عرب أميركا... غصتان: محلية وفي الأوطان

23 يناير 2018
منغصات كثيرة يعيشها عرب المهجر (العربي الجديد)
+ الخط -

"غصة نشعر بها بسبب ما يحدث في فلسطين وباقي الوطن العربي"، بهذه الكلمات تلخص المهاجرة الفلسطينية-الأميركية نسرين الجبالي في نيويورك واقع الميلاد الذي يمر على عرب المهاجر ثقيلا هذه السنة. ومثلها تشعر العراقية سونيا جرجيس " كل نقاش يعيدني دائما لما حل بنا في العراق من حروب ومآس".


فبالرغم من زينة وبهجة الأجواء وبهجة الناس، يبقى انعكاس واقع البلاد الأصلية واضحا على أبناء الجاليات في المهاجر. وفي الولايات المتحدة الأميركية تبقى فرحة العيد "ناقصة"، كما يصفون. فإذا كانت فلسطين، وبسبب قرار الرئيس الأميركي حول القدس، اختارت، في بيت لحم ورام الله والقدس وغزة وداخل الخط الأخضر، حصر الاحتفالات بقداديس منتصف الليل، فإن الأمر عينه انسحب على جالية فلسطينية كبيرة في أميركا، وهي بالأصل من تلك المناطق الفلسطينية التي ولد وعاش فيها السيد المسيح. وفي ذات السياق تقول نسرين الجبالي عن أجواء نيويورك: "بالطبع الزينة والاحتفالات مستمرتان، ولكن نحن كعرب وفلسطينيين نشعر بغصة وضع فلسطين والعرب، و الأوضاع الداخلية في الولايات المتحدة وانتخاب ترامب، وليس فقط قراراته بشأن القدس، ولكن تصريحاته ونبرته وسياساته لا تعطي أي شعور بالبهجة بل تثير الخوف“.

وتؤكد نسرين، الأم لولدين، أنه لولا طفلاها لفضلت عدم عمل شيء خاص بالعيد، حيث ذهبت إلى القداس وكذلك زارت مع زوجها أقاربهم، قبل أن يجتمعوا مساء على العشاء في بيت عائلة زوجها القاطنين في نيويورك.

ولا يختلف واقع الجالية العراقية عن الفلسطينية، فبالنسبة لسونيا جرجيس من ديترويت، بولاية ميشيغن، حيث يعيش عدد كبير من الجالية العراقية، فتقول إنها لم تذهب هذا العام لقداس منتصف الليل، رغم حرصها السنوي عليه. وتضيف جرجيس ”تساقط الثلوج فجأة وسريعا وتراكمها جعل الخروج بالسيارة مخاطرة. وأنا أحب أن أذهب ليلة العيد لقداس بالعربية وليس فقط بالإنكليزية وللأسف تبعد الكنسية عني حوالي نصف ساعة بالسيارة، والثلوج ستجعلها تأخذ وقتا أطول، لذا قررت البقاء في البيت مع العائلة وإكمال التحضيرات لعشاء اليوم التالي".

أما عن الأطعمة التي تطبخها فتقول ”نعمل "الكليجة" ( كعك الأعياد العراقية). ونقدم الأطباق العراقية الخاصة بالأعياد كالدولمة (ورق العنب المحشي) والمحاشي والدجاج بالرز وغيرها من الأطباق العراقية“. وبعد إفطار صباح يوم 25 نتبادل الهدايا، ونستقبل الزوار من الأقارب أو الأصدقاء“. في المساء يجتمع بقية أفراد العائلة المقربون مع أبنائهم من الصغار والشباب لتناول طعام العشاء. وتشير سونيا إلى أن بعض أصدقائها المقربين من العرب المسلمين يشاركونهم الأعياد أحيانا بالاتصال للمعايدة والزيارة.

وتنوه لمحاولتها هذا العام "الابتعاد عن السياسة" لكن ذلك لم ينجح وتضيف ”الكبار مثلي، في عمر الستين، تعبوا من السياسة ومن توترات السنوات الأخيرة في أميركا. أجدني في الغالب لا أريد الخوض بالسياسة، لكن أولادنا وأولاد أخوتي، الذين ولد أغلبهم في الولايات المتحدة، أو كبروا هنا، وهم الآن في الجامعات ينتهزون فرصة تجمع العائلة الكبيرة، حيث لا نلتقي كثيرا إلا في المناسبات بسبب مشاغل الحياة، وأجدهم متحمسين للحديث السياسي، في الولايات المتحدة وخارجها، ويطرحون عديد الأسئلة وخاصة على الكبار ويصعب منعهم من الخوض فيها“.

أعياد عيد الميلاد مرت هذا العام وفرحة العيد ناقصة، ليس فقط للعرب المسيحيين في العالم العربي، بل كذلك على هؤلاء الذين يعيشون في بلاد الاغتراب. ​
دلالات
المساهمون