تحديات كثيرة ومقلقة تنتظر الجالية في فرنسا وأوروبا

24 ديسمبر 2016
+ الخط -

     لكأنّ ما كان ينقص الجالية العربية المسلمة في فرنسا، وفي أوروبا، وفي مثل هذه الأوقات من أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الجديدة، هذا الاعتداء الإرهابي الذي ضرب ألمانيا، البلد الأكثر أريحية في استقبال اللاجئين، خاصة السوريين. فقد فاقم من وضعية العرب والمسلمين في الغرب، وعلى الخصوص المهاجرين واللاجئين، منهم.

     وبالطبع فإن ما يقع في أي بلد غربي يؤثر على عرب ومسلمي فرنسا.

  والحقيقة أن هذه الجالية، التي تعرف التمييز وصعوبة الاندماج، منذ عقود، وجدت نفسَها، مع تدفق اللاجئين، مع "الربيع العربي"، ومع كل ما جرى من اعتداءات إرهابية في الغرب، وما استتبعه من سن قوانين استثنائية من حالة الطوارئ واقتحامات واعتقالات إدارية (كان المسلمون في فرنسا يشكلون أكثر من 90 في المائة من ضحاياها)، في وضع لا يُحسد عليه، إلى درجة أن التيارات السياسات الغربية العنصرية حرّرت خطابَها وبدأت تتحدث، صراحة، عن استحالة التعايش بين المسلمين والغربيين.

     تأتي هذه الأعياد المجيدة في وقت تنتظر فيه فرنسا انتخابات رئاسية جديدة 2017، يحضُرُ الإسلام في حملاتها الانتخابية، بقوة، ولا يخجل بعضُ المرشَّحين من إشهار بعض المقترحات التي قد تُضيّق الخناق على المسلمين، بشكل أكثر، كحظر الحجاب في الجامعات. 

انتخابات يحضُرُ فيها العرب والمسلمون من دون أن يستفيدوا منها في شيء. في سنة 2012 صوّت 93 في المائة من مسلمي فرنسا لصالح هولاند، الذي أشهر وعودا كثيرة، منها، حق التصويت للأجانب في الانتخابات المحلية، وقف الاعتقالات التي ترتكز على سحنة الوجه وغيرها، ولم يروا من هذا كله سوى تأييده لـ"حقّ بنيامين نتنياهو في الدفاع عن النفس" في غزّة.

"عيد بأية حال عدت يا عيد؟"، يقول الشاعر الكبير. تحديات كبيرة ومقلقة تنتظر الجالية العربية المسلمة في فرنسا وأوروبا، ومن المرجح أن تدوم طويلا.

دلالات
المساهمون