تحدي اللغة يجابه المهاجرين العرب

04 أكتوبر 2015
اللاجئون السوريون يواجهون صعوبات الاندماج(Getty)
+ الخط -
تعتبر اللغة أهم مكون من مكونات هوية الفرد والمجتمع وعنصراً أساسياً في تكوين الشخصية والثقافة للتعبير عن الذات، وتحمل اللغة هويات من القيم، كالدين والثقافة والفكر.
يقول ابن خلدون في مقدمته: "واللغات إنما هي ترجمان عمّا في الضمائر من تلك المعاني، يؤديها بعض إلى بعض بالمشافهة في المناظرة والتعليم، وممارسة البحث بالعلوم لتحصيل ملكتها بطول المران على ذلك. والألفاظ واللغات وسائط وحجب بين الضمائر، وروابط وختام عن المعاني".
لم تعد مسألة تعلم اللغة تقتصر على معيار "إضافة" نوعية على سيرة الإنسان الثقافية والتعليمية والمهنية، بل باتت ضرورة يومية في التواصل مع المحيط "الجديد" و"الغريب". وقد تكون اللغة الخطوة الأكثر صعوبة للاندماج في المجتمعات وإيجاد فرص عمل وضمان للحياة الكريمة.
خرج معاوية، 24عاماً وعائلته من مدينة الرقة شمال سورية متجهين إلى تركيا، وبعد فترة قصيرة بدأ العمل مع إحدى المنظمات الدولية في المجال الإغاثي بعقد لمدة شهرين فقط، وخلال هذه الفترة بدأ بدراسة اللغة الإنجليزية عن طريق الإنترنت والأفلام وبدعم من زملاء العمل: "كان دافعي هو أن أبقى في العمل وأساعد عائلتي، نحن في تركيا واللغة التركية بالنسبة لي صعبة ومن الضروري تعلم لغة ثانية، فكانت الإنجليزية أسهل بالنسبة لي واستخدامها يومي في العمل، بعد شهور عدة تم حصولنا على فيزا من السفارة الفرنسية في تركيا". البطء الذي واجه معاوية، كان بعكس التفوق والسرعة لأخيه زياد خلال ستة أشهر من الدراسة. فيما والده (ستون عاماً)، يدرس الفرنسية بشكل يومي، ولديه الكثير من المفردات والقواعد.
إن المهارات التي يجب على الشخص تعلمها وإتقانها وممارستها مثل النطق وتركيب الجمل والقواعد تحتاج إلى وقت وجهد في المتابعة عبر القراءة والاستماع والتمرين بشكل مستمر، ويسرع في اجتياز الحاجز النفسي في اكتساب لغة وثقافة تفتح الآفاق باتجاه توسيع خياراتنا في العمل والمعرفة والإنتاج العلمي والفكري. ويتبع الاتحاد الأوروبي منهاجاً في تدريس لغتين أجنبيتين بالاضافة الى اللغة الأم.
المساهمون