مواقف دوليّة متحفظة حيال قرار ترامب بشأن النووي الإيراني.. والسعودية والإمارات ترحّبان

14 أكتوبر 2017
ترامب لم يصادق على التزام إيران بالاتفاق (فرانس برس)
+ الخط -
حذّر قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا الولايات المتحدة من اتخاذ قرارات قد تضر بالاتفاق النووي مع إيران؛ مثل إعادة فرض عقوبات على طهران، بعد قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عدم التصديق على الاتفاق.

وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، ورئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، في بيان مشترك، نقلته وكالة "رويترز": "نحث الإدارة الأميركية والكونغرس على الأخذ في الاعتبار العواقب التي ستمسّ أمن الولايات المتحدة وحلفائها قبل اتخاذ أي خطوات قد تقوض الاتفاق النووي؛ مثل إعادة فرض العقوبات على إيران التي رفعت بموجب الاتفاق".


ووجه ترامب، أمس الجمعة، ضربة كبرى للاتفاق النووي مع إيران، في تحدٍ لقوى عالمية كبرى، باختياره عدم التصديق على التزام طهران بالاتفاق، محذراً من أن بلاده قد تنسحب منه بالكامل في نهاية المطاف.

وشدد القادة الثلاثة، والذين اتفقوا قبل إعلان ترامب أن يكون لهم موقف مشترك، على دعمهم الاتفاق النووي. وقال القادة، في بيان مشترك، إنهم يشاطرون الولايات المتحدة المخاوف بشأن برنامج إيران للصواريخ الباليستية والأنشطة المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وإنهم على استعداد للعمل مع واشنطن لتبديد هذه المخاوف.

وقالوا: "نحن مستعدون لاتخاذ إجراءات أخرى مناسبة لمعالجة تلك القضايا بتعاون وثيق مع الولايات المتحدة وكل الشركاء المعنيين". وأضافوا: "نتطلع إلى مشاركة إيران في حوار بناء لوقف الأفعال المزعزعة للاستقرار، والعمل على التوصل لحلول عبر التفاوض".


في غضون ذلك، ذكر مكتب الرئيس الفرنسي أن الأخير طمأن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمس، بشأن التزام فرنسا بالاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى العالمية الست.


وتابع المكتب، في بيان، أن ماكرون أبلغ روحاني بأن قرار الولايات المتحدة عدم التصديق على الاتفاق لن ينهيه، وأن فرنسا وشركاءها الأوروبيين سيواصلون الالتزام بالاتفاق. وتحدث ماكرون أيضًا، خلال المكالمة، عن الشروط التي يجب أن تلتزم بها إيران بموجب الاتفاق.

من جانب آخر، قال مشرع روسي بارز إن قرار ترامب الخاص بعدم التصديق على الاتفاق النووي المبرم مع إيران ينذر بخطر تأجيج صراع.

وأبلغ نائب رئيس لجنة الدفاع في الغرفة العليا بالبرلمان الروسي، فرانتس كلينتسفيتش، وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس"، بأن "خلق وضع غير مستقر من الممكن أن يؤدي إلى رد فعل من قبل إيران. وفي ظل مواردها وقدراتها، تعد إيران دولة خطيرة للغاية".

وبشكل منفصل، نقلت "إنترفاكس" عن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، قوله إن ثمة فرصة للاتفاق النووي الإيراني المبرم منذ عامين "أن يتفادى هجومًا كاملًا ومدمرًا من قبل معارضيه، وتتعين محاولة اقتناصها".

إلى ذلك، أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، الجمعة، أن إيران "تخضع لأشد نظام للتحقق النووي في العالم". وقال أمانو: "الالتزامات المتصلة بالقضية النووية التي تضطلع بها إيران بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة تنفذ"، في إشارة للاسم الرسمي للاتفاق النووي.

وفي مقابل ذلك، رحبت السعودية بالاستراتيجية "الحازمة" التي أعلنها الرئيس الأميركي، إزاء إيران. وأشادت المملكة، في بيان، بـ"رؤية ترامب التزامه بالعمل مع حلفاء أميركا وعمله على مواجهة التحديات، وعلى رأسها سياسات إيران العدوانية في المنطقة".

وقال البيان إن "المملكة العربية السعودية سبق لها أن أيّدت الاتفاق النووي، إيماناً منها بضرورة الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقتنا والعالم، وأن يؤدي ذلك إلى منع طهران من الحصول على سلاح نووي بأي شكل كان".

لكن البيان قال إن "إيران استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات، واستخدمته للاستمرار في زعزعة الاستقرار في المنطقة، وبخاصة من خلال برنامج تطوير صواريخها الباليستية ودعمها الإرهاب في المنطقة، بما في ذلك حزب الله والمليشيات الحوثية".

وأعلنت دولة الإمارات كذلك دعمها "بشكل كامل" الاستراتيجية الأميركية الجديدة تجاه إيران.
وجددت في بيان نشرته "وكالة أنباء الإمارات" "التزامها بالعمل مع واشنطن لمواجهة دعم إيران للتطرف"، على حد قولها.

وقالت الوكالة عبر حسابها على "تويتر": "أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة دعمها الكامل لاستراتيجية فخامة الرئيس دونالد ترامب... للتعامل مع السياسات الإيرانية المقوضة للأمن والاستقرار".

(العربي الجديد)



المساهمون