إيران تعلن افتتاح مكتب رعاية المصالح بالسعودية خلال الحج

04 اغسطس 2018
طهران ستفتتح مكتب رعاية المصالح بالحج (كريم صاحب/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت إيران، اليوم السبت، عن استعدادها لافتتاح مكتب رعاية المصالح في المملكة العربية السعودية "قريباً"، والذي أعلنت عنه مؤسسة الحج في وقت سابق، مشيرة إلى أنّ فريقاً قنصلياً يضم عشرة أفراد غادر إلى المملكة، لتولّي الأمور القنصلية، خلال موسم الحج.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، اليوم السبت، في حوار خاص مع موقع "بانا" الإيراني، إنّ "طهران كانت ترغب بأن يقوم هذا الفريق بمهامه في مقر السفارة الإيرانية هناك، ومن ثم اتفق الطرفان على أن يتمركزوا في مقر بعثة الحج الإيرانية".

وأوضح أنّ "اتفاقاً بين طهران والرياض مضى على عمره ثمانية أشهر، كان يقضي بأن تمثّل سويسرا المصالح الإيرانية في السعودية وأن يتم تفعيل ذلك عملياً، إلا أنّ التأشيرات اللازمة لممثلي إيران القنصليين خلال الحج لم تصدر"، مؤكداً "حصول انفراج"، معلناً أنّ "طهران ستتمكّن من افتتاح مكتب لرعاية المصالح، خلال موسم الحج".

وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض، منذ يناير/كانون الثاني 2016، إثر إعدام المملكة رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، وتبعه اقتحام محتجين غاضبين مقر السفارة السعودية في طهران، ومبنى القنصلية في مشهد.

وعن الحوار الإيراني السعودي، كشف قاسمي أنّ "وساطات واتصالات عربية قد جرت بالفعل في هذا الصدد، وردت عليها إيران"، قائلاً إنّ "عدداً من الدول العربية القريبة من السعودية، قريبة من إيران كذلك، لكن المؤشرات تؤكد أن الرياض لا ترغب في الاستفادة من الفرصة الراهنة".

ورأى قاسمي أنّ "ذلك مرتبط بمشكلات يعانيها الداخل السعودي، فضلاً عن وجود محددات خارجية؛ من قبيل وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وما روّجه عن إيران، فأصبحت المملكة واهمة بأنّ إطالة الأمر يعني الحصول على امتيازات أكبر من طهران"، بحسب قوله.

ورفض قاسمي الاتهامات الموجهة لبلاده فيما خص الملفات الإقليمية، قائلاً "نحن لا نتحمل مسؤولية أي مسألة وذكرنا عدة مرات أننا جاهزون للحوار مع السعودية".

وكان رئيس مؤسسة الحج الإيرانية حميد محمدي، قد أعلن، في يونيو/حزيران الماضي، أنّ بلاده اتفقت مع السعودية على افتتاح مكتب لرعاية المصالح الإيرانية خلال موسم الحج، لمتابعة شؤون واحتياجات الحجاج الإيرانيين، موضحاً أنّ افتتاح هذا المكتب جاء بناء على اتفاق مدوّن بين الطرفين.

وأضاف محمدي، بحسب ما أوردت كالة الأنباء الإيرانية الرسمية، أنّ "هذا المكتب سيبدأ أعماله قبيل مغادرة الحجاج الإيرانيين لبلادهم". غير أنّ أكثر من دفعة من الحجاج قد غادرت طهران بالفعل، ما يؤشر لإمكانية مواجهة مشكلات عالقة بهذا الخصوص.


وأكدت مؤسسة الحج الإيرانية، أنّ 85 ألفاً و200 إيراني سيؤدون مناسك الحج لهذا العام، وسيرافقهم ما يقارب 3 آلاف شخص يؤدون مهام طبية وخدمية، ويشرفون على الإقامة والنقل، وذلك بعد سلسلة مباحثات بين الطرفين الإيراني والسعودي، اتفقا خلالها على التفاصيل المتعلقة بالحج.

ولم يشارك الإيرانيون في موسم حج عام 2016، وبرر المسؤولون ذلك برفض المملكة إعطاء ضمانات لحماية أمن حجاج إيران، بعد سقوط مئات الضحايا من الإيرانيين إثر حادثتي التدافع في مشعر منى، وسقوط الرافعة خلال مناسك حج عام 2015.

ومع إشارة إيران إلى مواجهتها مشكلات من قبيل إصدار التأشيرات لمواطنيها، عقب إغلاق المكاتب الدبلوماسية السعودية فيها، دخل الطرفان في مباحثات مكثفة، العام الماضي، رغم التوتر بين الطرفين، أفضت في النهاية إلى مشاركة الإيرانيين في موسم الحج الفائت.