مع إحكام الحصار على تنظيم "داعش" في مدينة الرقة السورية، والتي يبدو أن معركة تحريرها دخلت مرحلة مراوحة، وفي ظل استمرار سلسلة انسحابات التنظيم أمام قوات النظام السوري في البادية، يبدو النظام أبرز المستفيدين من هذه التطورات لتوسيع رقعة سيطرته على الأرض، في ظل غياب الاستراتيجية الأميركية الواضحة تجاه التعامل مع هذا التقدّم ووجود خلافات داخل إدارة دونالد ترامب حيال التصدي له.
وكشف مسؤول أميركي بارز لوكالة "أسوشيتد برس"، لم تكشف هويته، عن وجود انقسام داخل إدارة ترامب بشأن العمل بقوة على وقف تقدّم قوات النظام السوري. وأوضح أن هناك خلافاً كبيراً حول الكيفية التي يمكن بها للولايات المتحدة منع قوات النظام من استعادة الأراضي التي يتم القضاء على وجود تنظيم "داعش" فيها، ففيما يدفع البعض في البيت الأبيض نحو اتخاذ نهج أكثر قوة، تحذر وزارتا الخارجية والدفاع من مخاطر ذلك. وأوضح أن الأصوات التي تؤيد تجنّب المخاطر في الإدارة الأميركية قلقة من انزلاق الولايات المتحدة إلى حرب أكثر مباشرة مع نظام بشار الأسد.
وأشارت الوكالة كذلك إلى كلام للمتحدث باسم التحالف الدولي، الكولونيل الأميركي ريان ديلون، قال فيه إن قوات النظام السوري مرحب بها لاستعادة الأراضي التي يحتفظ بها تنظيم "داعش". ووفق الوكالة، أبلغ ديلون الصحافيين في البنتاغون، بأن هدف الولايات المتحدة هو هزيمة تنظيم "داعش" حيثما وجد، وإذا رغب آخرون، بما في ذلك النظام السوري والإيرانيون والروس، في قتال المتطرفين "فقطعاً ليست لدينا أية مشكلة مع ذلك".
ويترافق هذا الموقف الأميركي مع مواصلة تنظيم "داعش" الانسحاب أمام قوات النظام والمليشيات الحليفة له في البادية. ونقلت وكالة "سانا" التابعة للنظام عن مصدر في قوات النظام أن الأخيرة سيطرت على عدد من النقاط والتلال القريبة من منطقة حميمة في عمق البادية السورية، قرب الحدود الإدارية بين محافظتي حمص ودير الزور. كذلك أكد المصدر نفسه أن قوات النظام حققت تقدّماً في ريف حماة الشرقي على حساب التنظيم، مشيراً إلى أنها أحكمت السيطرة على نقاط استراتيجية شرق قرية الشيخ هلال في ريف سلمية الشرقي بعد تدمير آخر تجمعات تنظيم "داعش" فيها. وكانت قوات النظام والمليشيات المساندة لها قد سيطرت مساء الجمعة، على كامل ريف حلب الجنوبي الشرقي عقب انسحاب مسلحي تنظيم "داعش" من المنطقة. كذلك أحكمت قوات النظام سيطرتها على طريقي حماة-الرقة، وأثريا-خناصر، والذي يعد طريق الإمداد الوحيد لقوات النظام لمدينة حلب.
أما في مدينة الرقة، فتحاول القوات المدعومة من التحالف الدولي إحداث اختراق كبير على جبهات القتال مع "داعش" لتعجيل الحسم، ولكنها تُواجَه بصد من التنظيم. ووصلت المعارك داخل المدينة إلى مرحلة استعصاء عسكري، إذ لا تزال تراوح مكانها في ظل محاولات متلاحقة من قبل مسلحي التنظيم لكسر طوق الحصار المفروض على المدينة، وإعادة الوضع إلى ما قبل 6 يونيو/ حزيران الماضي، حين بدأت معركة انتزاع السيطرة على المدينة. ولم تحقق "قوات سورية الديمقراطية" وقوات "النخبة السورية" المهاجمة للرقة، أي تقدّم أمس السبت في جبهات القتال الأربع، ما خلا اشتباكات شرقي وغربي المدينة، حيث يحاول مسلحو "داعش" استعادة زمام المبادرة من جديد عقب هجوم شنّوه بشكل مباغت مساء الخميس استعادوا من خلاله حي الصناعة، وأجزاء من حي المشلب شرقي المدينة.
