انفلات أمني بديالى العراقية: انتشار للمليشيا وإغلاق الدوائر الحكومية

09 مارس 2016
تحولت بعقوبة إلى مدينة أشباح (Getty)
+ الخط -
أغلقت مليشيات عراقية، اليوم الأربعاء، كافة دوائر الدولة والمدارس والجامعات في بلدة بعقوبة مركز محافظة ديالى، وعطّلت الحياة فيها. كما انتشرت في الشوارع والأزقّة والأسواق، في خطوة أثارت الرعب في نفوس الأهالي، فيما حذّرت جهات سياسيّة من خطورة هذه الخطوة على التعايش السلمي لأبناء المحافظة، مبينةً أنّ تلك الانتهاكات دفعت أهالي المحافظة إلى النزوح نحو إقليم كردستان.

وروى طلاّب في جامعة ديالى، لـ"العربي الجديد"، أنّ "مليشيات مسلّحة اقتحمت الجامعة خلال الدوام الرسمي، وأبلغت رئاسة الجامعة بتعطيل الدوام الرسمي وإخلاء الجامعة بأسرع وقت"، مبيّنين أنّ "حالة من الرعب سادت بأوساط الجامعة بعدما رأوا عناصر من المليشيات انتشرت داخل الجامعة وأقدمت على ضرب عدد من الطلاب بالهروات لإخراجهم من الجامعة".

وأضافوا أنّ "الجامعة تم إخلاؤها خلال أقل من ساعة كما غادر طلاب الأقسام الداخليّة إلى منازلهم خوفاً من المليشيات"، مشيرين إلى أنّ "المليشيات انتشرت في الأسواق وأجبرت أصحاب المحال التجارية على مغادرتها، فيما سادت حركة واضطرابات في شوارع بعقوبة التي تحوّلت خلال أقلّ من ساعتين إلى مدينة أشباح بعدما عطّلت كافة الدوائر والمدارس والجامعات والمستوصفات والمستشفيات، ولا ترى فيها غير أفراد المليشيات وهم ملثّمون ويحملون أنواع الأسلحة".

من جهته، قال ضابط في شرطة ديالى، إنّ "الوضع في المحافظة مضطرب جداً وخطر للغاية خاصة في بلدة المقدادية".

وأضاف الضابط، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّه "منذ تفجير المقداديّة فإنّ الاحتجاجات الغاضبة وصلت إلى بعقوبة، ولا يمكن لأيّ جهة أمنيّة أن تعترض على تلك الاحتجاجات أو على قرارات المليشيات التي شلّت الحياة في بعقوبة".

وأكّد أنّ "الأزمة أصبحت أكبر من قدرة إدارة المحافظة وقيادة الشرطة وعمليّات دجلة؛ ما يستوجب تدخّلاً عاجلاً من الحكومة المركزية لاحتواء الموقف وتداركه قبل أن تجر المحافظة إلى ما لا تحمد عقباه".

من جهته، أكّد "ائتلاف متّحدون للإصلاح"، المنضوي في تحالف القوى العراقية "انفلات الأوضاع الأمنية في محافظة ديالى بعد انتشار مجاميع مسلحة فيها".

وقال الائتلاف، في بيان صحافي، إنّ "ثمة ظاهرة أصبحت للأسف مكرّرة وهي قيام جماعات مسلحة بقطع الطرق والسيطرة على الدوائر الرسمية ومحاصرة مؤسسات الدولة وفرض منع تجول إجباري يحول بين المواطنين وذهابهم إلى الأسواق أو أداء أعمالهم اليومية، وذلك عبر سلطة هذه الجماعات المنفلتة مع تحييد القوات الأمنية وعجزها عن القيام بواجباتها في حفظ الأمن والدفاع عن المواطنين"، لافتاً إلى أنّ "تلك الظاهرة تسببت في هجرة العائلات باتجاه إقليم كردستان هرباً من الوضع غير المحتمل في المحافظة".

ودعا الحكومة الاتحادية إلى "إرسال قطعات من الجيش تمارس عملاً مهنياً غير مسيس وتفرض سلطة القانون، دفاعاً عن حياة المواطنين وأمنهم"، مشيراً إلى أنّه "دون ذلك فإن رغبة أهالي ديالى ونوابها بطلب الحماية الدولية أمر مشروع".

وطالب بـ"عقد جلسة طارئة للبرلمان لبيان الحقائق وعرض الحلول اللازمة"، محمّلاً "الائتلاف الحاكم (التحالف الوطني) كل ما يحصل من تجاوزات على المواطنين".

وشدّد أنّه "سيتابع هذا الموضوع المهم مع الدول المعنية بالشأن العراقي وسفاراتها في العراق لوضع حد للاستهانة بحياة الناس من قبل جماعات مسلحة لم تجد من يضع حدّا لتصرفاتها وجرائمها".

ويأتي ذلك، بعد نحو 10 أيّام مضت على التفجير الذي ضرب بلدة المقداديّة شمال شرقي محافظة ديالى، وتعيش البلدة منذ ذلك الوقت شللاً تامّاً في كل مفاصل الحياة، بسبب الانتشار الكثيف للمليشيات الطائفيّة، الأمر الذي فاقم من الأزمة الإنسانيّة في البلدة التي أصدر أهلها نداءات استغاثة إلى الجهات المعنيّة.

ويتعقد يوماً بعد آخر المشهد الأمني والسياسي في بلدة المقداديّة المرتبطة حدوديّاً مع إيران، بسبب التفجيرات وأعمال العنف التي ترافقها وتسيّب المليشيات الطائفية، والتي لم تتخذ حيالها الحكومة إجراءات تحد من تحركاتها في المحافظة، فيما يؤكّد مسؤولون محليون أن لا حل لقضية المحافظة سوى تدويل القضيّة وإدخال قوات أمميّة فيها.

اقرأ أيضاً: العراق: تعقّد المشهد الأمني في ديالى