ناصر الرباط: لقاء ثقافتنا بالحداثة كان لقاءً منقوصًا

04 نوفمبر 2014
+ الخط -
خبّرني عن مسيرتك التعليمية؟

كان مشروع التخرّج من جامعة دمشق، بداية َالرحلة التي انتهيتُ إليها في النهاية؛ حين قرأتُ كتاب حسن فتحي construire avec le people، قلتُ: أعرفُ ما سأفعل لمشروع تخرّجي. فكّرتُ بقرية نموذجية تعمل على الطاقة الشمسية الذاتية، كنتُ متأثرًا جدًا بعمارة الطين لديه، كانَ مثل نبيّ العمارة المصرية الريفية.

وحين كبرتُ، أصبحت ناقدًا شديدًا لعمله. لم يكن المشروع عملًا معتادًا، وكان غالبية الأساتذة ضدّي، فكّروا كيفَ لابن المدينة هذا أن يعرف عمارة الفقراء الفلاحين؟ ثمّ فكّرت بالذهاب إلى بلدٍ فرانكوفوني، اخترت جامعةً سويسرية، لكنّهم لم يعترفوا بشهادة جامعة دمشق، فقدّمت طلبي إلى UCLA في لوس أنجلس، حيثُ يعملون على موضوع الطاقة الذاتية الشمسيّة، وكنتُ مهتمًّا به، وأردتُ التخصّص فيه، لكن من خلال البحوث، اكتشفتُ بيوت الباحة.

كان عنوان رسالتي: بيوت الباحة في القاهرة ودمشق؛ دراسة مقارِنة مناخيًا وبيئيًا واجتماعيًا ومعماريًا. وغدت رسالتي مرجِعًا. قبل الدكتوراة، كنتُ أفكّر بالعودة إلى سورية والعمل في عمارة الفقراء، لكنّ المعطيات تغيّرت، إذ كان قريبي ضياء الدين الشطّي فيلسوفًا وأستاذًا متقاعدًا، قلتُ له: الوضع في العالم العربي سيّئ جدًا، لا حرية، والعرب لا يعرفون كيف يفكرون. فقالَ: إن أردتَ المساهمة في التفكير، فعليك أن تكونَ أستاذًا لا معماريًا. عند الدكتوراة، عملتُ مع أوليغ كرابار، كان أشهر مؤرّخ للفنّ الإسلامي، وكتبَ مقالةَ-مفتاح عن قبّة الصخرة في القدس (1959).

وإذ كان عليّ كتابة مقالٍ علميٍّ محكّم، فقد كتبتُ عن قبّة الصخرة. وقتها كان باحثون إسرائيليون نشروا كتبًا عن فضاء بيت المقدس قبل الحروب الصليبية، تعطينا فكرة عمّا حدث قبل تسييس الأمر. استنادًا إليها قدّمتُ أطروحةً جديدةً عن معنى قبّة الصخرة، ووافق عليها أوليغ وأعجبته رغم أنها كانت مضادّة لأطروحته. كانَ المقالُ علامةً فارقةً، كانعتاق الابن عن أبيه، كنتُ الابن الروحي لأوليغ، كنّا على صلة قويّة، ثم غدونا أقرب إلى الأعداء لا على الصعيد الإنساني بل الفكري، لأنني انطلقتُ من اتجاهٍ معاكسٍ له.

 أنت من العرب القليلين الذين ينقدون نظرية المركزيّة الأوروبية، نجد ذلك مبثوثًا في كتاباتك وأبحاثك. أي إلى حدّ نحن خاسرون في معادلة مماثلة، وإلى أي حدّ هو نتيجة تقصيرنا؟

- نحن مقصّرون جدًا، لكن الآن ثمّة نضجًا بادٍ، في الجامعات الغربية وخاصّة في الولايات المتحدة. ثمّة جيلٌ جديد من الباحثين، يتجه إلى عملية إعادة وصل بداية الحضارة الإسلامية بالحضارة الكلاسيكية، وقد غدا جزءٌ منهم أساتذة، وكلّهم من أصول عربية.