وأفاد المتحدث باسم قوات "النخبة السورية"، محمد خالد الشاكر، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، بأن قواته تقوم بـ"تثبيت نقاط وسواتر في حي المشلب، وتمشيط الأنفاق وسد نقاط الاختراق" لمنع أي هجوم معاكس ربما يُقدم عليه التنظيم مرة أخرى. ولا تتبع قوات "النخبة" لـ"قوات سورية الديمقراطية"، وهي فصيل مستقل يتبع لرئيس الائتلاف الوطني السوري السابق أحمد الجربا، ويضم المئات من المقاتلين العرب المنتمين إلى محافظات سورية الشرقية (الرقة، دير الزور، والحسكة) ويرفع راية الجيش السوري الحر.
ولم تستطع "قوات سورية الديمقراطية" الوصول إلى أحياء في قلب المدينة، على الرغم من مرور نحو شهر على بدء المعارك، وعلى الرغم من الغطاء الجوي الكثيف من قبل طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الذي لا يضع المدنيين في حساباته، إذ يلقى العشرات منهم مقتلهم يومياً. ويتّبع "داعش" أسلوب قتالٍ يعتمد على هجمات معاكسة تجعل كلفة أي تقدّم للقوات المهاجمة مرتفعة، كما يبدو أنه استعد جيداً لمعارك كر وفر وحرب شوارع داخل المدينة، من المتوقع أن تكون ضارية في حال عدم التوصل لـ"صفقة" يجري الحديث عنها تتيح لمسلحي التنظيم الانسحاب من الرقة في ظل رفض روسي لها.
اقــرأ أيضاً
يُذكر أن عملية انتزاع السيطرة على مدينة الرقة التي بدأت في السادس من الشهر الماضي، حققت تقدماً على جبهات عدة، خصوصاً الشرقية والغربية، وسيطرت القوات المهاجمة على خمسة أحياء داخل المدينة، هي: المشلب، والصناعة، والسباهية، والرومانية، والقادسية، إضافة إلى قريتين جنوب المدينة، وهو ما جعل مسلحي التنظيم محاصرين عملياً من كل اتجاه. ولكن التنظيم استعاد حي الصناعة في شرقي المدينة مبعداً إلى حين خطر اقتحامها من هذه الجهة التي تعد الأوهن من بين جهات المدينة. وتحدثت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم عن مقتل نحو 11 من "قوات سورية الديمقراطية" قنصاً يوم الجمعة في مناطق عدة داخل المدينة، منها حي الرومانية الذي خسره التنظيم في الأيام الأولى لانطلاق المعركة. في حين أكدت "قوات سورية الديمقراطية" أنها أفشلت الجمعة هجمات لمسلحي "داعش" في حي الروضة، وأطراف أحياء الصناعة والنهضة والدرعية، مشيرة إلى مقتل نحو 31 من مسلحي التنظيم في الاشتباكات.
وتمتد مدينة الرقة التي سيطر عليها "داعش" في أوائل عام 2014، على مسافة تقدر بنحو 8 كيلومترات من الشرق للغرب، و4 كيلومترات من الجنوب إلى الشمال، وتضم العديد من الأحياء، والحارات الصغيرة، والتي تعرضت على مدى السنوات الماضية لدمار كبير.
على صعيد ذي صلة، تحاول "قوات سورية الديمقراطية" فرض هيمنة مدنية إضافة إلى العسكرية على ريف الرقة الغربي. وذكرت مصادر إعلامية مقربة منها أنه "تجري تحضيرات لتشكيل مجلس للمرأة في مدينة الطبقة"، يضم العشرات من النساء من المدينة، ومن قرى وبلدات في محيطها.
