مع ارتفاع المؤشرات التركية على اقتراب موعد العملية العسكرية الواسعة التي تحضّر لها أنقرة للقضاء على وجود الوحدات الكردية في منطقة شرقي الفرات في سورية، وبعد تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنها من الممكن أن تبدأ خلال أيام، برزت أنباء عن مسعى كردي للتفاهم مع النظام السوري، في محاولة لتجنّب هذه العملية، بالتوازي مع تأكيد نيّة "قوات سورية الديمقراطية"، التي تشكل الوحدات الكردية نواتها الصلبة، التصدي لأي هجوم تركي محتمل، فيما يبقى الموقف الأميركي أساسياً حول مآل الأوضاع في تلك المنطقة.
وتعززت التسريبات الصحافية التركية عن العملية وتفاصيلها. ونقلت صحيفة "حرييت" التركية عن مصدر لم تسمه، قوله إن "الجيش التركي حدد 150 هدفاً" للعملية، مؤكداً في الوقت عينه أن "لا رجعة عن قرار العملية بسبب المماطلة الأميركية"، موضحاً أن "العملية حددت الأهداف وهي مخافر ونقاط عسكرية لوحدات حماية الشعب الكردية، فضلاً عن مراصد المراقبة، والملاجئ". وأشارت الصحيفة إلى أن "أنقرة ستتّبع هذه المرة استراتيجية مختلفة عن عملية غصن الزيتون ودرع الفرات، إذ تشبه عملية جبل سنجار شمال العراق، وتعتمد على المباغتة والمفاجأة، بقصف خلال ساعات الصباح بشكل مفاجئ". وأوضحت أن "كل الاستعدادات تجري بشكل جيد، وأن ما يؤخر العملية هو التنسيق مع الجانب الأميركي، الذي هو أمر ضروري للعملية العسكرية".
من جهتها، أكدت صحيفة "صباح" المقربة من الحكومة التركية، أن "كل الخنادق والحفر والملاجئ التي حفرتها وحدات حماية الشعب الكردية جرى وضعها على الخريطة وتحديد إحداثياتها، وقبيل العملية العسكرية الشاملة سيجري قصف النقاط المحددة، وتطهيرها وبعد السيطرة الميدانية ستبدأ الحشود والعملية البرية". وأوضحت أن القيادة العامة للقوات التركية شكّلت فريقاً خاصاً لمتابعة العملية، لرصد وجمع المعلومات عن المنطقة والتعرف عليها. وأضافت أن "عمليات الرصد شملت معرفة مواقع القوات الفرنسية والإنكليزية والإيطالية، وتحركاتها ومستشاريها وعلاقاتها مع الوحدات الكردية، تجنباً لاستهدافها، فضلاً عن استكشاف خطط المجموعات الكردية للمواجهة". وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش التركي يركز على المنطقة الممتدة بين أرياف رأس العين في محافظة الحسكة أقصى شمال شرقي سورية، وأرياف عين العرب شمال شرقي حلب.
وفي السياق نفسه، أكدت صحيفة "يني شفق" التركية استكمال القوات المسلحة التركية استعداداتها لعملية شرق الفرات، مشيرة إلى أن العملية "باتت قاب قوسين أو أدنى"، كاشفة أن قائد الجيش التركي الثاني الجنرال إسماعيل متين تمل "سيكون قائد عملية شرق الفرات وصاحب الأمر فيها، وهو نفسه الذي تولى قيادة عملية غصن الزيتون في عفرين، مطلع العام الحالي". ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية، قولها "إنّ عملية شرق الفرات ستسير وفق خطة محكمة تبدأ بضرب أهم الأهداف، وتتمثّل هذه الأهداف في أبراج المراقبة قرب الحدود التركية والتي بدأت القوات الأميركية مغادرتها وتسليمها لحزب الاتحاد الديمقراطي، الذراع السوري لمنظمة العمال الإرهابية". كما تتضمن العملية "ضرب الأنفاق التي قام التنظيم بحفرها طيلة الفترة الماضية"، مضيفة: "حسب الخطة المعلنة حتى الآن، فإن القوات التركية ستقوم بضرب تلك الأهداف جواً ومن ثم ستنطلق القوات البرية لتنظيف المنطقة". وشرحت المصادر أنه "من المحتمل أن تعمل على تفجير تلك الأنفاق والحفر الكبيرة المليئة بالمتفجرات، خلال عبور القوات التركية الشريط الحدودي نحو شمال شرق سورية، ولذلك فإن المدرعات المضادة للألغام والمتفجرات ستوفر عبوراً آمناً للقوات التركية". وكشفت الصحيفة أنّ "ما بين 23 إلى 24 ألف جندي تركي، إضافة لعناصر الجيش السوري الحر، سيعبرون الحدود لدخول المناطق التي يسيطر عليها الاتحاد الديمقراطي شرقي الفرات".