مثلًا جاك طنّوس ونانسي خالد، اللذان يكتبان عن دمشق وعن سورية في القرنين الـ 6 و7. فكرة العودة إلى الأصول والربط بين الحضارات الكلاسيكية والحضارة الإسلامية، فكرةٌ موجودة، لكنّها رُفضت من قبل المؤرخين الأوروبيين.

ما حصل هو عملية تزوير متطاوِل قليلًا من نهاية القرن 18 إلى نهاية القرن 19، أوروبا أعادت كتابة تاريخها في نهاية القرن 19، بحيثُ تبرّر أنّها قمّة الحضارة كي تبرّر تاليًا تاريخها الاستعماري.

كانَ إثبات الصلة ما بين الحضارة الكلاسيكية والإسلاميّة حلمًا مسيحيًا عربيًا. فالآباء اليسوعيون في بيروت أوّل من كتب عن ذلك، وكان زعيمهم لويس شيخو، والمهمّ بينهم هنري لامنس. أمّا في أميركا، فقد كان أستاذي أوليغ وابن صفّه عرفان شهيد، الذي كتب ثمانية كتب عن العلاقة بين العرب وروما وبيزنطة واليونان، قرنًا فقرنًا، وهدفَ إثبات الوشائج والعلاقات الموجودة.

هو ليس منظّرا، بل مراكمًا للمعرفة. من نظّر بعد ذلك، الجيل الذي بعده، أنا وغيري. أمّا الجيل الأصغر فينظّر بشكلٍ ممتاز. وثمّة الفلسطيني سليمان بشير الذي عمل مع الإسرائيليين في الجامعة العبرية، أظهر الصلة بين بدايات الإسلام والحضارات قبله، وقد استغلّ الإسرائيليون ذلك لإظهار دَيْن الإسلام لليهودية، وهو دَينٌ لا نستطيع تلافيه. لكن الكتب كلّها بالإنكليزية، لذا أكتبُ أحيانًا بالعربية لإيصال هذه الفكرة إلى العالم العربي. 

 أنت تهتم بالتأريخ؟

بعد اكتشاف التراث اليوناني في نهاية القرن 18 والتراث المصري القديم بداية القرن 19، أعادتْ أوروبا كتابة التاريخ، بحيث جعلت الحضارة تبدأ من مصر وتنتقل إلى اليونان ثمّ روما فأوروبا المسيحية الأولى وهكذا حتّى عصرنا، فنفتْ عن الإسلام مشاركته، وحتّى نفتْ مشاركة بيزنطة.

علمًا أنه مِعماريّاً - وأنا أتكلم كمختصّ- من الممكن إثبات استمرار الانتماء إلى التراث الكلاسيكي في العمارة في شرق المتوسط إلى القرنين 11 و 12، أي إلى ظهور عمارة الرومانيسك والعمارة القوطية في أوروبا. هدفي الإيديولوجي والتأريخي هو استعادة هذه الصلة، والعودة إلى أوروبا بنقدٍ يقول إن هذا ليس تراثكم أنتم، وعليكم تاليًا أن تفتحوا نظرتكم للحضارة، وأن تقبلوا بمساهمين آخرين.

والجملة المفتاح المعبّرة قالها غارث فودن: "ثمّة طرقٌ طالعةٌ من العصر القديم لا تقود إلى الرونيسانس"، وأنا أضيف ثمّة طرق عديدة. فالثقافة الإسلامية جالسة على تراث الكلاسيكية، وقد أوّلته وطوّرته بطريقتها واستجابةً لوجهات نظرها واعتقاداتها.

 أترى خصوصيّة للمنطقة تتيح لنا القول بالعمارة المشرقية؟ مثلًا كتابك عن القرى المنسيّة.

