ووفقا للقناة الإسرائيلية المذكورة، فإن نتنياهو قدم العرض للمغرب في سبتمبر/أيلول من العام 2018، أثناء مشاركته في الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك. وكان نتنياهو أعلن خلال تلك الزيارة أنه أجرى اتصالات مع دول عربية وإسلامية لم يكن يعتقد أنه يمكن أن تصل العلاقات معها إلى التقارب.
وذكرت القناة الإسرائيلية أنّ نتنياهو التقى بوزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، وسط سرّية تامة حينها، وأن اللقاء كان بفضل قنوات الاتصال السرية التي أقامها مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات، مع عدد من الدول العربية والإسلامية التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ومنها قناة اتصال مع المغرب عبر رجل أعمال مغربي من أصول يهودية يدعى ياريف إلباز الذي يملك أيضا علاقات متينة مع جاريد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
ولفت التقرير إلى نشاط وسيط خاص من قبل نتنياهو لم يكشف عن هويته وأشير إليه بالاسم المستعار "معوز". وقال التقرير إن تكليف نتنياهو لمعوز بمهمة بهذه السرية كان دون علم "الموساد" وهو ما أثار غضب رئيس الجهاز آنذاك يوسي كوهين، علما بأن الأخير يضطلع بمهام خاصة في هذا السياق مثل إشرافه وتوليه مهام الاتصالات التي دارت بين إسرائيل وسلطنة عمان، قبل زيارة نتنياهو للسلطنة.
ووفقا للتفاصيل الإسرائيلية، فإن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات، سعى لإشراك الولايات المتحدة في مساعي إحراز تقدم في العلاقات مع المغرب، من خلال عرض صفقة ثلاثية تشمل كلا من إسرائيل والولايات المتحدة والمغرب، وتنص على تغيير البيت الأبيض لموقفه من الصحراء والاعتراف بالسيادة المغربية عليها، مقابل فتح مسار لتحسين العلاقات بين الرباط وتل أبيب وصولا إلى تطبيع العلاقات.
وتزامنت هذه المبادرة والمسعى الإسرائيلي مع اقتراب الانتخابات العامة للكنيست التي جرت في التاسع من إبريل/ نيسان من العام الماضي، وكان نتنياهو يحاول تحقيق مكاسب سياسية تساعده في الانتخابات، لكن تسريب أنباء عن زيارة سرية قام بها بن شبات للمغرب أحبط تلك المبادرة.
وحاول نتنياهو الوصول إلى تفاهمات مع المغرب مرة أخرى بعد انتخابات إبريل/ نيسان وقبيل انتخابات سبتمبر/ أيلول من العام نفسه عبر محاولة إقناع الإدارة الأميركية بتبني المقترحات المعروضة على المغرب، إلا أن مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، عارض المقترحات الإسرائيلية مما وضع حدا للصفقة.