"آل جودة" يسحب مفاتيح كنيسة القيامة من أمينها لاتهامه بتسريب عقار للمستوطنين

28 أكتوبر 2018
أديب جودة ينكر الاتهامات الموجهة له (توماس كويكس/فرانس برس)
+ الخط -

قرر مجلس عائلة آل جودة المقدسية سحب مفاتيح كنيسة القيامة في القدس القديمة من أمينها المفوض من العائلة أديب جودة، المتهم بالتورط في تسريب وبيع عقار آل جودة في عقبة درويش بحارة السعدية في البلدة القديمة من القدس، وتسليمه لفرد آخر من العائلة، حفاظا على سمعة العائلة التي تضررت نتيجة عملية التسريب تلك.

من جانبه، أنكر أديب جودة، في حديث لـ"العربي الجديد"، على موقّعي البيان صحة بيانهم، مشيرا إلى من وقّعه يقيمون في الأردن، وليست لهم صلة بعائلته المؤتمنة تاريخيا على المفتاح، محذرا مما أسماه "فتنة قد يتسبب فيها البيان بين المسلمين والمسيحيين"، علما أن القرار متعلق أيضا بالكنائس ذاتها، باعتبارها طرفا رئيسيا ثانيا في قضية المفتاح.

وقال أديب جودة إنه سيصدر لاحقا بيانا توضيحيا بهذا الخصوص.

يذكر أن عائلتي جودة ونسيبة المقدسيتين المسلمتين كانتا قد اؤتمنتا على مهمة فتح أبواب الكنيسة وإغلاقها، حيث يتولى أفرادها القيام بالمهمة إلى اليوم.

ويقول بعض الباحثين إن القائد صلاح الدين الأيوبي، الذي استرد القدس من أيدي الصليبيين عام 1187، هو الذي منح العائلتين هذه الوصاية من أجل تأكيد سلطة المسلمين في المدينة، غير أن عائلة جودة تقول إن الوثائق التي لديها تؤكد أن "هذا الائتمان على مفتاح الكنيسة يعود إلى 880 عاما، ولدى العائلة عشرات الفرمانات السلطانية العثمانية بهذا الخصوص".

ويقوم أديب جودة بتلك المهمة منذ أكثر من ثلاثين عاما، وتشترك الكنيسة الأرثوذكسية وكنيستا الأرمن والروم الكاثوليك في الإشراف على كنيسة القيامة.

ونقل عن وجيه يعقوب نسيبة، الذي عُهد إليه بفتح وغلق الكنيسة، في تصريحات سابقة، أن عائلته تسلمت مفاتيح الكنيسة من بطريرك القدس للروم الأرثوذكس "صفرونيوس" في عام 638 ميلادية، أي بعد أن فتحها المسلمون بقيادة عمر بن الخطاب، إلا أن المفاتيح نزعت من العائلة عندما دخل الصليبيون مدينة القدس في عام 1099.

ويوضح نسيبة، الذي يتولى استقبال كبار الضيوف الزائرين للكنيسة، أن سبب تسليم مفاتيحها للمسلمين يعود إلى خلاف ظهر بين الطوائف المسيحية إبان تحرير صلاح الدين الأيوبي لمدينة القدس في عام 1187 ميلادية، حين قرر أن تحتفظ بمفتاح الكنيسة عائلة مسلمة، وقد تم ذلك بتوافق مع جميع الطوائف المسيحية آنذاك.



أما الدكتور ساري جودة، فيقول إن عائلته تسلمت أمانة مفتاح كنيسة القيامة في عهد صلاح الدين الأيوبي عند فتحه للقدس عام 1187، وعهد "آل جودة" بصفتهم المؤتمنين على المفتاح إلى "آل نسيبة" فتح وإغلاق بوابات الكنيسة، ثم إعادة المفاتيح إلى عهدة "آل جودة".

إلا أن نسيبة يقول إن عائلة جودة تسلمت في عهد الأتراك "فرمانا عثمانيا" في عام 1612، يقضي بانضمامها إلى عائلة نسيبة في الإشراف على الكنيسة المقدسة. 

وباشرت العائلة هذه المسؤولية فعلياً في عام 1624، حين انتقلت المفاتيح إلى حوزة عائلة جودة، بينما تولت عائلة نسيبة مسؤولية فتح وغلق أبواب الكنيسة، يوميا، من الساعة الرابعة فجرا حتى الثامنة مساء.

وأوضح أن مندوبا من عائلة جودة يأتي يوميا إلى باب الكنيسة، ليسلّم بدوره مفاتيحها إلى نسيبة الذي يقوم بفتحها، ويعود في المساء كي يتسلم المفاتيح بعد إغلاقها، مشيرا إلى أن العائلة مسؤولة أيضا عن استقبال كبار الضيوف الذين لا ينقطعون عن زيارة الكنيسة على مدار العام.