اقــرأ أيضاً
وتسيطر الوحدات الكردية تحت قناع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) على أغلب منطقة شرقي نهر الفرات السورية، والتي تعادل أكثر من ربع مساحة سورية، وهي غنية بالثروات، فضلاً عن موقعها الجغرافي الاستراتيجي.
ومع المؤشرات المتزايدة عن اقتراب العملية التركية، تبدو الوحدات الكردية متجهة للهروب إلى الأمام عبر محاولة عقد صفقة مع النظام السوري، ربما تجنّبها الغضب التركي المتصاعد، ولكنها قد تفقدها كل ما حققته على مدى سنوات الصراع. وفي هذا السياق، نقل موقع إخباري كردي عن مصدر مقرّب من حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يتخذ من الوحدات الكردية ذراعاً عسكرية له، تأكيده الاثنين عقد لقاء بين شخصيات من الحزب وأخرى من النظام السوري في بلدة عين عيسى شمال الرقة برعاية روسية إيرانية. وأفاد المصدر بأن النظام "يريد من الحزب تسليمه مناطق شمال البلاد كافة وعودة سلطة النظام الإدارية والأمنية والعسكرية إلى المناطق الحدودية مع تركيا، مقابل منع أي اجتياح تركي للمنطقة، والتفاوض لاحقاً حول حقوق ثقافية"، موضحاً "أن حزب الاتحاد الديمقراطي طلب مهلة لدراسة مطالب النظام".
ولكن عضو المكتب السياسي في "مجلس سورية الديمقراطية"، الذي يعد الذراع السياسية لـ"قسد"، بسام اسحق، لا يعتقد أن الاجتماع قد عُقد، مضيفاً: "على الأغلب هذا اجتهاد لا يعكس الواقع". كما أعرب اسحق عن اعتقاده بأن "تركيا تريد ذريعة لقضم أراضٍ سورية، وسواء عاد أو لم يعد النظام ستحاول تركيا أن تتدخل عسكرياً"، مضيفاً: "نحن نسعى لحل سياسي سلمي، وفي الوقت عينه نتحضّر لصد أي عدوان على مناطقنا".
في المقابل، يبدو أن الجانب الأميركي يبحث عن خيارات تراعي الهواجس التركية، ولا تُدخل المنطقة في أتون صراع جديد يغيّر معادلات وضعتها واشنطن في منطقة شرقي الفرات تضمن بقاء أميركياً طويل الأمد في سورية، إذ تحتفظ بعدة قواعد عسكرية على طول المنطقة. وبحث المبعوث الأميركي للتحالف الدولي، بريت ماكغورك، مع الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، في أربيل عاصمة كردستان العراق، مستقبل الأكراد في سورية، وفق مصدر إعلامي كردي. ونقل المصدر عن المكتب الرسمي لزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، أن بارزاني أعرب "عن قلقه تجاه مستقبل الشعب الكردي في سورية، مبدياً رأيه ومقترحاته بشأن كيفية معالجة المشاكل والتصدي للتحديات التي تواجه الشعب الكردي في سورية".
وكانت مصادر في المعارضة السورية ذكرت أن هناك محاولات لتسليم الشريط الحدودي السوري التركي لوحدات من "البشمركة" السورية التابعة للمجلس الوطني الكردي، الند السياسي لحزب الاتحاد الديمقراطي، والتي تتخذ من كردستان العراق مقراً لها، وتضم مقاتلين أكراداً سوريين، تركوا صفوف جيش النظام بعد انطلاقة الثورة السورية.
في غضون ذلك، قالت وكالة "الأناضول" التركية إن وزارة الدفاع الأميركية خففت من لهجة تصريحاتها السابقة بخصوص العملية العسكرية التركية المحتملة شمال شرقي سورية. ونقلت عن المتحدث باسم البنتاغون، روب مانينغ، قوله "هناك وضع غير جامد ومتغير، والظروف تتغير تبعاً له، ونحن في تنسيق مع تركيا بخصوص كافة المواضيع"، مشدداً على أن "الولايات المتحدة وتركيا، تنسقان معاً بشكل فعّال في كافة المواضيع التي من شأنها التأثير على أمن تركيا، والوضع في شمال شرقي سورية حيث توجد القوات الأميركية لإلحاق هزيمة دائمة بتنظيم داعش"، وفق الوكالة.