في موازاة ذلك، تحتدم المعارك في شرق العاصمة دمشق بين مقاتلي المعارضة، وقوات النظام المدعومة بالمليشيات، في مسعى من النظام لإخضاع حي جوبر الذي خرج عن سيطرة قواته منذ سنوات عدة، واستعصى عليه، حيث فشلت جميع محاولاتها لعزل الحي عن الغوطة الشرقية. وفي حين أعلنت قوات النظام سيطرتها على عقدة "عين ترما" وتقدّمها مسافة كيلومتر واحد من عين ترما باتجاه جوبر، أكد فصيل "فيلق الرحمن" التابع للمعارضة السورية أنه تمكّن فجر أمس السبت، من صدّ هجوم قوات النظام على بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية. وقالت مواقع تابعة لـ"الفيلق" إن اشتباكات تدور بين الطرفين في منطقة "العقدة" على أطراف البلدة بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي متبادل، من دون إحراز قوات النظام أي تقدّم على حساب المعارضة، وسط قصف عنيف على المنطقة شاركت فيه طائرات النظام.
على صعيد آخر، وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 740 مدنياً بينهم 265 طفلاً وامرأة خلال شهر يونيو/ حزيران الماضي، مشيراً إلى أن "نحو نصفهم قتلتهم طائرات التحالف الدولي"، وفق المرصد.
اقــرأ أيضاً
وأشارت الوكالة كذلك إلى كلام للمتحدث باسم التحالف الدولي، الكولونيل الأميركي ريان ديلون، قال فيه إن قوات النظام السوري مرحب بها لاستعادة الأراضي التي يحتفظ بها تنظيم "داعش". ووفق الوكالة، أبلغ ديلون الصحافيين في البنتاغون، بأن هدف الولايات المتحدة هو هزيمة تنظيم "داعش" حيثما وجد، وإذا رغب آخرون، بما في ذلك النظام السوري والإيرانيون والروس، في قتال المتطرفين "فقطعاً ليست لدينا أية مشكلة مع ذلك".
ويترافق هذا الموقف الأميركي مع مواصلة تنظيم "داعش" الانسحاب أمام قوات النظام والمليشيات الحليفة له في البادية. ونقلت وكالة "سانا" التابعة للنظام عن مصدر في قوات النظام أن الأخيرة سيطرت على عدد من النقاط والتلال القريبة من منطقة حميمة في عمق البادية السورية، قرب الحدود الإدارية بين محافظتي حمص ودير الزور. كذلك أكد المصدر نفسه أن قوات النظام حققت تقدّماً في ريف حماة الشرقي على حساب التنظيم، مشيراً إلى أنها أحكمت السيطرة على نقاط استراتيجية شرق قرية الشيخ هلال في ريف سلمية الشرقي بعد تدمير آخر تجمعات تنظيم "داعش" فيها. وكانت قوات النظام والمليشيات المساندة لها قد سيطرت مساء الجمعة، على كامل ريف حلب الجنوبي الشرقي عقب انسحاب مسلحي تنظيم "داعش" من المنطقة. كذلك أحكمت قوات النظام سيطرتها على طريقي حماة-الرقة، وأثريا-خناصر، والذي يعد طريق الإمداد الوحيد لقوات النظام لمدينة حلب.
أما في مدينة الرقة، فتحاول القوات المدعومة من التحالف الدولي إحداث اختراق كبير على جبهات القتال مع "داعش" لتعجيل الحسم، ولكنها تُواجَه بصد من التنظيم. ووصلت المعارك داخل المدينة إلى مرحلة استعصاء عسكري، إذ لا تزال تراوح مكانها في ظل محاولات متلاحقة من قبل مسلحي التنظيم لكسر طوق الحصار المفروض على المدينة، وإعادة الوضع إلى ما قبل 6 يونيو/ حزيران الماضي، حين بدأت معركة انتزاع السيطرة على المدينة. ولم تحقق "قوات سورية الديمقراطية" وقوات "النخبة السورية" المهاجمة للرقة، أي تقدّم أمس السبت في جبهات القتال الأربع، ما خلا اشتباكات شرقي وغربي المدينة، حيث يحاول مسلحو "داعش" استعادة زمام المبادرة من جديد عقب هجوم شنّوه بشكل مباغت مساء الخميس استعادوا من خلاله حي الصناعة، وأجزاء من حي المشلب شرقي المدينة.