القرى المنسية مهمّة، هي دليل على النموذج الطبقي المتواضع، ودليلٌ أيضًا على هذا التلاقح الثقافي الذي أحدّثك عنه، ما بين حضارات المنطقة وبين الوافد الهلنستي وفي ما بعد الوافد الروماني، هذا ما أنتج عمارة القرى المنسية، ثمّ استحوذت على تشكيلاتها المعمارية، الرومانيسك في أوروبا والعمارة الأيوبيّة في سورية.

أرفض التفرّد الحضاري وأنظر الى الأشياء باعتبارها سلسلة من التطورات. العمارة التي تسمّينها مشرقية، سليلة العمارة الكلاسيكية. الأساس هو البيت الروماني، الذي ينتمي إلى الحضارات السابقة، وهي في جزء منها حضارات سامية، دائمًا توجد عملية خلط حضاري عبر المتوسط. أنا لا أؤمن بالنظرية المتوسطية، أوافق أن الحضارة مشتركة ومتقاطعة، لكن تعبيراتها في مناطق مختلفة ليستْ بالضرورة عودة إلى المتوسط.

أعتقد أن عبقرية الحضارة الإسلامية هي أنها جمعت ما لم يُجمع من قبل إلا عن طريق الحرب؛ أي العلاقة ما بين الشرق والغرب. لأن الحضارة الإسلامية استحوذت على جزءٍ كبيرٍ من الغرب وعلى كلّ الشرق. الشرق كان الحضارة الفارسية، والغرب كان الرومانية وسليلتها بيزنطة. سورية وفلسطين ومِصر وشمال أفريقيا، هي حضارة كلاسيكية، وفارس حضارة فارسية.

الحضارة الإسلامية جمعتْ بين الاثنتين، ومن يحاول نفي انتمائها الكلاسيكي يقول إنّها اتجهت شرقاً. لكن الحقيقة أنّ ما عملته، هو ما حاولت من قبلها روما عمله ولم تنجح فيه تمامًا، وما حاوله الإسكندر المقدوني، فإمبراطوريته دامتْ فقط خلال وجوده، واندثرت بموته، فانفصل الشرق وعاد إلى فارسيّته.

بينما في الدولة الإسلامية خاصّةً المبكّرة، كان الشرق والغرب يؤلّفان دولةً واحدةً، نلمس ذلك عبر التفاعل الحضاري في إنجازات الفلسفة والعلوم والأدب والعمارة. الحضارة الإسلامية فتحت الحدود بين الشرق والغرب، وألغت القسمة بينهما، لكنها استُعيدت في ما بعد، حين غدا الشرق هو الإسلام. أظنّ أنّه إلى ما قبل سيطرة الفكر الديني المتزمّت على الحضارة الإسلامية، كان واضحًا بالنسبة لمنتجيها، أنهم ينتمون إلى هاتين الحضارتين المجموعتين في بوتقةٍ واحدة. 

أمّا البيوت المشرقيّة ذات الباحة، فهي سليلة التراث المتوسطي، كبيوتٍ ذات باحة وقناطر، لكن القنطرة والإيوان قدما من الثقافة الفارسية. بيد أنّ خلط الاثنين لم يتمّ إلا في القرن 11 وفي مدنٍ إسلامية. حيثُ غدا الإيوان جزءًا من الباحة الداخلية، فهذا طرازٌ ما قبل روماني أُضيفَ إليه الإيوان الفارسي.

بدأتْ هذا الخلط القبائل العربية المسيحية، التي كانت زبائن إمّا لدى الرومان أو الفرس؛ كاللخميين والمناذرة، واستمرّ في العمارة الاسلامية. لدينا الشواهد من سامراء (القرن 9) والفسطاط (القرن 10) والقاهرة (القرن 11)، ثمّ تظهر في ما بعد في كلّ العالم العربي الإسلامي. إن العمارة التي نسمّيها مشرقية، سليلة تراث معماري يعود الى روما ويمكن قبلها من جهة، وإلى بابل أمّ فارس (ففارس استحوذت على بابل) من جهة ثانية، الدمج الحاصِل لم يكن بسبب فتح الحدود الفعلية فحسب بل الفكرية أيضًا.