إلى ذلك، لا تزال منطقة شرقي الفرات تشهد معارك كر وفر محتدمة بين تنظيم "داعش" من جهة، و"قوات سورية الديمقراطية" من جهة أخرى، في ظل عجز واضح من الأخيرة عن إحداث اختراق يعجّل حسم هذه المعارك لمصلحتها بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على بدئها عملية عسكرية ضد التنظيم في ريف دير الزور الشرقي شمال نهر الفرات. ولا يزال "داعش" يدافع بضراوة عما تبقّى له من جيب جغرافي يسيطر عليه في ريف دير الزور الشرقي، يمتد لنحو 40 كيلومتراً، وبعمق 10 كيلومترات، ويضم عدة بلدات وقرى، يوشك أن يفقدها. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التنظيم يحاول استعادة السيطرة على بلدة هجين التي كانت تعد المعقل الأكبر للتنظيم وخسرها قبل أيام عقب هجوم مكثف من قبل "قسد" مدعوم بقصف جوي وبري مكثف من قبل التحالف الدولي.
اقــرأ أيضاً
من جهتها، أكدت صحيفة "صباح" المقربة من الحكومة التركية، أن "كل الخنادق والحفر والملاجئ التي حفرتها وحدات حماية الشعب الكردية جرى وضعها على الخريطة وتحديد إحداثياتها، وقبيل العملية العسكرية الشاملة سيجري قصف النقاط المحددة، وتطهيرها وبعد السيطرة الميدانية ستبدأ الحشود والعملية البرية". وأوضحت أن القيادة العامة للقوات التركية شكّلت فريقاً خاصاً لمتابعة العملية، لرصد وجمع المعلومات عن المنطقة والتعرف عليها. وأضافت أن "عمليات الرصد شملت معرفة مواقع القوات الفرنسية والإنكليزية والإيطالية، وتحركاتها ومستشاريها وعلاقاتها مع الوحدات الكردية، تجنباً لاستهدافها، فضلاً عن استكشاف خطط المجموعات الكردية للمواجهة". وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش التركي يركز على المنطقة الممتدة بين أرياف رأس العين في محافظة الحسكة أقصى شمال شرقي سورية، وأرياف عين العرب شمال شرقي حلب.
وفي السياق نفسه، أكدت صحيفة "يني شفق" التركية استكمال القوات المسلحة التركية استعداداتها لعملية شرق الفرات، مشيرة إلى أن العملية "باتت قاب قوسين أو أدنى"، كاشفة أن قائد الجيش التركي الثاني الجنرال إسماعيل متين تمل "سيكون قائد عملية شرق الفرات وصاحب الأمر فيها، وهو نفسه الذي تولى قيادة عملية غصن الزيتون في عفرين، مطلع العام الحالي". ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية، قولها "إنّ عملية شرق الفرات ستسير وفق خطة محكمة تبدأ بضرب أهم الأهداف، وتتمثّل هذه الأهداف في أبراج المراقبة قرب الحدود التركية والتي بدأت القوات الأميركية مغادرتها وتسليمها لحزب الاتحاد الديمقراطي، الذراع السوري لمنظمة العمال الإرهابية". كما تتضمن العملية "ضرب الأنفاق التي قام التنظيم بحفرها طيلة الفترة الماضية"، مضيفة: "حسب الخطة المعلنة حتى الآن، فإن القوات التركية ستقوم بضرب تلك الأهداف جواً ومن ثم ستنطلق القوات البرية لتنظيف المنطقة". وشرحت المصادر أنه "من المحتمل أن تعمل على تفجير تلك الأنفاق والحفر الكبيرة المليئة بالمتفجرات، خلال عبور القوات التركية الشريط الحدودي نحو شمال شرق سورية، ولذلك فإن المدرعات المضادة للألغام والمتفجرات ستوفر عبوراً آمناً للقوات التركية". وكشفت الصحيفة أنّ "ما بين 23 إلى 24 ألف جندي تركي، إضافة لعناصر الجيش السوري الحر، سيعبرون الحدود لدخول المناطق التي يسيطر عليها الاتحاد الديمقراطي شرقي الفرات".
