وأوضحت المصادر أنّ الوساطة السعودية تهدف إلى دفع أديس أبابا إلى التجاوب مع المقترحات الأخيرة التي وقّعت عليها القاهرة من طرف واحد في واشنطن أخيراً (جدول يتضمن خطة ملء سد النهضة على مراحل، والآلية التي تتضمن الإجراءات ذات الصلة بالتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة أثناء الملء والتشغيل). ولفتت المصادر إلى أنّ هذه الوساطة تتضمن مساعدات اقتصادية لا بأس بها مقدمة من العاهل السعودي لإثيوبيا، موضحةً أنّ من بين المحفزات تمديد الرياض وديعة سعودية بالدولار لدى إثيوبيا.
وسلّم قطان، الأربعاء الماضي، رسالة خطية من الملك سلمان إلى رئيس الوزراء الإثيوبي، في أديس أبابا، قبل أن يتوجه بعدها إلى القاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء الخميس. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، إنّ قطان سلّم رسالة خطية للسيسي من الملك سلمان، "تضمّنت تأكيد عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، والإعراب عن حرص المملكة على دعم كافة الجهود المصرية السياسية والدبلوماسية، إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وذلك في إطار التعاون الاستراتيجي الراسخ بين البلدين، والمسيرة الحافلة والممتدة من العمل المشترك والتنسيق المكثف في كافة القضايا المشتركة".
من جهتها، قالت المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، إنّ قطان حمل للسيسي أيضاً رسالة سعودية بشأن ليبيا، مشيرةً إلى أنّ الرئيس المصري أطلع الوزير السعودي على المستجدات كافة في هذا الشأن. وكشفت المصادر أيضاً أنّ قطان حمل رسالة من بن سلمان للسيسي بشأن الدعم المقدّم للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، في معركته للسيطرة على العاصمة طرابلس، مضيفةً أنّ "الرؤية السعودية والإماراتية في الوقت الراهن بشأن مصير الصراع في ليبيا، تتباين بدرجة ما مع الخطط المصرية وتصوّر القاهرة في إدارة الأزمة". وحول ما إذا كان هناك ربط بين الوساطة السعودية في ملف سدّ النهضة وضغوط أبوظبي والرياض على القاهرة للدفع بالقوات المسلحة المصرية لحسم معركة طرابلس الليبية، لم تردّ المصادر بإجابات قاطعة، قائلةً إنه "في السياسة، الملفات كافة تتقاطع، وما ترفضه اليوم من الممكن أن تقبله غداً تحت وطأة ضغوط بعينها".