وذكرت خلف، في مؤتمر صحافي عقدته مساء اليوم، أنه "خلال الشهرين الماضيين صدرت لها تعليمات بسحب تقريرين يدينان إسرائيل"، مضيفة: "أصر على استنتاجاتي في التقرير بأن إسرائيل تمارس سياسة الفصل العنصري".
وكشفت عن اتصالات جرت بينها وبين الأمين العام للأمم المتحدة خلال اليومين الماضيين حول سحب التقرير من عدمه وقد تمسك كل منهما بموقفه، واضطرت خلف لتقديم استقالتها قبل نهاية مدتها القانونين بنصف شهر، حيث كان من المقرر أن تتقاعد في مطلع الشهر المقبل.
وفي تطور سريع، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريس، قبل استقالة ريما خلف، مضيفاً أنه "لا يمكن أن يقبل الأمين العام أن يقوم مساعد للأمين العام أو أي مسؤول كبير آخر في الأمم المتحدة تحت سلطته بإجازة نشر شيء تحت اسم الأمم المتحدة، تحت شعار الأمم المتحدة، دون التشاور مع الإدارات المختصة وحتى معه هو نفسه".
وتشير خلف في حديثها خلال المؤتمر الصحافي، إلى تقريرين صدرا عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "إسكوا"، يدين الأخير فيهما، والذي صدر الأربعاء الماضي، إسرائيل بارتكاب جريمة الفصل العنصري "أبارتهايد" ضد الفلسطينيين.
وهذا هو التقرير الثاني الذي يعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أنّه لا يمثّل مواقفه، بعد التقرير الذي صدر في شهر فبراير/شباط الماضي بعنوان "الظلم في العالم العربي والطريق إلى العدل"، والذي خلص إلى أن "مظلمة أهل فلسطين ليست بحال من الأحوال أخف وطأة أو أقل أثرًا من مظالم سائر المواطنين العرب. خمسة ملايين منهم لاجئون ينتظرون تطبيق حقهم في العودة إلى أرضهم لإعادة بناء حوالي 500 قرية ومدينة دمرتها إسرائيل. فالفلسطينيون اقتُلعوا من أرضهم منذ أربعينات القرن الماضي لأغراض مشروع قيام دولة إسرائيل على أسس دينية/عرقية".
وتأتي استقالة خلف بعد أن طلب الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم، من اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) رفع تقرير "الفصل العنصري" من موقع اللجنة على الإنترنت، وذلك إثر حملة ضغوطات إسرائيلية وأميركية مندّدة بالتقرير.
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قال يوم الأربعاء الماضي، إن التقرير نشر دون أي تشاور مسبق مع أمانة الأمم المتحدة.
وشبّه متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية التقرير بـ"الدعاية النازية" التي كانت معادية للسامية بشدة، ووصفه بأنه "جدير بالازدراء وكذب صارخ"، فيما قالت سفيرة الولايات المتّحدة في الأمم المتّحدة، نيكي هايلي، إن بلادها تشعر بالغضب من التقرير.
إلى ذلك، قال مصدر مقرب من خلف لـ"العربي الجديد"، إن "الهدف الأساسي تحقق، وهو نشر التقرير الأخير الذي يحمل عنوان الظلم في العالم العربي في الأمم المتحدة بما يتضمنه من كشف للسياسات العنصرية الإسرائيلية، وحصوله على صفة وثيقة أممية بعد منحه رقما للحفظ في سجلات المنظمة".
وأكد المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لكونه غير مخول بالتصريح، "ممارسة الأمين العام الجديد للأمم المتحدة ضغوطات شديدة على خلف لسحب التقرير من التداول استجابة منه لضغوط أميركية وإسرائيلية وهو ما رفضته مفضلة الاستقالة".
وأوضح أنها "عرضت تقديم استقالتها عام 2014 بعد ضغوط مماثلة تعرضت لها على خلفية نشر تقرير أكدت فيه المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن "إسرائيل تمارس التمييز القائم على أساس عرقي وتسعى لتغيير التركيبة الديموغرافية لمصلحة الإسرائيليين اليهود، إلا أن الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، رفض الاستقالة وأصر على استمرار خلف في موقعها".
وسبق لخلف أن قدمت استقالتها من الحكومة الأردنية عام 2000 بسبب خلافات مع رئيس الحكومة عبد الرؤوف الروابدة، وكانت تتولى منصبي نائب رئيس الحكومة ووزير التخطيط.