قتلى حوثيون في مأرب وتعز والمقاومة تسلّم مطالبها للحكومة

26 سبتمبر 2015
التحالف العربي يواصل دعم المقاومة اليمنية (فرانس برس)
+ الخط -
قتل نحو 20 حوثياً وأُسر 15 آخرون في معارك وهجمات قوات الجيش الموالية للشرعية في محافظة مأرب، وسط اليمن، فيما ‏تواصلت المعارك في محافظة تعز، وسقط ضحايا من الحوثيين، وسلّمت المقاومة في المدينة نفسها رسالة إلى رئيس الحكومة، حددت ‏فيها التحديات والاحتياجات العاجلة التي تتطلبها المدينة. ‏


وأفادت مصادر مقرّبة من المقاومة الشعبية لـ"العربي الجديد"، بأن نحو 20 حوثياً قتلوا في جبهة الدشوش جراء هجوم نفذته ‏المقاومة وقوات الجيش الموالية للشرعية والمدعومة بقوات من التحالف، فيما جرى أسر 15 من عناصر الحوثي ‏والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح خلال المعارك. ‏

وكثّفت قوات الشرعية المدعومة من التحالف هجماتها، خلال اليومين الأخيرين، في مأرب، فقد أفادت الأنباء عن معارك عنيفة ‏وقصف متبادل بالمدفعية وقع خلال الـ48 ساعة الماضية، وسط تقدم قوات الشرعية. ونفذ التحالف غارات عدة ضد أهداف ‏للحوثيين في تبة المصارية، والجفينة والأشراف وصرواح. ‏

وأفادت مصادر في مأرب، بأن رئيس الأركان، اللواء محمد علي المقدشي، تفقد، اليوم، أفراد الجيش الذين وصلوا، أخيراً، من منطقة ‏حدودية مع السعودية تلقوا فيها تدريبات، حيث سينضمون إلى جبهات القتال. ‏

وتوصف معارك مأرب بأنها "فاصلة"، إذ حشد التحالف إليها تعزيزات كبيرة مع قوات يمنية تلقت تدريبات في السعودية، بالإضافة ‏إلى الموقع الاستراتيجي الذي تحتله مأرب وسط اليمن، وتقع شرق صنعاء. 

اقرأ أيضا: نادي القضاة اليمني يرفض قرارات الحوثيين ومقتل قيادات حوثية

كذلك جددت مقاتلات التحالف العربي، مساء اليوم السبت، غاراتها على قاعدة الديلمي الجوية، شمال العاصمة اليمنية صنعاء، وأكد شهود عيان لـ"العربي الجديد"، أن التحالف استهدف القاعدة الجوية المجاورة لمطار صنعاء المدني بأكثر من 15 غارة.

وأوضح الشهود أن انفجارات ضخمة سُمع دويّها في أرجاء العاصمة اليمنية عقب الغارات، مع اندلاع حريق هائل في قاعدة الديلمي الجوية. ورجحت مصادر عسكرية أن تكون الغارات قد أصابت مخزناً للصواريخ داخل القاعدة التي استهدفها الطيران بأكثر من 30 غارة منذ أول أيام عيد الأضحى.

في تعز، أفادت مصادر محلية بأن معارك عنيفة تدور في جبهة الضباب بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وسط أنباء عن سقوط ‏العديد من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين خلال المواجهات. ‏


ونفذ التحالف العربي سلسلة غارات، خلال الـ24 ساعة الماضية، على أهداف للحوثيين في مواقع متفرقة، فيما تواصل القصف ‏الحوثي على أحياء في المدينة تسيطر عليها المقاومة، وسط اشتباكات متقطعة في جبهات عدة. ‏

والتقى نائب الرئيس اليمني، رئيس الحكومة خالد بحاح، اليوم، بوفد من أعضاء المجلس التنسيقي في مدينة تعز، سلّم الحكومة رسالة ‏من رئيس مجلس المقاومة، حمود المخلافي، تضمنت، بحسب موقع وكالة الأنباء الرسمية الموالي للحكومة، "أبرز التحديات التي ‏تواجه المقاومة في المرحلة الراهنة والاحتياجات العاجلة التي تتطلبها المدينة بعد الدمار الكبير الذي تعرضت له نتيجة عدوان ‏مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية".‏

وبحسب الوكالة، فقد أكد بحاح الذي التقى الوفد بمقر إقامته في عدن، أن "انتصار تعز سيتحقق عما قريب بجهود وبسالة المقاومة ‏الشعبية وكل الشرفاء داخل الوطن وبمساندة قوات التحالف العربي بقيادة السعودية"، واستعرض "أهم الخطوات العملية التي ‏ستقوم بها الحكومة لإنقاذ المدينة ودعمها بالاحتياجات العاجلة".‏

