مواجهات وفعاليات مناصرة لغزة بالضفة الغربية... ودعوات للوحدة في مواجهة العدوان

13 نوفمبر 2019
رفع المشاركون لافتات تدعو لتكاتف الجهود الوطنية (العربي الجديد)
+ الخط -

شهدت عدة مناطق من الضفة الغربية، اليوم الأربعاء، مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي ووقفات ومسيرات في عدة مناطق من الضفة، رفضاً للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومناصرة له، في وجه آلة الحرب الإسرائيلية، داعية إلى الوحدة الوطنية في مواجهة هذا العدوان.

واندلعت مواجهات اليوم، عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، عقب خروج مسيرات طلابية، تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث أصيبت سائحة إيطالية بقنبلة غاز في الكتف، وعشرات الفلسطينيين بالاختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقته قوات الاحتلال خلال تلك المواجهات.

وقال مدير وحدة الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيت لحم، عبد الحليم جعافرة لـ"العربي الجديد": "إن السائحة الإيطالية أصيبت برضوض في الكتف، نتيجة تعرضها للإصابة بقنبلة الغاز، وتمت معالجتها ميدانياً من قبل طواقم الهلال الأحمر، إضافة إلى العلاج الميداني لحالات الاختناق بالغاز".

في سياق متصل، أخلت طواقم الدفاع المدني الفلسطيني بالقرب من مكان المواجهات عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، أو ما يُعرف بـ"قبة راحيل" بناية سكنية مؤلفة من 4 طوابق، نتيجة استهدافها من قبل جنود الاحتلال بقنابل الغاز المسيل للدموع.

وقال مدير العلاقات العامة في الدفاع المدني فرع بيت لحم، محمد قطامش لـ"العربي الجديد"، "إنه تم إخلاء أكثر من 30 فرداً من البناية السكنية، إضافة إلى إخلاء زبائن أحد المطاعم المحاذية للبناية، وتفريغ المبنى من الغاز والدخان بالأجهزة المتوفرة لدى الطواقم، وكان من بين من تم إخلاؤهم أطفال رُضع فقدوا الوعي نتيجة انتشار الغاز في الشقق السكنية".

من جانب آخر، أصيب طالب جامعي (من كلية فلسطين التقنية - خضوري) جنوب الضفة الغربية بالرصاص الحي في قدمه، خلال مواجهات اندلعت عند مدخل مخيم العروب شمال الخليل جنوب الضفة الغربية، وتم نقل الطالب للمشفى لتلقي العلاج.

وقال رئيس اللجنة الشعبية في مخيم العروب أحمد أبو الخيران لـ"العربي الجديد" "إن مواجهات اندلعت بين طلبة المدارس في العروب وقوات الاحتلال، عقب خروج مسيرة طلابية استنكاراً لجريمة إعدام الشهيد عمر البدوي في المخيم أول من أمس، وقد تعمد جنود الاحتلال استهداف طلبة كلية العروب القريب للمخيم، بالرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت، وعلى إثره أصيب أحد الطلبة بالرصاص، عدا عن الإصابات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، وأكد أبو الخيران أن المواجهات تتواصل حتى ساعات المساء عند مداخل المخيم.

في هذه الأثناء، خرجت مسيرة شعبية شارك فيها عشرات النشطاء، وجابت شوارع مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، عقب وقفة على ميدان المنارة وسط المدينة، رافضة للعدوان على قطاع غزة ولتأكيد الوحدة في مواجهة ذلك العدوان الإسرائيلي، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وهتفوا بهتافات تؤكد الوحدة وتمجد مقاومتها.

وهتف المشاركون في المسيرة هتافات: "ارفع صوتك وعلي.. الموت ولا المذلة"، و"وحدة وحدة وطنية.. فتح وحماس وشعبية"، و"ياغزتنا يا عزوتنا.. يا قلعة بوجه المحتل.. صرخت بالعالي ضفتنا.. غير الثورة ما فيه حل"، و"فلتيحا البندقية".

وقال الأسير المحرر سعيد نخلة لـ"العربي الجديد"، على هامش المسيرة والوقفة التضامنية، "إن الشعب الفلسطيني اليوم توحد مع غزة، ولا بد للشعب الفلسطيني والعربي أن يتوحد مع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي عليها".

وأكد منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان صلاح الخواجا في حديثه لـ"العربي الجديد" أنه "لا خيار أمام الشعب الفلسطيني إلا أن يتوحد ضد ما تقوم به حكومة الاحتلال بالاستهداف والاستفراد في قطاع غزة كما حاولت الاستفراد بالقدس ومناطق الضفة الغربية".

وقال الخواجا: "الآن علينا أن نغلب المصلحة الوطنية على الحسابات الحزبية والفئوية، وأن نعتبر أنفسنا في مرحلة كفاح وتحدٍ، وليس بمرحلة حل، المطلوب تبني استراتيجية عنوانها الرئيسي الوحدة وتصعيد المواجهة مع الاحتلال".

وإلى الشمال من الضفة الغربية، نظمت الجبهتان "الشعبية" و"الديمقراطية لتحرير فلسطين" وممثلون عن المجتمع المدني في نابلس وقفة واعتصاماً رفضاً للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، منددين بحالة الصمت العربي والدولي تجاه ما وصفوه بالمجازر بحق المدنيين العزل.

ورفع المشاركون لافتات تدعو لتكاتف الجهود الوطنية واستغلال هذا الظرف لإنهاء الانقسام، وفي المقابل حملت لافتات كتابات تحيي المقاومة الفلسطينية وغرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة.

وقال ممثل "الجبهة الديمقراطية" في نابلس محمد دويكات لـ"العربي الجديد" "إن الشارع الفلسطيني وقواه الحية في الضفة الغربية يقفون إلى جانب قطاع غزة بكل مكوناتها"، مؤكداً أن "الدم الفلسطيني خط أحمر أينما كان، وأن المقاومة بكل أشكالها حق مكفول في مواجهة العدوان الإسرائيلي".

ووجه دويكات التحية إلى المقاومة الفلسطينية وإلى غرفة العمليات المشتركة، مؤكداً أنها "نموذج للوحدة الوطنية على الأرض"، وطالبها بمزيد من التنسيق والمتابعة للرد على الاعتداءات الإسرائيلية.

بدوره، قال القيادي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" زاهر الششتري لـ"العربي الجديد"، "إن نتنياهو وقع في شر أعماله، فقد اعتقد خاطئاً أن اغتيال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا سيحقق له مراده وسيردع المقاومة الفلسطينية، لكنه الآن يشعر بالندم على خطوته (الغبية) التي أقدم عليها".

ودعا الششتري الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي الشتات إلى دعم أهلهم في غزة بكل السبل، قائلا: "إن الشارع لا بد أن يتحرك، ويضغط على القيادات السياسية الفلسطينية لتخرج عن صمتها تجاه مجازر الاحتلال الإسرائيلي، ولا يمكن أن نقبل أن نبقى نعد الشهداء دون أن نكون قادرين على الرد".

المساهمون