالإضافة إلى خسائر مادية كبيرة في مبنى المركز الطبي الذي يعد أكبر مستشفيات المدينة.


وكانت القذائف العشوائية استهدفت عدداً من المدنيين في كافة أحياء المدينة، آخرها استهداف مظاهرة بساحة الكيش وسط المدينة، تسبب في مقتل أكثر من 20 مدنياً دون أن تفتح سلطات المدينة، التي تسيطر على أجزاء واسعة منها، والتابعة للبرلمان في طبرق، أي تحقيق في الأمر.

إلى ذلك، قال الناطق الرسمي باسم غرفة العمليات العسكرية المشتركة لتحرير سرت، المكلفة من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، برئاسة فايز السراج، العميد محمد الغصري، إن عملية تحرير المدينة من تحت سيطرة "داعش" وصلت إلى مرحلة الربع الأخير منها.

وتابع الغصري، في حديث خاص عبر الهاتف لمراسل "العربي الجديد" بالقاهرة، إن "العملية دخلت الربع الأخير قبل إعلان الانتصار على الدواعش"، مضيفاً: "نحن الآن أمام مدينة سرت، وبإمكاننا اقتحامها والسيطرة عليها خلال ساعات قليلة، ولكن لأن المدينة مليئة بالمدنيين لا نرغب في ذلك حتى لا يسقط ضحايا منهم، وكذلك للمحافظة على المدينة من الناحية الاقتصادية، وعدم إحداث دمار وخراب هائل بها".

وأشار الغصري إلى أن غرف العمليات أعدت خمس خطط لتحرير سرت من سيطرة "داعش"، مضيفاً أن أولى هذه الخطط هو محاصرتها من كافة الجهات و"إجبار التنظيم على الاستسلام، حتى نضمن عدم سقوط ضحايا من المدنيين"، أما الخطة الثانية فـ"تقوم على تحريك وحدات عسكرية من داخل سرت، للقيام بعمليات نوعية ضد تمركزات التنظيم وإفقاده السيطرة على المدينة"، مشيراً إلى أن باقي الخطط، والتي رفض الكشف عنها، تهدف في المقام الأول إلى عدم الإضرار بالمدنيين.

وحول إمكانية تحرير المدينة، قبل دخول شهر رمضان، أوضح الغصري: "من الممكن حدوث ذلك، إلا أن ما يعوقنا هو حرصنا على أهالي المدينة".

وفي ما يتعلق بالتصريحات الصادرة عن قوات اللواء خليفة حفتر، والتي اعتبر فيها أن أي قوة بخلاف قواته على الأراضي الليبية سيتم التعامل معها كـ"قوات معادية"، وفي مقدمة ذلك القوات التابعة لحكومة الوفاق، رد الغصري: "لا نلتفت لمثل هذه التصريحات، فنحن تابعون لحكومة شرعية، ولا نتلقى تعليماتنا إلا من المجلس الرئاسي"، مضيفاً: "آمر الغرفة المشتركة أجرى العديد من الاتصالات لضمان عدم فرار فلول تنظيم "داعش" من سرت خلال عملية السيطرة على المدينة، وفي النهاية نحن نقوم بما نكلف به فقط".

ودعا الغصري جميع القوات الليبية للتوحد لمواجهة خطر الإرهاب، وسرعة الوصول للاستقرار وتجنب الخلافات. 

وعلى الصعيد السياسي، ذكر المبعوث الأممي لليبيا، مارتن كوبلر، أنه التقى رئيسَ المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، مساء أمس السبت، في القاهرة، ووصف كوبلر اللقاء بـ"الممتاز"، مشيراً إلى أنه تطرق للملفات الأمنية والإنسانية والاقتصادية والسياسية.

وأضاف، في تغريدته على حسابه الشخصي بموقع "تويتر"، أنه التقى كذلك عضوَ المجلس الرئاسي، علي القطراني، وأنهما تناقشا مطولاً وبشفافية حول مبادرة الوفاق الوطني والجيش الليبي.



المساهمون