من جهة أخرى، شدد بحاح، خلال زيارته لعدد من المعسكرات والمقرات الأمنية، على ضرورة ‏الإسراع في إعداد خطة شاملة لتأمين كل مناطق عدن، واستعادة الأوضاع فيها، بما يسهم في توفير بيئة آمنة مستقرة للبدء في ‏عمليات التنمية والبناء، وفقا لمصادر في السلطة المحلية. ‏

مصادر عسكرية قالت إن عددا من المقرات الأمنية والعسكرية تخضع حالياً لترميمات، ومن المحتمل أن تُعاد الخدمة فيها خلال ‏فترة قصيرة.‏

وبعد عودته كان بحاح قد أكد أيضاً أن معسكرات الجيش داخل عدن سيتم نقلها إلى خارجها، بحيث تصبح عدن مدينة مدنية ‏خالية من المعسكرات، وعدم تكرار ما سبق.‏
هذا فيما تلقي الأوضاع العسكرية والأمنية في الشمال بثقلها على عودة الحياة الطبيعية إلى المدن المحررة، في ظل ازدياد أزمة ‏الوقود، التي باتت تشمل كل محافظات اليمن، وانتشرت السوق السوداء من جديد في كل المحافظات، وسط غضب من ‏المواطنين.‏

اقرأ أيضا: باهميل لـ"العربي الجديد": مفاوضة الحوثيين قبل تطبيق 2216 خيانة

كما أن المواجهات العسكرية التي تقترب من المحافظات التي ما زالت تحت سيطرة مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي ‏عبدالله صالح، تدفع بالسكان إلى النزوح، لا سيما في مدينة الحزم، مركز محافظة الجوف، وكذلك في صنعاء ومدن صعدة ‏وعمران. ووفق سكان وشهود عيان تحدثوا لـ"العربي الجديد"، فإن "الخدمات في هذه المناطق باتت شبه متوقفة، لا سيما الكهرباء والماء ‏وغاز الطهي، ما يدفع السكان للنزوح إلى مناطق أقل سوءاً".‏

هذا فيما عاد الحطب ليدخل كسلعة في السوق السوداء، بعد انعدام غاز الطهي، حيث بات يباع بأسعار مرتفعة، وتحوّل ‏إلى تجارة يعمل فيها الكثيرون، لا سيما أنه يباع في المدن الرئيسية. ‏

بينما ترتفع التوقعات بشأن بدء معركة الجوف، بعد وصول تعزيزات عسكرية وبشرية لقوات الشرعية والتحالف العربي إلى ‏مأرب، قادمة عبر منفذ الوديعة من المملكة العربية السعودية.‏

وترجح مصادر خاصة أن "عمليات تحرير الجوف باتت قريبة وقد تنطلق من اتجاهين رئيسيين، الأول من اتجاه مأرب، عبر ‏مثلث الجوف مأرب، ومنها تنطلق باتجاه مدينة الحزم، مركز محافظة الجوف".‏

المصادر نفسها أوضحت أن "هناك قوات أخرى تنطلق من حدود السعودية باتجاه الجوف، التي ترتبط بحدود معها. وكانت قد وصلت ‏قوات عربية كبيرة إلى حدود السعودية مع محافظة الجوف. وتسيطر مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله ‏صالح على مركز المحافظة، فيما ما زالت مناطق من محافظة الجوف خارج سيطرة المليشيات".‏

وأعطيت مهمة قيادة تحرير الجوف ميدانيا لقائد المنطقة العسكرية السادسة، اللواء أمين الوائلي، فيما يقود المقاومة الشيخ حسن ‏أبكر، والشيخ أمين العكيمي، فضلاً عن احتمال انضمام الشيخ محمد ناجي الشايف، وهو من الشخصيات القبلية البارزة، والذي سارع مع انطلاق عاصفة الحزم إلى التوجه للرياض وأعلن دعمه للتحالف العربي وتحركات السعودية. ‏


إلى ذلك، نفذ التحالف، اليوم، غارات في محافظة البيضاء، استهدفت المعهد المهني الذي يسيطر عليه الحوثيون في مديرية السوادية، ‏ومواقع أخرى في مديرية ذي ناعم.‏

اقرأ أيضاً: غارات "التحالف" في صنعاء وتواصل المعارك في مأرب

المساهمون