وتسيطر الوحدات الكردية تحت قناع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) على أغلب منطقة شرقي نهر الفرات السورية، والتي تعادل أكثر من ربع مساحة سورية، وهي غنية بالثروات، فضلاً عن موقعها الجغرافي الاستراتيجي.
ومع المؤشرات المتزايدة عن اقتراب العملية التركية، تبدو الوحدات الكردية متجهة للهروب إلى الأمام عبر محاولة عقد صفقة مع النظام السوري، ربما تجنّبها الغضب التركي المتصاعد، ولكنها قد تفقدها كل ما حققته على مدى سنوات الصراع. وفي هذا السياق، نقل موقع إخباري كردي عن مصدر مقرّب من حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يتخذ من الوحدات الكردية ذراعاً عسكرية له، تأكيده الاثنين عقد لقاء بين شخصيات من الحزب وأخرى من النظام السوري في بلدة عين عيسى شمال الرقة برعاية روسية إيرانية. وأفاد المصدر بأن النظام "يريد من الحزب تسليمه مناطق شمال البلاد كافة وعودة سلطة النظام الإدارية والأمنية والعسكرية إلى المناطق الحدودية مع تركيا، مقابل منع أي اجتياح تركي للمنطقة، والتفاوض لاحقاً حول حقوق ثقافية"، موضحاً "أن حزب الاتحاد الديمقراطي طلب مهلة لدراسة مطالب النظام".
ولكن عضو المكتب السياسي في "مجلس سورية الديمقراطية"، الذي يعد الذراع السياسية لـ"قسد"، بسام اسحق، لا يعتقد أن الاجتماع قد عُقد، مضيفاً: "على الأغلب هذا اجتهاد لا يعكس الواقع". كما أعرب اسحق عن اعتقاده بأن "تركيا تريد ذريعة لقضم أراضٍ سورية، وسواء عاد أو لم يعد النظام ستحاول تركيا أن تتدخل عسكرياً"، مضيفاً: "نحن نسعى لحل سياسي سلمي، وفي الوقت عينه نتحضّر لصد أي عدوان على مناطقنا".
وكانت مصادر في المعارضة السورية ذكرت أن هناك محاولات لتسليم الشريط الحدودي السوري التركي لوحدات من "البشمركة" السورية التابعة للمجلس الوطني الكردي، الند السياسي لحزب الاتحاد الديمقراطي، والتي تتخذ من كردستان العراق مقراً لها، وتضم مقاتلين أكراداً سوريين، تركوا صفوف جيش النظام بعد انطلاقة الثورة السورية.
في غضون ذلك، قالت وكالة "الأناضول" التركية إن وزارة الدفاع الأميركية خففت من لهجة تصريحاتها السابقة بخصوص العملية العسكرية التركية المحتملة شمال شرقي سورية. ونقلت عن المتحدث باسم البنتاغون، روب مانينغ، قوله "هناك وضع غير جامد ومتغير، والظروف تتغير تبعاً له، ونحن في تنسيق مع تركيا بخصوص كافة المواضيع"، مشدداً على أن "الولايات المتحدة وتركيا، تنسقان معاً بشكل فعّال في كافة المواضيع التي من شأنها التأثير على أمن تركيا، والوضع في شمال شرقي سورية حيث توجد القوات الأميركية لإلحاق هزيمة دائمة بتنظيم داعش"، وفق الوكالة.
إلى ذلك، لا تزال منطقة شرقي الفرات تشهد معارك كر وفر محتدمة بين تنظيم "داعش" من جهة، و"قوات سورية الديمقراطية" من جهة أخرى، في ظل عجز واضح من الأخيرة عن إحداث اختراق يعجّل حسم هذه المعارك لمصلحتها بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على بدئها عملية عسكرية ضد التنظيم في ريف دير الزور الشرقي شمال نهر الفرات. ولا يزال "داعش" يدافع بضراوة عما تبقّى له من جيب جغرافي يسيطر عليه في ريف دير الزور الشرقي، يمتد لنحو 40 كيلومتراً، وبعمق 10 كيلومترات، ويضم عدة بلدات وقرى، يوشك أن يفقدها. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التنظيم يحاول استعادة السيطرة على بلدة هجين التي كانت تعد المعقل الأكبر للتنظيم وخسرها قبل أيام عقب هجوم مكثف من قبل "قسد" مدعوم بقصف جوي وبري مكثف من قبل التحالف الدولي.