بسبب الدمج، شُكّل بيتٌ جديد من عناصرَ جديدة من الطرفين، هو البيت المشرقي، وله تنويعات مختلفة تتبع المناخ والمنطقة والمواد المحلية، لكنه ثقافيًا وحضاريًا وفكريًا بل ومبدئيًا نتيجة دمجٍ حضاري.

 خبّرنا عن اختصاصك في العمارة المملوكية بالقاهرة؟ 

أغنى مدينة معمارية في العالم على الإطلاق، خاصّة الفترة المملوكية. حين زرتها أحببتها وقرّرت كتابة أطروحتي عنها. لكن العمارة المملوكية، كالجوهرة في الركام. غير واضحة وغير ظاهرة، تخصصتُ فيها بسبب جمالها وروعتها، أحببتها: عمارةٌ منحوتةٌ بالحجر، فيها كمية هائلة من الرهافة والذوق.

وذاك التعامل مع مادّة صعبة وتطويعها لخلق هذه الأشكال الصغيرة. هي عمارة -ما عدا بعض النماذج- ليستْ متطاولة كثيرًا، لا تحاول إظهار نفسها كبيرةً أو مهمّةً. على العكس، تستعمل العناصر الصغيرة لإظهار جمالها. وتستعمل الشارع بطريقة ذكية جدًا، بحيث إنك وأنت تمشين في الشارع، تبدأين باكتشاف جمالياتها خطوةً خطوة، أي دائمًا تخطف نظرك، فأنت تمشين وتقولين هذا الباب جميل، وبعد قليل تجدين وراء الباب قبّة، ووراءها مئذنة.

هي مدروسة بحيث إنك كلّما اقتربتِ تكتشفينها. الشيء الآخر أن الفترة المملوكية، غريبة جدًا في تاريخ العالم كلّه، فشرط الحكم لدى السلالة أن يكون الحاكم عبدًا في وقتٍ ما، ثم يبرز ويثبت جدارته. ثمّة مناقبية كبيرة ليصل إلى الحكم، وتاليًا عنفٌ هائلٌ بسبب التنافس. فيها شيءٌ مغرٍ لدراسة التركيبتين الاجتماعية والثقافية.

كتبتُ عن قلعة القاهرة مصادفةً، إذ رغبتُ في الكتابة عن المدينة في القرن الـ14. لكنني كتبتُ عن القلعة باعتبارها مدينة صغيرة تحت الحكم المملوكي: مجموعة القصور والاصطبلات. كنتُ أنزل إلى الأقبية أحاول إعادة عمارتها، لم يكن ثمّة مساقط، وكان كل شيء منهارًا. أي كنتُ أتخيّل كيف كانوا وأين.

 ما موقفك من تفتّت المشرق؟ نظرتنا المجتزأة للتراث، واهتمامك بالفنّ العربي

أنا وجهة نظري إلى حدّ كبير متشائمة. السبب الذي أحاول صوغه بطريقة نقدية، أن لقاء ثقافتنا بالحداثة كان لقاءً منقوصًا واستمرّ منقوصًا، وهو السبب الرئيسي لنكوصنا نحو ثقافة متخيّلة سابقة، نظنّ بوجود إمكانية استلال حداثة جديدة منها. ثنائية الحداثة والتراث اصطناعية، لأن العودة إلى التراث، نتيجة خيبة أملنا وعدم إمكانية تماهينا مع الحداثة. وأحد أسبابها مفهومٌ تمامًا؛ أنها أتتنا من طريق الاستعمار.

لكن الثاني غير مفهوم؛ أننا لم نستطع تطويع الحداثة، لتطوير مفاهيمنا عن الحريّة الفرديّة وعن الحريات الاجتماعية. أريد الفصل بين الاثنين، فالاهتمام بالتراث هو شيء كنت طوال عمري مهمومٌ به، لكنني لا أتماهى معه، بل أهتمّ بدراسة التراث كتراث. أنا حداثي، ابن اليوم، ونحن العرب جميعًا أبناء اليوم. عملية العودة إلى ما كان باعتباره المنقذ من المأزق الذي نحن فيه، هو مأزقنا الأساس فكريًا.

