فاجأ رئيس البعثة الدبلوماسية السعودية في لبنان، وليد البخاري، وسفير دولة الإمارات، حمد الشامسي، اللبنانيين بزيارة مدينة بعلبك شرقي لبنان بشكل مفاجئ، اليوم الجمعة، حيث أدى الرجلان صلاة الجماعة خلف مفتي بعلبك خالد الصلح، وزارا بعض الأحياء في المدينة المُختلطة بين السُنة والشيعة.
ومنطقة البقاع الشمالي بمُعظمها تُعتبر حاضنة سياسية وشعبية لطرفي "الثنائية الشيعية"، أي "حزب الله" و"حركة أمل".
ولم يكن ممكناً عزل الزيارة الأولى لممثلي الدبلوماسية السعودية والإماراتية في بيروت إلى بعلبك عن موعد الانتخابات النيابية المُقررة في السادس من مايو/ أيار المُقبل، خصوصاً مع حضور عدد من المُرشحين للانتخابات النيابية إلى المسجد لالتقاط الصور مع الزائرين.
وهو ما "أوحى بوجود دعم سعودي وإماراتي" للائحة "الكرامة والإنماء" التي تشكّلت بعد تحالف "القوات اللبنانية" و"تيار المستقبل" في المدينة، بحسب ما أكد مصدر إسلامي في مدينة بعلبك لـ"العربي الجديد". وقال المصدر إن "الإيحاء وقع نتيجة سوء تصرّف المُفتي الذي سارع إلى دعوة المُرشحين والمسؤولين الرسميين والدينيين من أبناء عائلته للقاء السفيرين، ومرشح آل الصلح يخوض الانتخابات مع تيار المستقبل".
ويغلب النفس العشائري على الحياة العامة في محافظة بعلبك - الهرمل، التي تم تصنيفها دائرة انتخابية واحدة في القانون الانتخابي الجديد.
وقد أثار لقاء السفيرين مع بعض مُرشحي لائحة "القوات" و"المُستقبل" حفيظة مُرشحين آخرين، خصوصاً المُرشحين عن المقاعد السُنية في الدائرة، نتيجة ما اعتبروه "تدخلاً مُباشراً في الانتخابات النيابية لمصلحة أحد الأطراف، وهو ما قد ينعكس على التصويت". لكن المصدر الإسلامي في المدينة يُصّر على وضع الأمر في إطار "خطأ المُفتي الذي سارع إلى دعوة أبناء عشيرته للقاء السفيرين"، ويُدلل على ذلك بالإشارة إلى أن "مُرشحين آخرين من غير لائحة الحزب والحركة اعتذرا عن تلبية دعوة المُفتي وفضلّا لقاء السفيرين في وقت آخر بعيداً عن الاستحقاق الانتخابي".
وفي كلتا الحالتين فقد شكّلت الزيارة هدية سياسية وانتخابية لـ"حزب الله" بسبب الانقسام الذي وقع في صفوف اللوائح المُنافسة له، وقد عبّر العديد من أنصار الحزب عن فرحتهم بنتائج هذه الزيارة على مواقع التواصل الاجتماعي. وشملت جولة البخاري والشامسي الصلاة في المسجد الأموي، وزيارة حي آل الصلح في المدينة. وقد دان المُفتي في خطبة الجمعة "الصواريخ التي تطاول بلاد الحرمين الشريفين"، وحيّا "جهود مملكة الخير ودولة الإمارات".