"وول ستريت": رسالة الأميرة بسمة تكشف تصاعد خلافات الأسرة الحاكمة في السعودية

17 ابريل 2020
طالبت الأميرة السعودية بالإفراج عنها (ماندل نغان/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت الرسالة التي وجهتها، مساء الأربعاء، الأميرة بسمة بنت سعود آل سعود من السجن، توترات متصاعدة داخل العائلة الحاكمة في السعودية، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
ونشرت الأميرة السعودية، مساء الأربعاء، نداء عبر "تويتر"، طالبت فيه العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وابنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بالإفراج عنها من سجن الحائر، وذلك بعد شهور من قيام السلطات الأمنية باعتقالها مع ابنتها.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مقرّبين من عائلة الأميرة قولهم إنها قرّرت نشر الرسالة جزئياً بسبب مخاوف من انتشار فيروس كورونا الجديد في السجن الذي تحتجز فيه. ولفتت الصحيفة إلى أن الأميرة السعودية محتجزة في سجن الحائر، المعروف باحتجازه معتقلين سياسيّين وإرهابيّين مدانين. ونقلت عن مصدر مقرّب من العائلة قوله إنّها محتجزة في قسم مخصّص لسجناء الأسرة الحاكمة.
وتعاني الأميرة بسمة من مشكلات صحيّة عدة، منها أمراض القلب والرئة، ما يجعلها عرضة لخطر أكبر في حال إصابتها بفيروس كورونا، وفق ما أكده مقرّبون من العائلة، فضلاً عن السجلات الطبية التي اطلعت عليها "وول ستريت جورنال".
وتحدثت الصحيفة عن أنّ رسالة الأميرة قدّمت لمحة نادرة عن الاضطرابات الأخيرة داخل العائلة الحاكمة، وسط صعود الأمير محمد بن سلمان. ولفتت إلى أنّ ولي العهد احتجز سلسلة من أفراد العائلة الحاكمة، وكان آخرهم ولي العهد السابق محمد بن نايف، وشقيق الملك سلمان، الأمير أحمد بن عبد العزيز، اللذان اعتُقلا في فبراير/شباط بتهمة التحضير لانقلاب.


وتأتي هذه الاعتقالات في ظلّ محاولات بن سلمان القضاء على التحديات المحتملة أمام توليه المنتظر للعرش، والذي يتطلّب موافقة مجلس مؤلف من أفراد من العائلة الحاكمة. واقترح بعض أفراد العائلة الحاكمة الذين يختلفون مع ولي العهد، بشكل سريّ، وجوب أن يصبح الأمير أحمد ملكاً.
وفي هذا السياق، يقول السفير الأميركي السابق لدى السعودية روبرت جوردن، إنّ بن سلمان شقّ تماماً فكرة الإجماع بين كبار أفراد الأسرة الحاكمة، قائلاً إن هذا الأمر يجب أن يكون أكثر من مزعج، بل ومدمّر للأفراد الآخرين.
وقالت "وول ستريت جورنال" إنّ المسؤولين في السفارة السعودية في واشنطن لم يردّوا على طلبها للتعليق على رسالة الأميرة بسمة والتوترات داخل الأسرة الحاكمة، كما لم يستجب مسؤول في الديوان الملكي لطلب التعليق. ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أن ولي العهد أنهى السلام الهش داخل الأسرة الحاكمة الذي ساد لسنوات، كما الإحساس بالأمن الشخصي والامتيازات التي شعر بها العديد من أفراد الأسرة، وذلك بعد أن قلب الملك سلمان خطّ الخلافة عام 2017، وعيّن ابنه محمد وريثاً للعهد.
ونقلت الصحيفة عن فرد في الأسرة الحاكمة قوله إنه لا يمكن توقّع من سيكون التالي ليتمّ توقيفه أو منعه من السفر أو فصله. وتابع: الرسالة الخفية واضحة جداً "أنا المسؤول، ولا يمكن لأي شخص أن يتحدّاني، أو أن يكون في مأمن من غضبي".
ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أنّ الأميرة بسمة كانت، قبل اعتقالها، من مؤيدي التغيير الاجتماعي في السعودية، وهي كتبت وتحدثت علانية عن حقوق المرأة، وكتبت كتاباً يدعو لاحترام الشرعة العالمية لحقوق الإنسان.
وأعلنت الأميرة السعودية عبر حسابها على "تويتر"، مساء الأربعاء، أنها موجودة في سجن الحائر في العاصمة الرياض، محذرة من أنّ حالتها الصحية متدهورة وحرجة وقد تؤدي إلى وفاتها، كاشفة أنها لم تحصل على عناية طبية مناسبة في السجن.
وأكدت الأميرة أنها محتجزة في السجن مع ابنتها سهود الشريف، وأنها لا تعلم إن كان العاهل السعودي الملك سلمان على علم بسجنها.