أظنّ أن المشكلة الأساس أننا لم نحلّ علاقتنا بالتراث عبراشتباكنا تمامًا مع الحداثة. أحبّ الفنّ، لأنه أحد المناحي القليلة في ثقافتنا المعاصرة الذي استطاع التماهي مع الحداثة من دون أي مشكلة، هذا الفنّ حداثي نقطة انتهى. حسن شاكر آل سعيد تعامل مع الخطّ عن طريق تجريده، وجعل الخطّ معطىً حداثيًا لا عودة إلى التراث.

مثلًا بول غيراغوسيان كان كذلك، لم يقلْ ثمّة معطيّات من الماضي تكبّل يدي وأنا مضطرٌ للجوء إليها. ثمّة اعتقادٌ خاطئٌ في ثقافتنا، أنّ الفنّ المعاصر ليس جزءًا من تاريخنا وتاليًا مستورد.

 ماذا عن المعماريين العرب؟ 

أهمّ معماري عربي في القرن العشرين هو حسن فتحي، رغم تعارضي الفكري تمامًا معه، وأقدّر كثيرًا رفعت الجادرجي ومحمّد مكية من مجموعة المعماريين العراقيين المهمّين والحداثيين بالمعنى المِعماري للكلمة، رغم أن بعضهم استلهم من التراث، لكن من وجهة نظر حداثية. ثمّة آخرون حداثيون بعيدًا من التراث، وقد أصرّوا على ذلك، مثل المصري اللبناني أنطوان سليم نحّاس الذي صمّم المتحف الوطني في بيروت.

اليوم، لدينا عدد كبير من المعماريين الجيدين، لكنهم في غالبيتهم لمعوا في الغرب. هذه مشكلة، الجيل السابق بنى في بلده أو البلاد العربية، رغم أنّهم جميعًا تخرّجوا من الغرب، لكنهم عادوا وعملوا بوحي من الفكر الأوروبي. كانوا يبنون بهدف بناء نهضة حداثية لبلادهم.

مشكلة المعماريين العرب المعاصرين، أنهم لا يستطيعون إبراز هويّة خاصّة بهم تقول إنهم نابغون، لا لأنهم معماريون بل لأنهم ملتحمون بالبيئة التي يعملون فيها.لا أحدّ منهم متجذّرٌ فيها. ولا تنسي انحياز الغرب ضدّنا ونظرته دومًا إلى نتاجنا الثقافي باعتباره متخلّفًا أو مسروقًا.

 تشعّب الحديث، أفكّر أن فترة الستينيات كنهضة غير معلنة، تميّزتْ بوجود علاقات قوية بين المثقفين من أدباء وفنانين ومعماريين، الشيء الذي نفتقده اليوم، وأظنك أقرب إلى نموذج مثقفي تلك الفترة من هذه الناحية؟ 

إلى حدّ كبير أنا هكذا، لكنني لستُ وحيدًا، ثمّة كثيرٌ غيري، وهنا لا بدّ من كلمة حقّ، انعدام الحرية في العالم العربي، وضآلة الأمل في نهضة العالم العربي، أظنها غيّرت من أسباب اجتماع المثقفين والفنانين. في الماضي حين كان الفنّان أو المعمار أو الكاتب يجتمعون سويةً، كان دومًا لديهم هدفٌ ما: تأسيس حركة، أو خلق تيّار جديد، ودائمًا كان ثمّة أمل.

لكن اليوم حين يجتمعون، فإن غالبية حديثهم يدور حول، أولًا؛ كيف يمكنني أن أعيش؟ ثانيًا؛ كيف أتلافى الرقابة، وثالثًا، كيف السبيل لإيجاد عمل خارج البلد؟ فكميّة كبيرة من الهموم التي أصابت الثقافة سببها - في اعتقادي - الديكتاتوريات العربية.


المساهمون