وأفاد المتحدث باسم قوات "النخبة السورية"، محمد خالد الشاكر، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، بأن قواته تقوم بـ"تثبيت نقاط وسواتر في حي المشلب، وتمشيط الأنفاق وسد نقاط الاختراق" لمنع أي هجوم معاكس ربما يُقدم عليه التنظيم مرة أخرى. ولا تتبع قوات "النخبة" لـ"قوات سورية الديمقراطية"، وهي فصيل مستقل يتبع لرئيس الائتلاف الوطني السوري السابق أحمد الجربا، ويضم المئات من المقاتلين العرب المنتمين إلى محافظات سورية الشرقية (الرقة، دير الزور، والحسكة) ويرفع راية الجيش السوري الحر.
ولم تستطع "قوات سورية الديمقراطية" الوصول إلى أحياء في قلب المدينة، على الرغم من مرور نحو شهر على بدء المعارك، وعلى الرغم من الغطاء الجوي الكثيف من قبل طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الذي لا يضع المدنيين في حساباته، إذ يلقى العشرات منهم مقتلهم يومياً. ويتّبع "داعش" أسلوب قتالٍ يعتمد على هجمات معاكسة تجعل كلفة أي تقدّم للقوات المهاجمة مرتفعة، كما يبدو أنه استعد جيداً لمعارك كر وفر وحرب شوارع داخل المدينة، من المتوقع أن تكون ضارية في حال عدم التوصل لـ"صفقة" يجري الحديث عنها تتيح لمسلحي التنظيم الانسحاب من الرقة في ظل رفض روسي لها.
يُذكر أن عملية انتزاع السيطرة على مدينة الرقة التي بدأت في السادس من الشهر الماضي، حققت تقدماً على جبهات عدة، خصوصاً الشرقية والغربية، وسيطرت القوات المهاجمة على خمسة أحياء داخل المدينة، هي: المشلب، والصناعة، والسباهية، والرومانية، والقادسية، إضافة إلى قريتين جنوب المدينة، وهو ما جعل مسلحي التنظيم محاصرين عملياً من كل اتجاه. ولكن التنظيم استعاد حي الصناعة في شرقي المدينة مبعداً إلى حين خطر اقتحامها من هذه الجهة التي تعد الأوهن من بين جهات المدينة. وتحدثت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم عن مقتل نحو 11 من "قوات سورية الديمقراطية" قنصاً يوم الجمعة في مناطق عدة داخل المدينة، منها حي الرومانية الذي خسره التنظيم في الأيام الأولى لانطلاق المعركة. في حين أكدت "قوات سورية الديمقراطية" أنها أفشلت الجمعة هجمات لمسلحي "داعش" في حي الروضة، وأطراف أحياء الصناعة والنهضة والدرعية، مشيرة إلى مقتل نحو 31 من مسلحي التنظيم في الاشتباكات.
وتمتد مدينة الرقة التي سيطر عليها "داعش" في أوائل عام 2014، على مسافة تقدر بنحو 8 كيلومترات من الشرق للغرب، و4 كيلومترات من الجنوب إلى الشمال، وتضم العديد من الأحياء، والحارات الصغيرة، والتي تعرضت على مدى السنوات الماضية لدمار كبير.
على صعيد ذي صلة، تحاول "قوات سورية الديمقراطية" فرض هيمنة مدنية إضافة إلى العسكرية على ريف الرقة الغربي. وذكرت مصادر إعلامية مقربة منها أنه "تجري تحضيرات لتشكيل مجلس للمرأة في مدينة الطبقة"، يضم العشرات من النساء من المدينة، ومن قرى وبلدات في محيطها.
على صعيد آخر، وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 740 مدنياً بينهم 265 طفلاً وامرأة خلال شهر يونيو/ حزيران الماضي، مشيراً إلى أن "نحو نصفهم قتلتهم طائرات التحالف الدولي"، وفق المرصد.