حكومة "الوفاق" تسيطر على مواقع داخل طرابلس... والسراج يرفض وساطتين روسية وأوروبية

09 ابريل 2019
أطلقت الحكومة عملية "بركان الغضب" رداً على هجوم حفتر(Getty)
+ الخط -
تمكنت قوات حكومة "الوفاق" الليبية، اليوم الثلاثاء، من تدمير مخزنٍ للسلاح تابع لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في منطقة الجفرة، جنوب وسط ليبيا، واستعادة السيطرة على مواقع داخل العاصمة طرابلس، في وقت كشف مصدر دبلوماسي ليبي رفيع عن رفض رئيس الحكومة، فايز السراج، وساطتين دوليتين من أجل وقف القتال.

وأفاد المتحدث باسم قوات حكومة "الوفاق"، محمد قنونو، بأن القتال توقف منذ مساء أمس، الإثنين، في جنوب العاصمة، لكن الاشتباكات لم تتوقف للسيطرة "على المواقع التي تتحصن داخلها بقايا خلايا حفتر"، ومن بينها معسكر الصواريخ، جنوب المدينة.

وقال قنونو لـ"العربي الجديد"، إن الخلية الذي تتحصن داخل هذا المعسكر لم يتبق منها سوى 34 مقاتلاً سلموا أنفسهم طواعية، فيما فرّت مجموعة أخرى باتجاه ترهونة، بعدما نفد الوقود من آلياتها، والذي جاء "بعد قطع خطوط الإمداد عن هذه المجموعات".

وكانت صفحاتٌ للتواصل الاجتماعي قد تناقلت صور عشرات الآليات العسكرية التي غنمتها قوات "الوفاق"، وأخرى تظهر دبابات ومدرعات لقوات حفتر محترقة من جراء القتال.

وأوضح المتحدث الليبي أن سلاح الجو التابع لحكومة "الوفاق" دمر مخزناً للذخيرة في إحدى المزارع بمنطقة سوكنة في الجفرة، التي تتخذها قوات حفتر غرفةً لقيادة عملياتها الحالية نحو طرابلس، لافتاً إلى أن سلاح الجو يستهدف المواقع العسكرية فقط.

واعتبر قنونو أن "استهداف قوات حفتر مطار امعيتيقة يندرج، بحسب القوانين الدولية، ضمن جرائم الحرب، لأن المطار مدني"، وقال إن "حفتر يدعي أن مقاتلات الحكومة تقلع من هذا المطار، بينما هي كانت تقلع من مهبط الكلية الجوية في مصراتة، كما هو معلوم للجميع".

وكانت مصلحة الطيران المدني الليبي قد أعلنت، صباح اليوم الثلاثاء، عن فتح الأجواء أمام حركة الطيران بمطار امعيتيقة، بعدما تعرض لقصف جوي، أمس الإثنين، نفذته طائرة حربية تابعة لحفتر.

إلى ذلك، كشف دبلوماسي ليبي رفيع أن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، رفض وساطتين روسية وأوروبية لوقف القتال ضد قوات حفتر، وأبلغ الجانبين الروسي والأوروبي، بأن قادة القوات على الأرض يرفضون أي وساطة لصالح حفتر.

وبحسب الدبلوماسي، فقد أبلغ السراج الروس والاتحاد الأوروبي بأن "لا حديث مع حفتر حتى يعود لقاعدته في الرجمة، شرق البلاد"، مؤكداً للبعثة الأممية ضرورة انعقاد الملتقى الوطني الجامع في موعده، وأن يخرج بتوصيات ليتضح للعالم رأي الليبيين السياسي.

وكان السراج قد لمح، أمس، إلى الوساطات ورفضه لها، وذلك خلال حديثه في أكثر من مناسبة، من بينها قوله لعمداء بلديات المنطقة الوسطى إن "عملية بركان الغضب التي انطلقت (ضد قوات حفتر) ستستمر حتى تحقق نتائجها في إقامة الدولة المدنية في ليبيا، ولن نقبل أي تسوية حتى يتوقف الهجوم".

كما عبّر السراج عن رفضه أي وساطة مع حفتر، خلال بيان أصدره أمس للترحيب بـ"موقف الإدارة الأميركية وبيان مجلس الأمن ووزراء خارجية الدول السبع، بشأن رفض وإدانة الهجوم العسكري على المنطقة الغربية والعاصمة طرابلس"، وقال: "إننا نؤكد أن الحل للأزمة الليبية سلمي"، معتبراً أن عملية حفتر "تستهدف تحديداً تقويض العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة وضرب الاستقرار وإغراق البلاد في حرب مدمرة، خدمة لنزوات فردية في الحكم والتسلط".

وأكد السراج أنه "بعد جهود وما تحقق من تفاهمات أشاعت أجواء من التفاؤل، وأوصلتنا إلى مشارف النجاح، جاء من يرسل قواته ليعيد البلاد إلى دوامة الحرب والتقاتل"، مؤكداً رفضه "الحديث عن أي وساطة حتى ترجع قواته (حفتر) إلى قواعدها".

في هذه الأثناء، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس جميع الأطراف في ليبيا إلى البدء فوراً في حوار للتوصل إلى حلّ سياسي، مؤكداً استعداد المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة لتسهيل هذا الحوار.

وحث غوتيريس، في بيان، على وقف فوري لجميع العمليات العسكرية في العاصمة الليبية طرابلس وحولها، من أجل خفض التصعيد ومنع نشوب صراع شامل في ليبيا.

وكانت طرابلس قد شهدت مواجهات مسلحة عنيفة إثر إطلاق حفتر، يوم الخميس الماضي، حملة عسكرية للسيطرة على العاصمة، لكن الحملة تراجعت أمام صد قوات حكومة الوفاق في أولى مناطق العاصمة الجنوبية.

المساهمون